يبدأ طارق تجهيز زملائه لأهم وأسهل ثورة عسكرية فى التاريخ.. وهو واثق من مجموعة الأشخاص المسؤولين المطلوب القبض عليهم.. تم القبض عليهم بالفعل وتم جلبهم فى تلات أتوبيسات مليانين داخل المدرسة.. بينما القوى المتصارعة تشتبك مع بعض، ويأمل طارق أن تخلص على بعض. يخطط طارق للقبض على مدير المدرسة ووكيلها ومشرفها ويوكل هذه المهمة إلى أحمد ويطلب من أسامة إحضار آلة كاتبة وماكينة استنسل وختم المدرسة، ويقرر ترقية أكبر موظف سهران فى الإذاعة والتليفزيون وأكبر مسؤول نوبتجى فى الداخلية إلى وزيرين. أصبحت أهم نقطة هى إذاعة بيان الثورة رقم (1)، والذى حصلوا عليه مما كتبه المشرف والوكيل سابقاً وخبآه لدى إبراهيم. يجلس طارق بمفرده بينما يدخل حسن ومرسى بالوكيل الذى يهدده بإبلاغ والده، ويقبضان على المشرف أيضاً أثناء هروبه إلى الجراش. طارق: أحمد.. اتصل بالمستشفيات.. وخليك مع المصابين وقدم لى تقرير.. (أحمد يؤدى التحية ويخرج مسرعا، طارق يلم الكوتشينة ويضع أوراق اللاعب جانبا) المدير: الدور لسه مانتهاش.. طارق: الدور انتهى.. والعشرة خلصت.. وأنا اللى خدتها.. المدير: لأنك بتعلب لوحدك.. أو متصور إنك بتلعب لوحدك.. طارق: لو لعبت مع أى حد.. أنا اللى حاكسب.. تحب تجرب.. (المدير ينهض، يسحب كرسيا ويجلس أمامه، مرسى يقف الآن انتباه فى طرف المسرح. وطارق يرتب أوراق الكوتشينة بسرعة) طارق: (يوجه حديثه لمرسى).. العصفور وصل العش؟ مرسى: وصل يافندم.. طارق: المهم يغنى على طول.. مرسى: حايحصل يا فندم.. (يوزع الأوراق) المدير: حانلعب على إيه..؟ طارق: على الحاجة اللى طول عمركم بتلعبوا عليها.. المدير: واللى يخسر.. طارق: رقبته حاتطير بكره الصبح.. رقبته ورقبة اللى خلفوه.. (اللعب مستمر.. المدير ورقه سيئ) المدير: إنتم قد الحكاية دى؟ طارق: نجرب.. إنتم بتحكموا من آلاف السنين.. المدير: إحنا مين؟ طارق: الكبار.. كانت النتيجة إيه..؟.. تعاسة وغلب فى كل حتة وكل مكان.. إدونا فرصة.. وسعوا لنا شوية جنبكم.. يمكن نعرف نعمل حاجة.. المدير: كل اللى حاتعملوه إنكم تزودوا تعاسة الناس وغلبها.. طارق: مش ممكن.. دى مسألة عاوزه خبرة.. واحنا ماعندناش خبرة من أى نوع.. (يفتح الراديو، المارشات، يتوقف المارش ونستمع للمذيع) المذيع: أيها السادة.. بعد قليل نذيع عليكم بيانا هاما.. (يعود المارش، طارق يخفض الصوت) المدير: «بحزم».. طارق، أنا باديلك فرصة دقيقتين.. تعتذر لى عن اللى إنت عملته وتكتب استرحام وتروح تحط نفسك فى الكراكون إنت وزمايلك.. طارق: العب.. المدير: البلد فى إيدى.. طارق: البلد فى إيد الشخص اللى البيان حايتذاع باسمه.. العب.. المدير: البيان حايتذاع باسمى.. طارق: البيان بتاعك اتقطع من شوية.. العب.. خلص الدور وانتهى اللعب.. (تتوقف المارشات، طارق يرفع الصوت، نستمع للمذيع) المذيع: أيها السادة.. بعد لحظات نذيع عليكم بيانا هاما من طلبة السنة الأولى بالمدرسة الثانوية العسكرية.. (تعود المارشات، كالمذهول يقف المدير ويمد يده لرتبه العسكرية، ينزعها ثم يؤدى التحية العسكرية لطارق الذى يقف مشدود القامة.. ببطء شديد تخفت الإضاءة.. وتنزل..) الستار الفصل الثانى المشهد الأول (مكتب طارق.. شرفة متسعة فى صدر المسرح تطل على ميدان.. منضدة اجتماعات نصف دائرية.. لوحة كبيرة عليها شعار.. «السعادة لكل مواطن».. طارق يطالع بعض الأوراق، وجهه متجهم قليلا.. يرتدى ثيابا عسكرية زاهية.. أكبر عدد ممكن من أجهزة التليفون بأشكالها المختلفة.. يرد على مكالمات عديدة بإجابات مقتضبة.. مثل «موافق».. «لا».. «كويس».. «لسه بدرى على الحكاية دى».. «حدد له ميعاد».. «مش عاوز».. «حط نفسك فى السجن».. يدخل المشرف على مكتبه.. هو نفسه مشرف المدرسة.. يحمل أوراقا، يضعها أمامه ويقف بأدب.. طارق يوقع على الأوراق.. يخرج المشرف.. يعود طارق للرد على التليفونات.. يدخل مدير المكتب ومعه أوراق.. هو نفسه مدير المدرسة السابق.. يقف بأدب وثبات إلى أن ينتهى طارق من التوقيع.. يخرج، طارق يعود للرد على التليفونات، يضغط على أحد الأزرار.. يدخل المشرف) طارق: أنا طالب حضرة الضابط الوكيل، قصدى وكيل المكتب.. المشرف: وصل اليونان يافندم.. طارق: اليونان؟.. المشرف: أيوه يا فندم.. نزل بطيارة خاصة.. قال إنه حايغيب ساعتين.. طارق: حايعمل إيه فى اليونان..؟ المشرف: مأمورية خاصة.. ويبدو أنها شديدة الأهمية.. الطيارة كانت طالعة الكويت.. سيادة الوكيل استدعاها من الجو.. ونزل الركاب.. وخد الطيارة وطلع على اليونان.. طارق: فعلا تبقى مأمورية مهمة.. بس أنا ما عرفش عنها حاجة.. (لحظة).. فيه احتمال يكون هرب؟.. المشرف: أنا متأكد يا فندم إنه ماهربش.. طارق: ليه متأكد..؟ المشرف: غداه هنا.. (طارق ينظر له فى برود).. وأسرته هنا.. وما كانش معاه شنط لما سافر.. طارق: ابعتهولى بمجرد ما يوصل.. المشرف: حاضر يا فندم.. طارق: مواعيدى إيه النهارده؟.. المشرف: (يقرأ من ورقة صغيرة).. عشرة ونص اجتماع مجلس القيادة.. حداشر لقاء مع خبير السلاح.. حداشر وربع لقاء مع خبير الأمن.. متوقع إن المسيرة توصل الساعة اتناشر.. حاتخرج سيادتك تحييهم وتقول كلمة قصيرة.. طارق: المسيرة دى جاية منين..؟ المشرف: من كل أنحاء البلاد.. طارق: مين اللى عاملها.. المشرف: الشعب.. طارق: فاهم.. مين يعنى اللى منظمها..؟ المشرف: معلوماتى يا فندم إن الشعب هو اللى منظمها.. (طارق يعاود النظر له ببرود).. بس الشعب استعان ببعض أعضاء مجلس القيادة.. طارق: هو ده اللى أنا عاوز أعرفه.. مين؟ المشرف: السادة.. سعد السياف.. مرسى محمد أحمد.. أسامة الزهار.. خليل الجمال.. (يشير له بحركة خفيفة.. يخرج المشرف.. طارق يضغط زرا.. يدخل مدير المكتب يحمل دوسيها) المدير: أفندم.. طارق: الوكيل سافر اليونان النهارده.. بدون ما يستأذن.. سفرية مريبة وتبعث على الشك.. عاوزك تبعت وراه مجموعة.. تدور عليه فى أوروبا كلها.. وتجيبهولى. المدير: فى صندوق يا فندم..؟ طارق: صندوق؟ إيه حكاية الصندوق دى؟ المدير: ده نظام عامله هو شخصيا.. ساعات فيه ناس لازم نجيبهم من أوروبا بسرعة.. ما يبقاش فيه أماكن فاضية فى الطيران.. لكن العفش دايما فيه مكان.. ولذلك بنجيبهم فى الشحن.. فى صندوق، وتذكرة الطيران فى الشحن كمان بتبقى أرخص.. طارق: شكله إيه الصندوق ده..؟ المدير: شكله ظريف قوى.. من بره صندوق.. ومن جوه متنجد على قد جسم الشخص المطلوب بالملّى.. الوكيل بيجيب مقاس الشخص المطلوب من الترزى بتاعه.. طارق: طبعا مش عامل صندوق لنفسه.. المدير: لا طبعا.. بس أنا عامل له.. كنت عامل حساب حاجة زى كده.. (يدخل الوكيل مسرعا وهو يلهث)