20 ألفاً و225 برميل بترول عثرت عليها شركات البترول التى تنقب فى البلد، وورد بها تقرير لطارق وقت زيارة عدنان البندقجى مسؤول شركات السلاح العالمية لأعضاء مجلس قيادة الثورة، وهو ما استغربه طارق حيث وجدوا البترول فى الوقت والمكان اللى همّ عاوزينه بالضبط! ووسط سعادة أعضاء المجلس الغامرة يؤكد طارق أنه لن يبيع البترول ليشترى شوية حديد، وأنه سيصرف الفلوس فى حاجة تانية، فيعترض أحمد «أنت حاتسيبنا عريانين فى المنطقة.. مش حانعمل جيش قوى؟!». يشتبك طارق وأحمد ويتدخل حسن لفض اشتباكهما، ويؤكد طارق أنه لم يؤسس الجيش بعد، فكيف يشترى الأسلحة دون خبرة ممن يحملها.. يبقى هتصدى! يعترض أسامة مؤكداً أن القرار يجب أن يكون للأغلبية ولا ينفرد به طارق. يلتقى المجلس بخبير الأمن السيد منتهى الأمان، وهو نفسه عدنان لكنه أضاف شارباً وغيّر الجاكتة وارتدى نظارة وقبعة، ويعلن عن بضاعته (أحدث أجهزة التصوير والتنصت، وأجهزة الكشف عنها وأجهزة الكشف عن الأجهزة التى تكشف عنها.. وهكذا)، إلى جانب معتقل كاوتش. منتهى: فيه جهاز ريكوردر من أحدث الأنواع موجود هنا. طارق: ريكوردر..؟ منتهى: أيوه.. ومن أخطر الأنواع.. من النوع اللى إحنا بنعمله.. ريكوردر كاست ربع مللى.. فى حجم حبة السمسمة.. بس حالاقيه.. حايروح منى فين؟ (بسرعة يخرج جهازاً آخر.. يمر به على الموجودين ثم يتوقف عند الساعة.. يقترب بالجهاز من خده) منتهى: حضرتك بتشتكى من درسك..؟ أسامة: مابشتكيش منه دلوقت.. حشيته إمبارح. منتهى: والدكتور اللى حشيت عنده درسك.. عيادته هنا؟.. فى البلد؟ أسامة: لأ.. ده إخصائى أجنبى.. كان جاى زائر فى المستشفى العام. منتهى: وبعد ما حشى لك درسك سافر؟ أسامة: أيوه. منتهى: طب لو سمحت افتح بقك.. ماتخافش. (يمد يده بملقاط صغير داخل فم أسامة.. يخرج شيئاً لا يرى بالطبع.. يستعين على رؤيته بعدسة) منتهى: ريكوردر بيشتغل بالبطارية.. مجهز بوحدة إرسال.. ممكن يرسل لمدة سنتين.. طول ما انت فاتح بقك بيسجل ولما بتقفل بقك بيسجل من مناخيرك. (أسامة يشعر بالإهانة فيقف ثائراً فى سخط) أسامة: أما راجل قليل الأدب صحيح.. إنت جاى تنصب علينا جاى تضيع وقتنا يا راجل إنت.. اتفضل بره. منتهى: أنا ممكن أقبل أى إهانة فى الدنيا.. لكن لا أقبل أن أُطعن فى شرف مهنتى.. حالاً حاسمعك عينة. (يخرج جهازاً آخر يضع فيه الريكوردر المزعوم بواسطة الملقاط فنستمع من خلال سماعة المسرح الصغيرة إلى الحوار الذى تم فى المشهد الثانى بين أسامة وزملاءه.. قف من أنت.. ده أنا سعد ومعايا خليل ومرسى.. إلخ.. نستمر فى سماع الحوار.. الموجودون صامتون) أحمد: (يصيح بانفعال).. مؤامرة. (اللحظات القادمة سريعة محمومة.. تتعالى فيها الصيحات والصرخات موحية بجو العنف.. طارق يحتفظ بهدوئه محاولاً السيطرة على الموقف.. كل هذا يحدث وحوار المشهد الثانى المسجل مستمر.. عند نهاية حوار المشهد، يأخد منتهى الجهاز ويخرج مسرعاً) أسامة: (يخرج مسدسه).. ارفع إيدك لفوق إنت وهو.. ولا كلمة.. أى حركة حانضرب فى المليان. (خليل وسعد ومرسى يفتحون حقائبهم ويخرجون الرشاشات يناولون أسامة واحداً) مرسى: اقف جنب الحيطة إنت وهو. (أحمد وحسن وإبراهيم يقفون بجوار الحائط.. خليل وسعد يجرون لهم عملية تفتيش سريعة) أحمد: (يحاول الاحتجاج).. أسامة.. اعقل يا أسامة. أسامة: اخرس.. ماحدش يفتح بقه بكلمة.. أقف ثابت.. حالا حانشكل لكم محكمة عسكرية.. أى حركة حانضرب فى المليان. طارق: (بهدوء شديد).. بحيث لما تيجى المسيرة.. تخرج لهم إنت.. تديهم الإشارة.. يهتفوا بسقوطى.. وبالليل يشوفونى فى التليفزيون وأنا باعترف.. باعترف إنى ديكتاتور.. وجايز أعترف إنى خاين. أسامة: بالضبط.. ده اللى حاتعمله.. اتفضل اكتب استقالتك. طارق: حاضر. حسن: جبان. أسامة: اخرس. طارق: ليه يا حسن..؟ أسامة برضه أخونا وحبيبنا.. مش جايز يحكم أحسن منى. أسامة: اكتب الاستقالة.. (ينادى).. هيئة المحكمة. (المدير والوكيل والمشرف يدخلون) أسامة: ماحدش يدخل المبنى.. ماحدش يخرج منه.. اقطعوا كل الاتصالات بالعالم الخارجى. المدير: حاضر يافندم. طارق: الله.. هى هيئة المكتب معاهم. المدير: إحنا مع السلطة الشرعية. طارق: أنا السلطة الشرعية. المدير: (يشير لأسامة ومجموعته).. السلطة الشرعية اللى هى معاها الرشاشات. (تخرج هيئة المكتب) أسامة: انت متصور إنى حاسيب مصير شعبنا فى إيد واحد رومانسى مجنون زيك..؟ طارق: غلط طبعاً.. لازم اللى يحكم يكون واحد عاقل زيك. أسامة: اكتب الاستقالة. طارق: حاضر.. ماتزعقش.. حارفعها لمين؟.. للشعب طبعاً. (يمسك ورقة ويبدأ فى الكتابة) طارق: عزيزى الشعب الذى يتحدث الجميع باسمه وبالنيابة عنه الصالحون والمفسدون.. الحالمون والواقعيون.. الأذكياء والبلهاء.. أرفع إليك استقالتى هذه.. بمحض اختيارى.. وبكامل إرادتى.. (يتوقف وينظر لسعد).. يا سلام.. يا سعد.. نفس المصير اللى ترسم لك من قبل ما تتولد.. إنك تتحول لجلاد.. يا خسارة.. إيه اللى يخلى الشاعر يتحول لجلاد.. أنا حاستقيل يا سعد.. وماعرفش حاتسجنونى والا حتنفونى.. والا حاتقتلونى.. لكن الشىء المؤكد إن الثورة حاتبتدى تاخد اللون الأحمر. أسامة: (يصرخ فيه).. ماتتكلمش مع حد.. اكتب الاستقالة. طارق: (يركز نظراته فى عينى سعد).. كنت متصور إن اليوم ده حاييجى يا سعد..؟ إنك ترفع الرشاش على إخواتك. أسامة: ما حدش يسمع كلامه.. لسانه مليان سم. طارق: لا أمل.. لازم أكتب الاستقالة. (يعود للورقة) سعد: ما تكتبش الاستقالة يا طارق (يترك مكانه).. أنا مع طارق.. اللى حايقرب منه حافرغ فيه الرشاش ده. طارق: اللى يقعد معايا يا سعد مايرفعش رشاش.. يرفع كلمة يرفع فأس.. ما ترفعش الرشاش على إخواتك. (ياخد منه الرشاش ويضعه على المكتب) طارق: أنا حامشى قبل ما تنزل نقطة دم من أى حد فينا.. إحنا ناس ناضجين.. وبنحب بعض.. مش كده يا خليل.. مش كده يا مرسى.. يا خسارة.. كان نفسى نخرج كلنا للجماهير واحنا يد واحدة.. رمز للاتحاد والأخوة وانعدام الأنانية.. أصغر وأطهر مجموعة حكمت دولة. (بهدوء شديد خليل ومرسى يتركان مكانهما ويضعان الرشاشين على المائدة ويقفان بجوار طارق) أسامة: خونة.. حافرغ فيكم الرشاش كلكم. (أسامة يرتجف من الانفعال.. من الواضح أنه واقع تحت تأثير إجهاد عصبى يضعه على حافة الجنون) طارق: وتخرج للجماهير تقول لهم إيه؟ قتلت كل مجلس قيادة الثورة. (يقترب من أسامة حتى يلتصق به.. فوهة الرشاش تلامس قلب طارق) طارق: ضغطة منك دلوقت تطلع عشرين طلقة فى قلبى.. بس ماتنساش حاجة.. اللى بتاخده بالقوة.. فيه واحد حاييجى يحرمك منه بالقوة.. (هامساً فى رقة) نزل الرشاش يا أسامة.. ممكن أحقق لك كل اللى انت عاوزه من غير الرشاش. (يده تتراخى، يسقط الرشاش على الأرض.. يرتمى على صدر طارق وهو يبكى بحرقة) أحمد: (صائحاً).. محكمة.