يؤكد طارق لزملائه أنهم بدأوا فى ارتكاب نفس أخطاء الحكم العسكرى فى كل مكان، وأن مصيرهم سيكون مصير الحكم العسكرى فى كل مكان أيضاً، وربما يقتلون بعضاً، رغم أن المجموعة مليئة بالبراءة والطهارة والنقاوة والحماس والنوايا الحسنة، لكن جهلهم وأخطاءهم ممكن تتجمع فى النهاية وتتحول إلى قنبلة تنفجر فى وجه الجميع، ويتركه حسن يقول ما يريده بنية «بعد ما يسافر حنتصرف إحنا، خاصة أنه لا عندنا إقطاع ولا رأسمالية مستغلة ولا استعمار»، يلتقى أعضاء مجلس قيادة الثورة بالسيد عدنان البندقجى مندوب شركات السلاح العالمية، لتوفير السلاح لجيش قوى يأمل طارق فى تشكيله، وحمل فى حقيبته عدداً كبيراً من لعب الأطفال على هيئة أسلحة دبابات وطائرات وغواصات! أسعارها بالملايين، ويترك لهم الفرصة للدفع بالتقسيط، بينما رائحة المؤامرة مع أحمد وإبراهيم تنطلق منه، لكن طارق يرد عليه «معندناش فلوس للحاجات دى كلها، ولما يحصل الغزو، حاعرف أخلى الناس تصده بالبنادق!». الحلقة الرابعة عشرة عدنان: عندكم فلوس يا فندم، حاتلاقوا بترول.. التقرير اللى عندى إنكم حاتلاقوا بترول النهارده الساعة اتناشر. طارق: إنت دمك خفيف قوى.. اتناشر ونص ومالقيناش حاجة.. (فى اللحظة نفسها يدخل المشرف ومعه ورقة صغيرة يضعها أمام طارق وينصرف). طارق: سحر.. كل الشركات لقت بترول.. عدنان: مش قلت لك يا فندم.. (تتناثر تعليقاتهم) ...: الحمد لله.. ...: ياما انت كريم يا رب. ...: ده ربنا عالم بحالنا.. ...: أيوه كده يا أخى.. خلينا نعمل حاجة.. نعمل حاجة للبلد.. ...: أيوه.. نعمل حاجة للزمن.. ...: الخير على قدوم الواردين.. الراجل ده وشه كويس علينا.. ...: لازم نشترى منه حاجة.. ...: مدام ربنا إدانا.. نكسر بخطاره ليه...؟ طارق: بترول غريب.. بيلاقوه فى الوقت والمكان اللى هم عاوزينه بالضبط.. عشرين ألف برميل فى الساعة.. عدنان: (مصححاً وهو يقرأ من ورقة فى يده).. عشرين ألف 225 يا فندم.. طارق: بالضبط.. دى كومبينة بقى.. لقوا البترول وعاوزين ياخدوه ويدونى شوية حديد.. فلوس البترول حاصرفها فى حاجات تانية.. أحمد (محتداً): وده اسمه كلام يا طارق.. إنت حاتسيبنا عريانين فى المنطقة... يعنى إيه..؟.. مش حانعمل جيش قوى؟.. (طارق يصمت وينظر له فى عتاب ثم يتوجه بحديثه لعدنان) طارق: طيب يا سيد عدنان.. إحنا خدنا فكرة.. وحانبقى نبعت لك.. عدنان: تحت أمركم.. (يخرج) طارق: أحمد ماتنساش نفسك.. ماتكلمنيشى بالشكل ده قدام حد غريب.. ماتغلطش فى.. أحمد: غلطنا فى البخارى يا خى.. طارق: خليك مهذب واحترم نفسك.. (أحمد يواجهه فى غضب) أحمد: الله.. ماتاخدنى قلمين بالمرة.. (حسن يتدخل يبعدهما عن بعضهما) حسن: يا جماعة مش كده.. روقوا.. طارق (محتدا): مش أول تاجر سلاح يجيلى أشترى منه.. ومش أى نوع سلاح أشتريه.. إنتم ناسيين إن إحنا لسه ماعملناش جيش.. أجيب الحاجات دى عشان تصدى عندى.. لازم أسأل ناس عندها خبرة.. حسن: أنا من رأيى تسأل الناس اللى بتثق فيها... إنت مش بتثق فينا..؟ طارق: طبعاً.. حسن: خلاص.. اسألنا.. أسامة (بلهجة غير ودية): على العموم حضرتك مش بتاخد القرار لوحدك.. إحنا حناقش المسألة.. والقرار حايكون بالأغلبية. طارق: جرى إيه يا أسامة...؟.. إنت عاوز توحى للإخوة الزملاء إنى بدأت أتحول لديكتاتور ولا إيه...؟ أسامة: والله أنا مش باوحى بحاجة.. أنا باتكلم على اللى مفروض يحصل.. (أسامة ينهض وهو يقول جملته إلى الشرفة ويضع كفه فوق عينيه يراقب شيئاً بعيداً) إبراهيم: والله يا إخوان أنا من رأيى نشترى.. دى فلوس طالعة من تحت الأرض.. حد عارف ده رزق مين؟.. مش جايز شركات السلاح دى بتصرف على ناس غلابة فى أوروبا.. (أسامة يعود من عند الشرفة) أسامة: المسيرة على وشك الوصول.. حانشوف خبير الأمن ولاّ نأجله لبعد المسيرة؟ طارق: نشوفه.. ونبحث الموضوعين مع بعض.. (يضغط زرا فيدخل المشرف ومعه السيد منتهى الأمان.. هو نفسه عدنان البندقجى بعد أن أضاف شارباً وغير الجاكتة.. يضع على عينيه نظارة سوداء كبيرة.. ويرتدى قبعة رخوة تنزل حافتها على عينيه) المشرف: السيد منتهى الأمان.. خبير الأمن المعروف.. وإخصائى حماية الحكومات العسكرية.. دبلوم عالى فى الوشاية والنميمة.. ماجستير فى مكافحة أجهزة التصنت والتصوير.. دكتوراه فى القمع.. درجة الزمالة.. زميل كلية المخبرين الملكية فى لندن.. (المشرف يخرج.. منتهى يخلع النظارة والقبعة.. يرهف السمع.. يجول بنظره فى أنحاء المسرح وكأنه يراقب خطراً ما.. يرفع إصبعه إلى شفتيه طالباً منهم السكوت.. يفتح حقيبته ويخرج منها لعبة صغيرة على هيئة كلب.. يقترب بها من جدران المسرح وقطع الديكور.. الكلب يصدر صوتاً... يقترب من قطعة معينة من الديكور ثم يخرج مفكاً صغيراً يلتقط به قطعتين معدنيتين) منتهى: دلوقت نقدر نتكلم.. طارق: ميكروفونات..؟ منتهى (ببساطة ولا مبالاة): لا.. دى كاميرات موديل 74.. دى كاميرا واحد مللى.. ودى نص مللى.. صوت وصورة.. مجهزة بمعمل طبع وتحميض. تصور وتحمض وتطبع فى اللحظة نفسها برضه الفيلم بيتبعت باللاسلكى لقمر صناعى.. القمر يعكسه تانى.. فيلم 35 مللى.. الكاميرا دى حاططها السوفييت.. لذلك نلاحظ أنها كبيرة نسبياً.. والفيلم أبيض وأسود.. (مشيراً للكاميرا الأخرى).. ودى أمريكية بتشتغل بفيلم ألوان إسكوب.. (يضع الكاميرات والكلب الصغير فى الحقيبة ثم يواجههم): سادتى.. هذه التجربة البسيطة تثبت لكم أن الشركات التى أمثلها تمتلك أحدث أجهزة التصوير والتصنت.. وأجهزة الكشف عنها ثم أجهزة الكشف على الأجهزة التى تكشف عنها.. ثم أجهزة كشف أجهزة التشويش على الأجهزة التى تقوم بالشوشرة على الأجهزة التى تقوم بالتشويش على الأجهزة.. وهكذا.. إلى ما لا نهاية.. أما آخر اختراع عندنا فى مجال الأمن السياسى.. فهو ده (يخرج شيئاً من الحقيبة) معتقل كاوتش.. مبنى على نظرية قارب النجاة المصنوع من المطاط.. المعتقل ده.. يتنفخ.. ياخد عشرين ألف معتقل.. وهو ده متوسط عدد المعتقلين فى بلاد العالم الثالث.. وعندنا كمان.. (يعود للحقيبة ويخرج منها جهازاً دقيقاً أشبه بالساعة) منتهى: إيه ده يا جماعة.. دى الأودة ملغمة.. (يقترب من الموجودين.. يمر عليهم بالجهاز.. يتوقف عند حسن.. يمر بالجهاز على بدلته) منتهى: لا مؤاخذة يا فندم.. آخر مرة قلعت الجاكتة دى إمتى؟ حسن: إمبارح.. البدلة كلها راحت للمكوجى.. (منتهى يجذب زراراً فيخلعه من الجاكتة) منتهى: وعند المكوجى.. انشال الزرار الحقيقى واتركب ميكروفون إلكترونى من النوع المتخلف موديل 66.. بيرسل لجهاز استقبال فى الغالب محطوط فى عربية على بعد ثلاثة كيلو.. فيه قاعدة مهمة جداً فى الأمن.. احترس من المكوجى.. (يعود للنظر فى الجهاز)