يواصل طلبة المدرسة الثانوية العسكرية مغامراتهم، يعد طارق حبيبته بتحقيق كل الأحلام بمجرد تخرجه فى المدرسة العسكرية، وتتخوف عايدة حبيبته من الحرب التى تودى بحياته، وينتقل حوارهما إلى منطقة أكثر انفتاحاً عندما يتحدثان عن وضع المرأة فى بلدهما، وعن التعليم، وينزعج الاثنان وصديقهما من حالة الاستنفار الأمنى المشددة ويتوقعان أسوأ الأخبار، وهى بالنسبة لهم: «يبقى الراجل الكبير الله يرحمه». الحلقة الرابعة: طارق: حبيبتى أنا دخلت المدرسة العسكرية علشانك.. تلات سنين وابقى ظابط.. لىّ مكان.. ومعايا مرتبى.. ونتجوز. بعد كده حايبقى عندى فرصة آخد ثانوية عامة وأدخل كلية الآداب.. مين عارف يمكن أعرف آخد الدكتوراة. عايدة: ولما تموت فى الحرب. طارق: مش حايحصل حروب فى المنطقة بعد كده.. الحرب الوحيدة اللى إحنا داخلينها دلوقت.. هى الحرب ضد الغلاء.. ودى مش حاموت فيها لوحدى.. كلنا حانموت فيها.. عايدة: حاخرج معاك وأنا كاشفة وشى..؟ طارق: طبعاً.. وحاكون فخور بيكى. عايدة: حاتسمح لى أشتغل..؟ طارق: لأ.. مش حاسمح لك.. حارجوكى إنك تشتغلى.. البيت حايبقى محتاج إنك تشتغلى.. وبلدنا محتاجة إنك تشتغلى. عايدة: حايبقى عندنا بيت صغير وأولاد صغيرين؟ طارق: أولاد صغيرين دى مضمونة.. بيت صغير حلم بعيد قوى. عايدة: عارف يا طارق وأنا معاك باحس بإيه.. باحس إنى إنسانة.. تفتكر اليوم ده حاييجى يا طارق.. إن الست فى بلدنا تحس إنها إنسانة. طارق: حاييجى غصب عن الكل. عايدة: النهارده سمعت عمى بيقول لمراته يا حرمة، من الحرام.. تصور.. الست حرام.. يعنى أنا حرام. طارق: حبيبتى إنتى حلال جداً.. وحرام عليكى تقولى كلام من النوع ده.. ما تشغليش بالك بالمسائل دى.. أنا يهمنى تذاكرى وتنجحى.. من حسن حظك أن أبوك راجل متحضر، بيعاملك زى أخوكى بالضبط. عايدة: ده مجتمع رجالة بس.. نص مجتمع يعنى.. رجالة خايفين من وش المرأة.. من صوتها.. من عنيها.. من جسمها.. من وجودها نفسه.. يبقوا رجالة.. (تردد).. أقول والا تزعل؟ طارق: إوعى تقولى الكلام ده فى المدرسة.. ليرفدوكى.. الجرأة الزيادة حماقة. عايدة: كل البنات بتقوله فى المدرسة.. لو سمعت مغامراتهم واللى بيعملوه فى الصيف فى لندن وباريس.. شعرك يشيب. طارق: سيبك من القضايا الكبيرة دى.. طمنينى.. عاملة إيه فى الرياضة؟ عايدة: زفت.. الست اللى بتدينا الرياضة مابفهمش منها حاجة، ست فى منتهى القسوة.. كل يوم تجيلنا عينها وارمة، راسها مبطوحة، علامات زرقا على دراعاتها.. اللى بيحصل لها من جوزها.. بتعكسه علينا.. ضربتنى إمبارح خمستاشر عصاية. طارق: ضربتك فين؟ عايدة: على إيدى. (يأخذ كفيها ويقبلهما) طارق: (ينظر فى ساعته).. ميعاد المدرسة.. لازم أسلم نفسى قبل الساعة ثمانية. عايدة: حاشوفك الخميس الجاى؟ طارق: إذا ما تحبستش. عايدة: حاول ما تتحبسش.. لو ماشفتكش الخميس الجاى حاتجنن. طارق: وأنا كمان. (تخرج بهدوء، البروجى يعزف نوبة رجوع فى الوقت الذى تعود فيه الإضاءة إلى ما كانت عليه) أحمد: واضح أنك بتحبها. طارق: أنا باحب كل حاجة فى الدنيا.. كل شىء. أحمد: يا أخى نفسى أحب الحب الكبير قوى ده.. أى واحدة باحبها.. يادوب باحبها ربع ساعة بس.. تلت ساعة بالكتير. (صوت موتور سيارة يبتعد، طارق يلقى نظرة سريعة من خلال النافذة) طارق: عربية جيب طالعة.. وفيها مجموع بالسلاح.. فيه طوارئ الليلة دى. أحمد: يبقى الراجل، الله يرحمه. (يدخل سعد وأسامة، سعد يصعد إلى سريره بكامل ملابسه) سعد: اللية دى أنا تعبان جداً.. وعندى خدمة كنجى.. تسيبونى أنام.. يعنى لا كوتشينة ولا طرقعة.. ولا فرقعة.. ولا مزيكة بصوت عالى. أحمد: ماتكلمش اللى أقدم منك باللهجة دى ياله. سعد: أقدم منى فى إيه يا خويا.. إحنا دفعة واحدة. أحمد: اسمى قبل اسمك. أسامة: سعد أنا كمان داخل أنام.. لو قلقت، حانزل فيكم ضرب.. شوفوا لنا سيجارة. (أحمد يقطع سيجارة نصفين ويتقاسمها معه) سعد: (ينتبه فجأة وهو فوق سريره).. الليلة دى حصل حاجة غريبة قوى.. عربية شيفرولية كبيرة.. طافية كل الأنوار.. وجت وقفت جنب السور الغربى.. ونزل منها واحد خواجة ومعاه شنطة سمسونايت. أحمد: شكله إيه..؟ سعد: منزل البرنيطة على وشه.. وراح داخل على المكتب. خليل: غريبة.. نفس الحكاية حصلت جنب السور القبلى.. عربية رولز رويس كبيرة.. منورة النور الصغير.. جت وقفت جنب السور ونزل منها واحد خواجة ومعاه شنطة سمسونايت.. وراح داخل على المكاتب. (صوت موتور سيارة، أحمد يلقى نظرة سريعة من خلال النافذة) أحمد: يبقى أكيد الراجل مات.. وفيه طوارئ الليلة دى.. عربية جيب تانية وفيها مجموعة بالسلاح. خليل: (يقف).. عن إذنكم.. حاروح أنام.. أوضتكم دى تعلم الفساد. طارق: ليه؟.. الكوتشينة حاتطلع دلوقت.. والسخان حايظهر.. والشاى حايتعمل.. والقعدة حاتحلو. خليل: لا يا خويا.. إنت عاوزنى أنام فى الخدمة ولا إيه. (يخرج من الكالوس الآخر، مرسى يدخل، يقطع المسرح فى طريقه للخروج.. يستوقفه طارق) طارق: أهلاً يابو الأمراس.. استنى رايح فين؟ مرسى: رايح أنام.. عاوزين تودونا فى داهية ولا إيه؟.. خلاص بطل كوتشينة. طارق: تعالى أقعد.. (يعطيه سيجارة).. دخن السيجارة دى وروح نام.. لسه ماضربتش نوم.. اللى ضربت من شوية دى.. نوبة رجوع. (مرسى يجلس على أحد الأسرة ويشعل السيجارة.. يركن سلاحه بجواره، من الطبيعى أن الطلبة الذين كانوا فى نوبات حراسة معهم بنادق) طارق: أنت كنت خدمة على السور الشرقى؟ مرسى: أيوه. طارق: ماحصلش حاجة غريبة وانت واقف؟ مرسى: آه حصل.. التلات أتوبيسات بتوع المدرسة طلعوا. طارق: طلعوا فاضيين.. مش كده؟. مرسى: أيوه. طارق: ماحصلش حاجة تانى؟ مرسى: لأ. طارق: لأ إزاى يا مسطول.. يعنى مافيش عربية جت ووقفت جنب السور الشرقى؟ مرسى: آه.. آه.. فيه عربية سودة فخمة.. جت ووقفت جنب السور. طارق: ماركتها إيه؟ مرسى: ماعرفش. أحمد: مع إنك غاوى عربيات.. وبتقول لنا على كل الماركات اللى فى الدنيا. مرسى: شكلها غريب فعلاً.. بس فخمة. طارق: نزل منها واحد خواجة.. سمين شوية كده. مرسى: فعلاً.. انت شفته؟ طارق: لأ.. وماكانش شايل فى إيده حاجة. مرسى: صح.. وإيده كانت فاضية. طارق: وخطوته عسكرية شوية. مرسى: فعلاً. طارق: وراح داخل على المكاتب على طول، من غير ما يبص يمينه ولا شماله. مرسى: ده اللى حصل.. ليه؟ طارق: لا.. ولا حاجة.. قوم نام انت.