مجرد حلم ولافتة سحبا وراءهما مئات المواطنين إلى عقار مواجه لمعهد الأورام، حيث تزاحم هؤلاء المواطنون على العقار لسحب استمارات الشقق، والتى بدأ الإعلان عنها فى أول أغسطس الجارى، بعبارات من عينة «شقق بأسعار خيالية.. سارع بحجز شقتك مقابل 3 أو 5 آلاف جنيه حسب المساحة». تزاحم هؤلاء المواطنون حول العقار طوال العشرة أيام الماضية كان سبباً فى جذب المزيد دخلوا ليعرفوا هو فيه إيه، وجاءوا فى اليوم الثانى ليقدموا استمارات حجز الشقة، فهى بالنسبة لهم فرصة لن تعوض. عائشة فؤاد إحدى هؤلاء جاءت من السادسة والنصف صباحاً للحصول على شقة ترحمها من إيجار قدره 400 جنيه من أصل 600 جنيه هو كل دخلها لكنها لم تغادر المكان حتى الحادية عشرة انتظاراً لإيصال الاستلام الذى سيتيح لها استلام الشقة فى حالة فوزها بها، عائشة ترى أنها من المستحقين فهى مطلقة منذ 6 سنوات ولها جار سائق تاكسى قال لها إنهم بيوزعوا شقق على الأرامل والمطلقات وأصحاب نسبة عجز والشباب بتوع الزواج الحديث، مش عارفة هى تبع الحى ولا المحافظة ولا إيه بالضبط وقالت: إحنا بنحاول لأن الإيجار واخد 3/4 المرتب والباقى بصرفه على علاج القلب. أما سكينة عبدالعظيم على فلم تكتف بيوم واحد فقط لتقضيه على باب عقار الشقة المنتظرة، سكينة ذهبت يوما من أجل التسجيل وآخر من أجل الصحافة، جلست على الرصيف ونادت: حد عايز يسألنى على حاجة، فيه صحفى عاوز يعرف حاجة. وعندما صادفت «المصرى اليوم» قالت: أنا قدمت على شقة من 6 سنين ومعايا الوصل بس برضه مستلمتهاش لحد دلوقتى، وبعدين سمعت إن الريس بيوزع شقق علشان الانتخابات قلت، أجى أقدم يمكن ربنا يكرمنى، أنا مطلقة بقالى 15 سنة وكل ما حد يقول شقة أجرى وراه بس مش باخد حاجة لأنى قاعدة فى شقة إيجار وكل شهر صاحبة البيت تغلى عليا الإيجار وأنا ماعنديش حد يعولنى، البت صغيرة والواد بيطلع كل يوم للشغل لكن «تيتى تيتى روحتى زى ما جيتى» بيرجع من غير حاجة وأنا بأبيع على الرصيف ب2 ونص. سكينة بحثت عن شقة بكل السبل عملت كل حاجة، اشتغلت فى البيوت وغسلت صحون وطبخت فى موائد الرحمن ومسحت سلالم، ومفيش فايدة نفسى الريس يدينى الشقة بقى إلهى يكسب فى الانتخابات. صلاح صالح وصلت له معلومة أخرى تنفى أن الشقة من المحافظة أو منحة من الريس وقال: بيقولوا إن الشقق دى تبع بنك ناصر وعرفنا إن فيه تقديم قلنا نقدم وخلاص لأن بيتنا آيل للسقوط يمكن نكسب، قدمنا القسيمة وصورة البطاقة زى ما طلبوا مننا وادونا وصل قالو لنا بعد 15 يوم هنكلمكم تيجوا تستلموا بالوصل، فيه شقق هيندفع لها 3 آلاف جنيه وشقق تانية يندفع لها 5 آلاف حسب المساحة، الإعلان بيقول كده. أم هاشم جلست على الرصيف المجاور للعقار هى وأبناؤها الستة وهى لا تعرف إن كان الأمر جاداً أم لا: «مش عارفة هى حاجة حقيقية ولا بيضحكوا علينا، أنا قلت أعمل اللى عليا وأقدم مش هأخسر حاجة، أنا عايشة مع 6 ولاد وبنات فى أوضة ومجارى وزبالة وقرفت نفسى أعيش عيشة نضيفة بقى». التقديم لهذه الشقق التى لا يعرف أى من المتقدمين مصدرها يتم فى مدخل العقار من خلال موظف بالشركة التى تستقبل الطلبات وهى شركة مدينة نصر للاستثمار العقارى، وأكد الموظف أن هذا المشروع تابع لوزارة الإسكان. وزارة الإسكان نفت وجود أى تعاون مع الشركة وأكدت أنه ليس لها أى علاقة بهذا المشروع، وأن المشاريع الخدمية التى تقيمها الوزارة تشترط دفع مبلغ قبل الاستلام وقسط شهرى على عكس ما تزعمه هذه الشركة من الدفع عن التخصيص والاستلام، ووصفت الأمر بأنه غير منطقى وليس من تخطيط الوزارة.