عنيت اتفاقية جنيف بحقوق الإنسان الأساسية فى حالة الحروب من حيث طريقة الاعتناء بالجرحى والمرضى وأسرى الحرب، وحماية المدنيين الموجودين فى ساحة المعركة أو فى منطقة محتلة إلى آخره، كما تمخضت عن تأسيس منظمة الصليب الأحمر الدولية، وهى منظمة دولية محايدة لمعالجة شؤون الجرحى وأسرى الحرب، وفى واقع الأمر فإن اتفاقية جنيف لم تكن اتفاقية واحدة بل أربع اتفاقيات دولية تمت صياغة الأولى منها فى 1864 أما الرابعة فتمت صياغتها والتوقيع عليها فى مثل هذا اليوم 12 أغسطس 1949، وعند صياغة هذه الاتفاقية (الرابعة) تم تعديل نصوص الاتفاقيات الثلاثة السابقة، وتم دمج النصوص الأربعة فى اتفاقية واحدة تمثل النسخة المنقحة الرابعة لاتفاقية جنيف بشأن الجرحى والمرضى وتعقب الاتفاقيات التى تم اعتمادها فى 1864، و1906، و1929، وتضم 64 مادة. ولا تقتصر هذه الاتفاقيات على حماية الجرحى، والمرضى، بل تشمل أيضا موظفى الصحة، والوحدات الدينية، والوحدات الطبية، ووسائل النقل الطبي. كما تعترف الاتفاقية بالشارات المميزة، وتضم ملحقين اثنين يشملان مشروع اتفاق بشأن مناطق المستشفيات، وبطاقة نموذجية لموظفى الصحة والدين. ثم ألحقت باتفاقية جنيف ثلاثة بروتوكولات كان آخرها فى 2005، وهى عبارة عن إضافات وتعديلات للاتفاقية الأصلية، وقد تم إلحاق البروتوكولات بين 1977 و2005، وانضم إلى اتفاقية جنيف 190 دولة، أى عموم دول العالم تقريبا، مما أسبغ عليها صفة القبول والاتفاق الدولى عليها كما جعلها جزءا لا يتجزأ من القانون الدولى الإنسانى.وهذه الاتفاقية هى تطوير لاتفاقية جنيف لسنة 1864 والتى جاءت بمبادرة من السويسرى هانرى دونو، الذى هاله ما وقع من فظائع فى معركة سولفرينو فألف كتابا بعنوان ذكرى من سولفرينو، وقد طرح من خلاله فكرتين هما ضرورة إنشاء هيئة إغاثة فى كل دولة تقوم بنجدة ضحايا الحروب وضرورة تحديد قوانين للسماح بتمريض الجنود الجرحى مهما كانت هويتهم، وكان أول تطبيق لاتفاقية 1864 فى الحرب العالمية الأولى، إلى أن جاءت الاتفاقية الثانية ونصت على تحسين حال جرحى ومرضى وغرقى القوات المسلحة فى البحار، ومن بعدها الثالثة التى عنيت بأسرى الحرب فيما كانت الاتفاقية الرابعة جامعة للصياغات الثلاث، ومضيفة عليها، وقد عنيت بالمدنيين وحمايتهم فى حال الحرب.