اللجنة الدولية للصليب الأحمر منظمة مستقلة ومحايدة تقوم بمهام الحماية الإنسانية وتقديم المساعدة لضحايا الحرب والعنف المسلح.. وإلى جانب مقرها الرئيسى فى جنيف، فإن لها مراكز فى حوالى 80 بلداً ويعمل معها نحو 12000 موظف. أما عن بداية تأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر فكانت منذ قرابة قرن ونصف القرن ويعود الفضل فى نشأة اللجنة الدولية إلى رؤية وإصرار رجل واحد ولهذا قصة مفادها أنه فى 24 يونيو 1859 وفى سولفرينو فى شمال إيطاليا اشتبك الجيشان النمساوى والفرنسى فى معركة ضارية وبعد ست عشرة ساعة من القتال كانت ساحة القتال تغص بأجساد أربعين ألفاً من القتلى والجرحى. وفى اليوم نفسه وصل مواطن سويسرى يُدعى «هنرى دونان» إلى المنطقة فى رحلة عمل. وراعه رؤية آلاف الجنود من الجيشين وقد تركوا يعانون بسبب ندرة الخدمات الطبية الملائمة. فوجّه نداء إلى السكان المحليين طالباً منهم مساعدته على رعاية الجرحى من كلا الجانبين. وعند عودته إلى سويسرا نشر «دونان» كتاب «تذكار سولفرينو»، الذى وجّه فيه نداءين: الأول يدعو فيه إلى تشكيل جمعيات إغاثة فى وقت السلم تضم ممرضين وممرضات مستعدين لرعاية الجرحى وقت الحرب والثانى يدعو فيه إلى الاعتراف بالمتطوعين الذين يساعدون الخدمات الطبية التابعة للجيش وحمايتهم، وفى مثل هذا اليوم (16 فبراير عام 1863) شكلت النواة الأولى للجنة باسم «جمعية جنيف للمنفعة العامة» فى شكل لجنة من خمسة أعضاء لبحث إمكانية تطبيق أفكار «دونان». وضمت جوستاف موانييه وجيوم هنرى دوفور ولوى أبيا وتيودور مونوار، فضلاً عن دونان نفسه «وأسسوا اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى»، التى أصبحت فيما بعد «اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وتلبية لهذه المبادرة الإنسانية أوفدت 16 دولة وأربع جمعيات إنسانية ممثلين لها إلى المؤتمر الدولى الذى افتتح فى جنيف فى 26 أكتوبر 1863. وكان ذلك المؤتمر هو الذى اعتمد الشارة المميِّزة شارة الصليب الأحمر على أرضية بيضاء ومن أجل إضفاء الطابع الرسمى على حماية الخدمات الطبية فى ميدان القتال والحصول على اعتراف دولى بالصليب الأحمر ومثله العليا، عقدت الحكومة السويسرية مؤتمراً دبلوماسياً فى جنيف عام 1864، شارك فيه ممثلو 12 حكومة واعتمدوا معاهدة بعنوان «اتفاقية جنيف لتحسين حال جرحى الجيوش فى الميدان»، والتى غدت أولى معاهدات القانون الإنسانى.