مع أحمد زويل فى الأزهر

كنت محظوظاً لأننى حضرت تلك القمة الثنائية بين العلم والإيمان.. بين كبير العلماء العرب د. أحمد زويل والإمام الأكبر د. أحمد الطيب فى مشيخة الأزهر.
لم يكن الدكتور زويل يمثل جانب العلم وحده ولم يكن الإمام الأكبر يمثل جانب الإيمان وحده.. بل كان كل منهما يمثل العلم والإيمان معاً.
كنت سعيداً وفخوراً.. ذلك أنى أشهد وأشاهد محاولة عظيمة لاستعادة القوة الناعمة لبلادنا.
■ ■ ■
تشرفت بصحبة الدكتور زويل إلى المشيخة.. وما إن وصلنا حتى شعرت أننى أمام «أزهر جديد» أو «أزهر عريق» غير الأزهر الذى عرفته مصر فى السنوات الأخيرة.. نظام وانضباط ورصانة فى كل من التقينا من الباب إلى الباب.
أمّا الإمام الأكبر فقد كان إلى جواره فى اللقاء السفير محمد رفاعة الطهطاوى وأستاذ الفيزياء د. عبدالدايم نصير، السفير الطهطاوى، من المدرسة الوطنية فى الدبلوماسية المصرية وهو حفيد رفاعة الطهطاوى، والدكتور عبدالدايم نصير، درس الفيزياء فى جامعة مانشستر، وعمل نائباً لرئيس جامعة الأزهر. مثل وجود الدبلوماسى والفيزيائى إلى جوار الإمام الأكبر رؤية جديدة تصل الإيمان بالعلم وتصل الإيمان بالعالم.
■ ■ ■
كان الإمام الأكبر بشوشاً مشرقاً.. طيب الاسم والمسمى والصحبة. يجمع الدكتور أحمد الطيب طبقات الحضارة المصرية الكبرى.. فهو ابن الأقصر التى تمثل الإمبراطورية الفرعونية، وابن الناس الذى يجتمع آلاف المصريين فى ساحته يحملون رسالة الحب فى حضرة واحد منهم.. يلبس كما يلبسون ويتحدث كما يتحدثون. وهو ابن الأزهر الشريف تلميذاً وطالباً ومعيداً وأستاذاً ورئيساً وإماماً.. وهو ابن الحداثة لغة وتفكيرا.. درس فى السوربون وحاضر فى جامعات العالم. إن الإمام الأكبر هو ابن الحضارات الفرعونية والإسلامية والحديثة معاً.
■ ■ ■
بادر الدكتور زويل الإمام الأكبر بالقول: كنت خارج البلاد أثناء اختياركم لهذه المكانة الرفيعة.. وجئت هنا للتهنئة والحوار.. تقديراً لمكانة الشيخ والمشيخة.. رد الإمام الأكبر بعبارات مؤثرة فى الاحتفاء بكبير العلماء العرب، وقال إنها زيارة دعم ومساندة تعين الأزهر فى سعيه لاستعادة ما كان من مكانة ورسالة.
تحاور العالم والإمام فى قضايا عدة.. فى الخلايا الجذعية، فى الاستنساخ، فى الحياة والموت، فى المادة والروح، فى العلم والتعليم، فى الآن والآخر، فى نشأة الكون وتاريخ الدين.. فى الأزهر وكيمياء الفيمتو. كان الإمام يوجز فى تحليلاته الرصينة والثمينة حتى يسمع أكثر من العالم، وكان العالم يوجز فى أطروحاته حتى يسمع من الإمام.
■ ■ ■
بعد سنوات كانت الغلبة فيها للجهل والتطرف.. توافق كبير العلماء العرب والإمام الأكبر على إعادة الاعتبار إلى العلم والإيمان.
moslemani@hotmail.com