الأسطى أسامة.. سائق النقل العام على مائدة الرحمن

«شدة الحر السنة دى، دفعت ناس كتير للهرب من الشارع فى نهار رمضان. بينما شغلتى إنى أبقى موجود فى الشارع طول الوقت، وورديتى بتبدأ فى عز الحر من الساعة 2 الظهر، وتستمر لغاية 12 بالليل»، هكذا بدأ أسامة فرج محمد، 38 عاما، سائق بهيئة النقل العام، «دردشته» مع «المصرى اليوم».
كان أسامة يبدو عليه الإنهاك الشديد، يمسح عرقه عن وجهه، الذ ى توحى دلائل الإجهاد البادية عليه، بأنه تجاوز الأربعين عاما بسنوات. يستطرد: «دى أصعب وردية لأنها فى عز الحر، الوردية الثانية من الساعة 4 الفجر لغاية 2 الظهر، ودى أغلبنا بيحب يشتغلها، بس الهيئة هى اللى بتوزع وردياتنا، إحنا بنفطر كل يوم فى الشارع.. على موائد الرحمن.. الهيئة مبتكلفش خاطرها تعمل لنا وجبات فطار، وهما عارفين إن ساعة الفطار بتيجى وإحنا شغالين، كنّا بنتمنى يجمعونا فى الجراجات ويصرفوا لنا وجبات فطار، زى ما الدولة بتصرف لبتوع الشرطة، اللى شغلهم بيضطرهم يفضلوا فى الشارع برضه، لكن ده مبيحصلش».
«خلال مدة ورديتى على أن أنجز 5 دورات، فى رمضان تصبح أربعة، لأن الخامسة تتزامن مع آذان المغرب، والشوارع تكون خالية وقتها، نبحث عن مائدة رحمن نفطر عليها، ونرجع نكمل شغلنا».
أسامة وزملاؤه لن يمكنهم أن يتحملوا تكاليف وجبات الإفطار فى رمضان، يوضح «المرتب كله 700 جنيه، ويستحيل أن نخصص جزءاً منه للإفطار، بعد 150 جنيه إيجار شقتنا، و50 جنيه مواصلات، والباقى يادوب كله بيروح على البيت، ومش بيكفى الولاد أسبوع واحد، وربنا بيتمها بالستر فى باقى الشهر، وعلى أن أتدبر نفقات السجائر واللبس من خارج الماهية". وحوافز ظروف العمل المختلفة فى الشهر أو حلاوة رمضان أو العيدية، أيا كان المسمى؟ أسأله، فيجيب: «الهيئة بتصرف لنا فى رمضان ساعة إضافى، زيادة فى الشهر حوالى 40 جنيه، بتتصرف بعد العيد».
يرى أسامه أن لرمضان هذا العام ميزاته، رغم شدة الحر واضطراره للتواجد تحت الشمس طوال اليوم «أفضل حاجة إن الحر يمنع الناس من النزول للشارع طول وقت الصيام، صحيح بيطلع عنينا من العطش ومن سخونة الأتوبيسات وزحمتها، لكن الطريق بيبقى كويس مش زحمة، والشوارع أغلب الوقت فاضية، مفيش بس غير الدورة اللى بتصادف ميعاد خروج الموظفين هى اللى بتبقى زحمة قوى، وبعد كده خلاص».
وعن صعوبات عمله يقول أسامة: «أصلا طوال العام نتحمل ظروف عمل قاسية جدا، كل الناس عارفة الزحمة اللى بتبقى فى أتوبيسات هيئة النقل العام، الجو حر، والنفس كتير، الناس مابتستحملش نفسها لغاية ما توصل مشوارها، فماذا يفعل السواقين والكمساريّة اللى بيفضلوا قاعدين ف الجو ده طول النهار».
يتحدث عن مطالب بسيطة تخفف معاناته هو ومعاناة زملائه «المفروض يعملوا لنا كشف دورى وبدل عدوى، اللى بيعيا مننا بيدوخ فى موال التأمين الصحى عشان يتعالج، وياريتهم بيعرفوا يعالجوه، لكن الدكاترة كمان بيبقوا مهملين فينا وكأننا مالناش ثمن خالص عند حد، غير إنك شغال على أتوبيس حالته يرثى لها، أحيانا مبيعملش دورتين من الخمس دورات اللى المفروض يتعملوا كل يوم، ولما نبلغ الأعطال يفضلوا سايبينا ساعة ولا اتنين على ما ييجوا».