اكتشف الإنسان النار وبعدها عرف الطبيخ واستقر فى مصر، وكنا سوا قلبين الحب جمع شملنا وإذا دق «الأمل» على بابك فافتح لتجد أمامك مندوب المبيعات، وفى حفل «طهور» ابن خالى فتوح قال لى أحد المعازيم، وهو مأذون سابق فى أحد الأحزاب الصوفية، إن سبب انتشار «تخاريف» هو نظرية «أحمد عدوية» الذى منعوه من الإذاعة والتليفزيون فأقبل عليه الناس حتى حصل على الأسطوانة البلاتينية، فالجريدة لم تنوه أو تشير إلى «تخاريف» طوال عام ونصف إلا مرة واحدة سهواً وتقريباً اعتذرت فى اليوم التالى. . ثم بدأ يغنى «حبة فوق وحبة تحت»، وطلب منا عدم توزيع طعام أو شراب فى الحفل وقال إن أجهزة الأمن قبضت على (14) شخصاً لأنهم يوزعون الطعام أمام السيدة زينب، وظهر فى التحقيق أنهم يتبعون تنظيمات الأحمدية والرفاعية والبيومية، وزعم أن معركتنا الحقيقية ليست مع «الصوفية» ولكن مع الفساد وقال لو كانت الحكومة جادة فى محاربة «الدجل» فلماذا تنشره ليل نهار فى التليفزيون رغم أن التليفزيون لا يوزع طعاماً أو شراباً، فالحكومة ضد توزيع المنشورات وضد توزيع الطعام، هى فقط مع توزيع الأراضى.. ونحن ضد الدجل والجهل والشعوذة لكننا أيضاً ضد الرشوة الألمانى التى وصل «روميل» إلى «العلمين» ليسلمها بنفسه.. وثلاثة عندما لا تشعر بوجودهم فهذه علامة الجودة: جارك وسائق العربة وحكم المباراة، وأتذكر فى أيام الزمن الجميل بعد فرحى عندما كنت عريساً كان جارى كل يوم الصبح وقبل أن يتوجه إلى عمله يروح يعمل لى «محضر» فى القسم ثم يذهب باقى الجيران ليشهدوا معه.. وعندما أسألهم يقولون: «علشان تقعد معانا بأدبك»، أى حرب وقائية مثل التى تشنها الشرطة ضد الصوفية فالدولة بذكاء تنقلنا الآن من الحديث عما يحدث فى الطرق الصحراوية إلى الحديث عما يحدث فى الطرق الصوفية، بسياسة فرح جنب طهور.. كلما نصبنا «فرح» أقامت بجواره «طهور».. وقد قابلت صديقى «سيد عوركس» صاحب محل الفراشة الذى كلما سألته عن أحد الأصدقاء قال لى «إنه اتعشى مع أولاده ومات»، ثم يسألنى ضاحكاً «تحب تتعشى ولا تموت خفيف؟»، وكلنا سوف نتعشى يوماً.. سألنى «سيد عوركس» (هذه الأيام الناس يطلبون من محل الفراشة إقامة الفرح جنب الطهور، ماذا حدث هل البلد أصيبت بأنفلونزا «الطهور»؟). [email protected]