قوات «الأسد» تبدأ هجومها لاستعادة السيطرة على حلب وتقصف أحياءً سكنية بمروحيات

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الجيش النظامي السوري بدأ السبت، هجومًا مضادًا باستخدام طائرات الهليكوبتر، لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب، مركز الثقل الصناعي في سوريا وثاني أكبر مدنها، في وقت بلغت حصيلة قتلى يوم السبت 44 شخصا.
وقصفت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري حيا بوسط حلب، السبت، بينما تأهبت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد لشن هجوم على مقاتلي المعارضة من شأنه ان يحدد مصير ثاني أكبر المدن السورية.
وذكر المرصد أن طائرات الهليكوبتر هاجمت حي صلاح الدين في حلب وأن اشتباكات عنيفة دارت في أماكن أخرى من المدينة.
وقالت الجماعة المعارضة في بيان إن طائرات الهليكوبتر تشارك في الاشتباكات عند مدخل حي صلاح الدين وتقصفه مضيفة أن هناك اشتباكات عنيفة أيضا عند مدخل حي الصاخور.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «يمكننا القول إن الهجوم بدأ»، موضحا أن «اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة أحياء في المدينة».
وأشار إلى «تعزيزات عسكرية للجيش السوري قادمة إلى حي صلاح الدين والذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين ويقع جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وأضاف أن هذا الحي «يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار».
من جانبه، أفاد قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب، العقيد عبد الجبار العكيدي، بأن «جيش النظام حاول الهجوم على صلاح الدين لكن الحمدلله فان أبطال الجيش الحر صدوا الهجوم ودمروا 8 آليات ومدرعات».
وأشار العكيدي إلى «وجود نحو 100 دبابة لجيش النظام خارج صلاح الدين تم استقدامها من الجهة الغربية». وأكد أن معركة حلب «ستكون قاسية لغياب التكافؤ، لكن لدينا ثقة بالله ولدينا التصميم».
وأفاد متحدث باسم ناشطين في حلب، قدّم نفسه لوكالة الأنباء الفرنسية باسم عمر، أن «آلاف الناس خرجت الى الشوارع في حالة ذعر وسط تحليق منخفض للمروحيات»، وأن عددا كبيرا من الأهالي لجأوا إلى الحدائق العامة.
وقتل في حلب السبت 6 مقاتلين معارضين و10 من القوات النظامية وجرح العشرات من القوات النظامية، كما أعطبت 5 آليات عسكرية ثقيلة للجيش النظامي، بحسب المرصد.
وأفادت معلومات أن المعارضين المسلحين لم يشنوا أي هجوم كبير منذ يومين بهدف الإبقاء على ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع «آر بي جي».
وقال ان عددا كبيرا من سكان المدينة غادروها بينما يواجه الذين بقوا صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز.
وفي حين لم يتمكن أي طرف من تحقيق النصر تراقب المنطقة المحيطة وما وراءها بقلق نتيجة الانتفاضة وسط مخاوف من امتداد الاضطرابات الطائفية إلى الدول المجاورة المضطربة.
وقال المرصد السوري إن 3 من مقاتلي المعارضة لقوا حتفهم في اشتباكات بين منتصف الليل وفجر السبت في حلب. وذكر أن هناك أنباء عن مقتل 106 أشخاص في سوريا الجمعة مضيفا أن العدد الإجمالي للقتلى بلغ نحو 19 ألفا منذ بدء الثورة قبل أكثر من 16 شهرا.
وأظهر تسجيل مصور عرضه المرصد، دخانا يتصاعد من عمارات سكنية في حلب، السبت. وأمكن سماع دوي إطلاق نار متقطع بوضوح.