كانت روايته «العراب» أو «الأب الروحى» هى الأكثر مبيعا فى أمريكا وهى تحكى عن زعيم مافيا من أصل إيطالى عاش فى أمريكا ويتمتع بعصبية عائلية كبيرة منحته النفوذ والشهرة والمال والتغلغل فى مؤسسات المجتمع الأمريكى وهو فيتو كورليونى زعيم إمبراطورية واسعة ومؤثرة فى المجتمع الأمريكى، وماريو جيانلويجى بوزو وهذا اسمه كاملا مولود فى 15 أكتوبر 1920 فى مانهاتن من أبوين إيطاليين مهاجرين وبعد خدمته العسكرية فى الحرب العالمية الثانية التحق بمدرسة نيويوركالجديدة للبحث الاجتماعى ثم جامعة كولومبيا، وقيل إنه عكف على كتابة الرواية لمدة تقترب من السبع سنوات وصدرت فى 1969 وكانت الأكثر توزيعا وبيع منها أكثر من 21 مليون نسخة وظلت لمدة 67 أسبوعا على قائمة الكتب الأكثر مبيعا وقد ترجمت إلى معظم اللغات وتقدم الرواية قراءة فى تحلل المجتمع الأمريكى الذى يخضع، حتى أعلى مستوى فيه، لنفوذ عصابات «المافيا»، هذه العصابات التى يمثل دون كورليون «العراب» رأساً من رؤوسها الخطيرة وكان ماريو بوزو قد توفى فى مثل هذا اليوم 2 يوليو 1999، لقد كانت «العراب» إدانة للمجتمع الأمريكى وللإجرام الرأسمالى الذى يقوم عليه والذى يخلق هذه الطبقة من «المافيا» ذات النفوذ الخطير الممتد إلى النقابات ومجلس الشيوخ وسائر السلطات التى تشد خيوط الحياة الأمريكية. وفى عام 1971 تحمس المخرج الإيطالى الأصل فرانسيس فورد كوبولا للرواية وقرر أن يقوم بإخراج فيلم مأخوذ عنها وكان عمره وقتها لا يتعدى 35 عاما لذا اشترك الاثنان (ماريو وكوبولا) فى كتابة السيناريو بحيث لا تختلف أحداث الفيلم عن أحداث الرواية الأصلية وقد خرج فى ثلاثة أجزاء وبدأ العمل فى عام 1971 وخرج الفيلم إلى النور فى عام 1972 وأحدث ضجة فى الشارع الأمريكى لم يحدثها أى فيلم فى هذه الفترة من قبل وقام ببطولة الفيلم الممثل الكبير مارلون براندو فى دور دون فيتو كورليونى وشاركه فى البطولة ألباتشينو فى دور الابن مايكل كورليونى وقد نال الفيلم 3 جوائز منها أفضل ممثل فى دور رئيسى لمارلون براندو الذى لم يحضر لتسلم جائزة الأوسكار آنذاك بل أرسل بدلا منه فتاة هندية فى لفتة إنسانية منه إلى حال الهنود فى أمريكا وترشح الفيلم ل8 جوائز أوسكار منها أفضل ممثل مساعد لألباتشينو.