لعبة الشيطان (دور الولاياتالمتحدة فى نشأة التطرف الإسلامى ).. هو إسم كتاب للصحفى روبرت دريفوس ترجمة مصطفى عبد الرازق وأشرف رفيق.. الكتاب يكشف الكثير من الخبايا الصادمة للقارىء العربى منها مثلا أن جمال الدين الأفغانى لم يكن أفغانيا بل إيرانيا شيعيا ! وأنه فى الحقيقة كان ماسونيا ملحدا !!كما يستشهد بكتاب ريتشارد ميتشل (مجتمع الإخوان المسلمون)الذى يصف الجماعة بدقة شديدة قائلا : إن جذور الجماعة المتشددة التى سيطرت فى مصر بعد الحرب العالمية الثانية تعود إلى الأفغانى إن الإخوان المسلمون ينظرون إلى أنفسهم بإعتبارهم جزءا من حركة إصلاحية حديثة يرتبط أسمها بأسم جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده ورشيد رضا وأضاف ميتشل إن الإخوان المسلمين شعروا تجاه الافغانى برابطة خاصة وأنه الأب الروحى وقارنوا (البنا ) به فى كل مناسبة ! ...ويؤكد المستشرق إيلى خدورى على أن الأفغانى لديه خطابين واحد للعامة وهو الجامعة الإسلامية والأخر للنخبة وهو الفلسفة !(ففى رأيه أن الدين يفرض معتقداته وقواعده على الإنسان بينما الفلسلفة تحرره من الأديان جزئيا وكليا ! وهذا هو نفس التناقض فى خطابات جماعة الإخوان فيما بعد ( يرصد الأديب العملاق نجيب محفوظ فى أعماله هذا التناقض الصارخ والكاذب بين خطاب الإخوان للعامة وخطابهم للنخبة !!).....ثم يستطرد (خدورى ) قائلا : فيما يظهر الأفغانى على الناس فى ثوب المناهض للإستعمار كان فى الحقيقة يخدم أهدافه فهو ومن معه فى الدائرة الداخلية أرتبطوا بتحالف تآمرى مع أشد الإستعماريين إستعمارا !ولد جمال الدين الأفغانى فى إيران سنة 1838 وأرتدى أسم الأفغانى ليعطى الإنطباع أنه ولد فى أفغانستان وأخفى شخصيته الإيرانية الشيعية مما أعطاه قبولا واسعا فى العالم الإسلامى وضع الأفغانى اللبنات الأولى للجامعة الإسلامية بعد إحتفاء بريطانيا به ! فى سبعينات القرن التاسع عشر فى مصر وفى ذات الوقت الذى برع فيه فى تصوير نفسه بصورة العالم الإسلامى الورع كان الأفغانى يتردد على المحافل الماسونية الإنجلو مصرية والفرانكو مصرية ..وكان عضوا فى المحفل الاسكتلندى العام الذى تكون حول خرافات مزعومة للأهرام المصرية وما يسمى( المعمارى العظيم !).........سنلاحظ هنا أن حسن البنا ..الذى هو ماسونيا أيضا قد غير أسمه الأصلى من حسن الساعاتى إلى حسن( البنا ) ..والبنا مرادف هنا للمعمارى العظيم فى فكر الماسونية!...لن نندهش عندما نعلم أن الأفغانى أسس أول جمعية سرية عنيفة ....ويؤكد خدورى على أن الأفغانى كان عميلا لعدة أجهزة مخابرات أهمها الفرنسية والبريطانية والأولى مولت جريدته (العروى الوثقى ) سرا !وأسس الأفغانى وتلميذه محمد عبده هذه الجمعية السرية العنيفة ثم أتت مجموعة من التابعين لهم ليأسسوا جمعية ( مصر الفتاة )!وكان دعم الغرب للأفغانى وعبده هو نفس سبب دعم بريطانيا وأمريكا للبنا والإخوان فيما بعد ولكل التيارات المتأسلمة بهدف ضرب الحركة الوطنية القومية فى الجيش المصرى بقيادة الزعيم أحمد عرابى ! وكان عبده يعارض مقاومة الجيش المصرى للحكم البريطانى !!!ودعا مع الأفغانى إلى أن رابطة الإسلام هى التى تربط بين كل المسلمين فى كل العالم وتسقط أى روابط أخرى عرقية أو قومية او وطنية !!( وهو نفس المنهج الإخوانى البليد !) كما يردد عبده والأفغانى مقولة( أن علاج الأمم بالعودة إلى الحكم بقواعد الدين والشريعة فى سيرتها الأولى أيام الخلافة الإسلامية ..وهو ما يفرض أن تكون السلطة المطلقة للقرأن الكريم )...وهذه التعاليم الداعية للتسليح والمنشورة فى (العروة الوثقى) سنجد صداها مرات أخرى فى فكر الإخوان والجهاديين التكفيريين .,,,ساعد عبده الإنجليز وساهم فى القضاء على الثورة العرابية وكمكأفاة له على صداقتة وعمالته لبريطانيا واللورد كرومر تولى عدة مناصب منها رئيس لجنة تنظيم الأزهر ورئيس تحرير الجريدة الرسمية المصرية وعين فى المجلس التشريعى المصرى ورئيسا لمعظم اللجان بالمجلس!!!... ننشر أسرار أخرى من كتاب لعبة الشيطان المقال القادم أن شاء الله . خبير إعلامى [email protected] .. 2