رصدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الأحد تحرك إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيال أزمة اليورو والتي تصدرت أولويات السياسة الخارجية لبلاده ، بينما تجاهلت قضية أخرى تشغل ذهن المجتمع الدولي في الوقت الراهن وهي الأزمة السورية . وأشارت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني - إلى أنه في ظل تأرجح الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالقارة الأوروبية حاليا أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما محادثات عبر الفيديو (كونفيرانس) مع زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأوفد كبير مسئولي وزارة الخزانة الأمريكية إلى القارة من أجل تجنب انهيار الاقتصاديات الأوروبية التي قد تؤدي تبعاتها إلى انهيار الاقتصاد الأمريكي . وقالت الصحيفة إنه لوحظ في الوقت ذاته بقاء الرئيس أوباما على حالته الهادئة فيما يخص الوضع السوري حتى عقب توالي ردود الفعل الدولية الغاضبة حيال مذبحة الحولة التي أودت بحياة المئات من المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء . وأوضحت أن تحفظ الرئيس أوباما حيال هذه الأزمة - الذي جاء بعد سعيه لإدخال إصلاحات على الدور الأخلاقي الذي تلعبه واشنطن في المنطقة بدأها بتوجيه خطاب من قلب العالم العربي قبل ثلاثة أعوام تعهد فيه بإصلاح توجهات بلاده بشأن الشرق الأوسط - قد أثار حفيظة هؤلاء الذين يضغطون من أجل استجابة دولية أقوى حيال الأزمة السورية ". ونقلت الصحيفة عن جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن ، قوله " إنه كان هناك وقت أمام الرئيس أوباما لوضع بصمته في مجريات الأحداث العالمية إلا أنه يفعل الأقل فالأقل حيال هذا الأمر ولعل السبب من وراء ذلك هو انشغاله بحملته الانتخابية " . وتابعت صحيفة (واشنطن بوست) القول إن أي رئيس يمكث بالبيت الأبيض خلال الفترة الراهنة سيأمل في أن يساهم في إرساء عالم هادىء من أجل التفرغ لحملته الانتخابية ، وهذا هو الوضع بالنسبة للرئيس أوباما الذي يستعد للترشح لفترة ثانية من خلال استناده على أسباب ترجع جزئيا إلى سعيه لإنهاء الحروب التي خاضتها بلاده خلال العقود الأخيرة وإحياء تحالفاتها مع دول العالم . وأردفت الصحيفة أنه من المرجح أن يحدد وضع الاقتصاد الأمريكي الفائز في سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي يحتدم فيها التنافس بين الرئيس أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني . واتخذت الصحيفة الأمريكية قرار الرئيس أوباما في شهر مايو الماضي بإنتاج فيلم فيديو حول الذكرى الأولى لمقتل زعيم تنظيم القاعدة لتروجيه في حملته الانتخابية ، مثالا واضحا على سعيه للاستشهاد بالشئون الخارجية كدليل على فعاليته. واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة إن الرئيس أوباما يتناول القضايا والأزمات الدولية على نحو يساعد إما في تحسين أو في الحفاظ على فرص إعادة انتخابه .