اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم زيارة نصر المبروك عبد الله وزير الداخلية فى الحكومة الليبية الى القاهرة أمس الاثنين على متن طائرة خاصة ومعه تسعة من أفراد عائلته بمثابة ارتداد على نظام العقيد معمر القذافى. واضافت الصحيفة- فى سياق تحليل اخبارى بثته على موقعها الإلكتروني اليوم أن وصول المبروك إلى القاهرة يشير الى انشقاق جديد قد يطال حكومة القذافي بعد مضي اشهر من حالة الاستقرار "الظاهرى" على الاقل على الحكومة الليبية وذلك منذ ان انشق عن النظام العديد من المسئولين الليبين على رأسهم السيد موسى كوسى "اليد اليمنى" للعقيد القذافى فى اعقاب اندلاع الانتفاضة الليبية وبدء حملات حلف شمال الاطلسى (الناتو) التى دعمت تلك الانتفاضة. واشارت الصحيفة الى ان زيارة المبروك إلى مصر تأتى وسط انباء تفيد بانطلاق مفاوضات جديدة بين الثوار فى ليبيا و ممثلين عن حكومة القذافى فى تونس بالإضافة الى قيام مبعوث الاممالمتحدة الى ليبيا عبد الله الخطيب بزيارة الى تونس العاصمة والذى بدوره اجرى محادثات مع رئيس الوزراء التونسى للتباحث فى الصراع القائم فى ليبيا فضلا عن احتمالية لقائه بعض من الليبين فى تونس . وتابعت الصحيفة بالقول انه على الرغم من عقد عدة جولات متتالية من المفاوضات لمناقشة الازمة الليبية -والتى تمت اغلبها بشكل سرى- الا انها لم تؤتى ثمارها المرجوة بعد. ولكن حسبما اكدت الصحيفة فان الحاجة الى اجراء تلك المفاوضات تزداد يوما بعد يوم وسط المخاوف المتصاعدة بان ينحدر الصراع فى ليبيا ليكون اكثر دموية تزامنا مع اقتراب الثوار الليبين الى العاصمة طرابلس . واختتمت الصحيفة تحليلها بالاشارة الى ما صرح به مسئولون بارزون مطلعون على المحادثات رفضوا الكشف عن هويتهم بأن "العقيد القذافى لم يظهر جدية بشأن التفاوض لانهاء الازمة الليبية...فى الوقت ذاته فان الثوار الليبيين فى ظل تلك المكاسب التى تمكنوا من تحقيقها مؤخرا والتى تكسبهم مزيد من الجرأة و الشجاعة ، يفقدون الحافز الذى قد يدفعهم الى تقديم تنازلات".