على ابواب وضع الدستور .. على ابواب جنة المصريين الجديدة التى قد تكون جنة الاسلاميين او جنة المصريين جميعا .. هو ما سوف نكتشفه جليا حال اختيار الجمعية التأسيسية التى سيوكل لها وضع الدستور .. عدت بذهنى الى الخلف عام .. وتذكرت استفتاء 19 مارس .. و كيف لبس ثوب الدين والتنازع الطائفى .. وودت الا اصدق ان هذا الامر سوف يتكرر مرة اخرى فى الاستفتاء القادم .. و نظرت الى الربيع العربى كله و اذا به فى قبضة تجار الدين من كل نوع .. طفت بعينى على شريط الاخبار لأجد خبرا عن سوريا الصامدة .. غدا الاستفتاء على الدستور .. وبشار ما زال واقفا ضد ارادة شعبه .. ووددت لو ان الربيع العربى يتمخض لنا عن ابناء ليسوا شهداء .. واوطان ليست بحجاب .. و دساتير بدون دماء .. وتساءلت هل مكتوب علينا ان نتخبط ما بين الغلاة والطغاة والحكام المستبدين مرة بديكتاتورية الفساد واخرى باسم الدين .. وقرأت مقال مصطفى منيغ الصحفى المغربى .. توقفت عند عباراته الأخاذة حينما قال "وللصمود مذاق لا يستساغ لضعاف الإرادة ، إنما هو احتمال يتحدى الأحلام الوردية ، لا يقاس بقطرات العرق ولا الدموع ، ولا بما ينبعث مع الآهات الدفينة من تيار الغضب ، لا يملكه مفتول العضلات، ولا نحيف الجسم ، فهو مع الروح ممزوج ، ينبعث كالنور ، كالمؤمن الصادق الإيمان النظيف القلب والعقل. خذوا هذا التعريف على بساطته ( يا أتباع بشار المنهار) ولا تسيسوه على هواكم ، ولا تُرقعوا حروف كلماته بأكثر من لون .. فالحقيقة واحدة ، لا تتغير مهما هاجمتها أصباغ المأجورين، ومساحيق "شبيحة" النظام المشين . المُعدَّة نفاقا وافتراء لتزين محيا "خائبهم" من اصفرار الشاعرين بمسيرهم الحتمي حيث بأحجار الرجم منتهون. عبارت مصطفى تقرع القلوب والعقول ايضا .. انه يطرح فكرة القوة بمنتهى القوة .. وراح مصطفى يناقش فكرة استفتاء السوريين على دستور بشار ويفندها من منطق ثورى فقال: "ما يُنادى به في الأسواق الفضائية الرسمية المتبوعة لبشار المبحوحة، الشبيهة بتفاحة بداخلها قرحة، حول ما يعتقدونه أنه "دستور" معلن للاستفتاء غدا الأحد 26/02/2012 وأفواه مدافع الدبابات مصوبة نحو صدور سوريا عارية، والعالم على ذلك يتفرج، رغم التعتيم الذي فاق الوصف، ظن بشار وبقية العصابة أنه نجح به في تغطية الشمس بالغربال، علما أن فضائحه ملأت حتى "القصص الكرتونية" الموجهة لناشئة العالم، الشعب قال كلمته وانتهى الموضوع ، بدستور بشار أو بدونه لن يتغير الأمر . الشعب قادر بعد رحيل "الطاغية" أن يكوّن جمعية تأسيسية تتضمن جميع الأطياف السياسية والحقوقية وحكماء الأمة والتقنيين المالكين آليات صياغة الدستور على قياسات يتفق عليها الشعب وتمكنه من العيش في أمان تظلله راية الحرية وتسوده العدالة والمساواة وتقيه المؤسسة الدستورية الحقيقية من قيام أي نظام فاسد كالجاثم حاليا على أنفاس العباد الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا . ... دستور ... بعد التمائم يأتي به بشار كآخر البخور ، اعتقادا أن السحر والشعوذة السياسية تسعفه في إسكات صوت الشعب الهادر . انهيت مقال مصطفى وانا فى انتظار ما سنضيفه من بخور لتمائم الشهادة فتتصاعد روائحه فى اركان مصر نشتمها ونتحسر على دماء الشهداء التى راحت هباء .. اذ خلعنا الحزب الوطنى لنسلم مصر الى مكتب الارشاد على جثث ابنائنا من الشهداء .. والغينا الدستور لنأتى بالشريعة الاسلامية .. والغينا الدولة النصف مدنية " اذ كنا نحكم بخليط من الحكم العسكرى والمدنى " لنأتى بالدولة الميكس " الخليط بين الحكم العسكرى والدينى " . و رغم شحنة العزيمة فى كلمات الزميل مصطفى الا اننى تساءلت الم يكن هذا هو الحال فى المناخ الثورى المصرى حينما خلعنا مبارك .. متصورين ان الامر ايسر من ذى قبل .. و ان المصريين ادركوا حقيقة واهمية المواطنة والمساواة .. تحت راية الثورة المصرية.. وللاسف ضاع كل هذا هباء فى استفتاء مارس .. بل وراح فى ظل اكتسا ح البرلمان اغلبية اخوانية و سلفية .. تصرف الوقت فيما هو حلال وحرام من المواقع الاباحية نبثها ام نحجبها وتترك المشاريع القومية .. فهل فى ظل مناخ طائفى مثل هذا يمكننا وضع دستور يمثل كل المصريين ويظل عقودا . اذا جمعنا عزيمة الثوار و حماس كلمات مصطفى منيغ .. و طاقة الامل فى صدور المتفائلين .. جميعهم لن يستطيعو الصمود امام قوة حرمت من العمل السياسى عقودا و تم التنكيل بها لتخرج الان علينا و فى قبضتها حكم مصر و اغلبية برلمانية .. من حقنا الا نطمئن .. و ليس من حقهم طمأنتنا .. لأن الطمأنة الوحيدة فى ظل ارساء دستور يعبر عن الشعب كله بكافة اطيافه .. ويكون للجميع نصيب فيه .. المسيحيين والبهائيين و كل مصرى تحت سماء هذا الوطن مهما اختلفت عقيدته او انتماءاته او توجهاته من حقه الحماية والتمتع بكافة حقو ق المواطنة .. لم تبق سوى ايام على تكوين الجمعية التأسيسية و لم نعلم حتى الآن من سيختارها و ممن تتكون .. و القوى السياسية اليسارية و الليبرالية اصابها اليأس والاحباط .. والقوى الاسلامية انتفخت على مقاعد المجلس و لا نعلم على ماذا تنوى .. و ما بين الاثنين شعب يئن. [email protected]