و بالفيلم الذي أصدرته إدارة برنامج التواصل الإجتماعي الأشهر " Facebook " لكل مشتركيها تسجل فيه تاريخ مشاركات كل واحد منهم من اللحظة الأولي لدخوله صفحتها ... يتم الإعلان رسمياً عن ظهور "دولة الفيس بوك". دولة أقوي من أي كيان رسمي دولي غيرها . دولة حدودها الجغرافية تمتد بإمتداد مساحة الكرة الأرضية براً و بحراً و جواً . دولة مواطنوها يقطنون في كل متر علي مسطح الكرة الأرضية . دولة ليس لها نظام حكم جمهوري أو ملكي أو أميري و ليس لها قائد حاكم رئيس أو ملك أو أمير و إنما قائدها حاكمها هو "مدير" البرنامج . دولة لا دستور لها إلا دستور "الخصوصية" أو ال "Privacy Policy" . دولة لا جنسية لها أو بطاقة هوية شخصية أو جواز سفر إلا بطاقة التعارف التي تسجلها لحظة إنشاء صفحتك أو ال "Born" . دولة تسجل كل همسة و كل حرف و كل كلمة و كل عبارة و كل صورة لأي مواطن من مواطنيها أياً ما كان مكان وجوده في أي نقطة علي مسطح الكرة الأرضية ... بأدواتها الخاصة من .. like .. comment .. share . دولة لا تستيقظ أجهزتها إلا بمجرد أن يبدأ مواطنها في كتابة أول حرف له علي صفحته لتسجلها له و عليه ... و لا تنام إلا عندما يرفع يديه عن لوحة المفاتيح لجهازه الخاص . دولة تستخدم كل مواطنيها للتجسس علي بعضهم البعض عن طريق ال Report . دولة لها كل الحقوق في معرفة أدق أمورك الشخصية و العامة .. و لا أي حق لك عليها كأحد مواطنيها . مرحباً بك في دولة ال " Facebook " .. حيث أحدث أشكال الجيل الرابع من الحروب . و من الذي يعشق لعبة كرة القدم في العالم كله أكثر من دولة البرازيل و شعبها ... المظاهرات تجتاح البرازيل ضد الحكومة و ضد تواجد أعضاء "الفيفا" في البرازيل لمتابعة إستعدادات الدولة لإستقبال مباريات كأس العالم ... المتظاهرون يطالبون بتوجيه الإنفاق علي تلك الإستعدادات إلي تحسين الخدمات الحكومية و مكافحة الفقر المتفشي في المجتمع . إذاً ... فقد ظهر أنه يمكن الثورة علي المتحكم في أمزجة شعوب العالم دون خوف أو رهبة من "بلاتر" رئيس مجلس إدارة "الكرة" الأرضية . ما بال كل المسئولين الذي تولوا أمورنا خائفين ... مرتعشين ... مرعوبين ... من كل شئ ... و اي شئ ... حتي في أمور "اللعب" . و كيف يصل الأمر بالمرأة المصرية في عام 2014 أن تكون في ذيل قائمة نساء الدول الأقل تمثيلاً في البرلمان محلياً و إقليمياً و دولياً ... حسب آخر تقرير من الأممالمتحدة. كيف يكون ذلك و قد كانت هناك ثلاثة أحزاب سياسية خاصة بالمرأة المصرية فقط قبل عام 1950 و هي ... "حزب بنت النيل السياسي" .. و .. "الحزب النسائي الوطني" .. و .. "الحزب النسائي السياسي". و هل ينسي الوطن السيدة "درية شفيق" ... و هي من رواد حركة تحرير المرأة في مصر في النصف الأول من القرن العشرين و يرجع إليها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح في دستور مصر عام 1956 .. كما أنها مؤسسة لدوريات أدبية عديدة وباحثة دراسية ومناضلة ضد الوجود البريطاني في مصر. أتعجب أن يكون النصيب الدائم للسيدة المصرية في كل وزارة يتم تشكيلها لا يزيد عن مقعدين إثنين بالعدد في أقصي التقديرات ... مع إن أي ست مصرية علي أرض مصر هي عبارة عن "تشكيل وزاري كامل". لو مش مصدقني ... إسأل نفسك الست المصرية فاتحة البيت إزاي بالكام "ملطوش" إللي بتديهم لها أول كل شهر ... بس كده . الصحفي بقي يشتغل مذيع ... و المذيع بقي يشتغل صحفي ... و الممثل بقي يكتب مقالات في الجريدة ... و الرقاصة بقت مذيعة ... و بكره الصحفي يمثل دور كومبارس متكلم ... صاحب الميكروفون بقي صاحب قلم ... و صاحب القلم بيدور علي سلك الميكروفون ... الدنيا اتلخبطت و دخلت في بعضها ... حد ليه شوق في حاجه . و عليه فليكن شعار المرحلة الإعلامية الثورية القادمة . " إعلامي أنا حره فيه ... أفرده أتنيه ... أطبقه أكويه ... أنا حره فيه " .