جهاز تعمير مطروح: الانتهاء من تصميمات المنطقة السكنية بشرق مدينة مرسى مطروح    وزيرا الكهرباء وقطاع الأعمال يبحثان التعاون في مجالات تحسين كفاءة الطاقة    خبراء طرق: الطريق الدائري الإقليمي العمود الفقري لنقل البضائع في مصر    ترامب يعتزم فرض رسوم بنسبة 50% على واردات النحاس    تغييرات كبيرة فى بطولات أوروبا الثلاث الموسم المقبل    وائل القبانى يعتذر لأيمن الرمادى على الهواء عن تصريحاته بأحد البرامج    إصابة 6 أشخاص فى حادث تصادم أعلى كوبرى دمنهور بالبحيرة    بعد أزمة اللوحات.. حذف برومو "كلام كبير" ل الإعلامية مها الصغير    غادة عبد الرازق ترد على اتهامها بالنصب وتتخذ الإجراءت القانونية    أحمد بلال: الأهلي وبيراميدز سيتنافسان على لقب الدوري.. والزمالك في المركز الثالث    الزمالك يكرم أيمن الرمادي ويمنحه درع النادي    وزير الخارجية الأسبق: العلاقة الأمريكية الإسرائيلية «منحازة» لا متطابقة    شهيد لقمة العيش.. مصرع شاب في انفجار أسطوانة غاز تكييف بمحافظة دمياط    وزير البترول يبحث أسباب كارثة انقلاب البارج البحري أدمارين 12.. ويوجه بسرعة الانتهاء من التحقيقات ودعم أسر الضحايا    السفير الفرنسي بالقاهرة: ندعم مصر في الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد    إسرائيل تقصف جنوب لبنان    «كلام في السيما» يحتفي بالموسيقار علي إسماعيل بدار الأوبرا    أمين الفتوى يحذر من الزواج العرفي: خطر جسيم على المرأة    مرشحان في اليوم الرابع.. 7مرشحين يتقدمون بأوراقهم لانتخابات مجلس الشيوخ بالأقصر    المشدد 10 سنوات لعامل بتهمة حيازة حشيش وقيادته تحت تأثير مخدر بالقليوبية    استشهاد لبناني في غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة استهدفت سيارة في صيدا    مصر تفوز على تونس وتتوج بالبطولة العربية للسيدات لكرة السلة    السفير التركي: زيارة "بويوكادا" للإسكندرية تجسد تعزيز التعاون العسكري مع مصر    محافظ الجيزة يعقد اللقاء الأسبوعي لبحث شكاوى المواطنين بعدد من الأحياء    التعليم العالي: فتح باب التسجيل بالنسخة الثانية من مبادرة "كن مستعدًا" لتأهيل الطلاب    مملكة الحرير.. الأشقاء يجتمعون مرة أخرى بعد انتشار الطاعون    معتز وعمر وائل يتوجان ببرونزية التتابع في بطولة العالم للخماسي الحديث    رئيس جامعة بنها يتفقد مستشفى الجراحة: تطوير ب350 مليون جنيه لخدمة مليون مواطن سنويا    تطورات الحالة الصحية للإعلامية بسمة وهبة بعد إجراء عملية جراحية    العثور على طبيب مصاب بجرح فى الرقبة داخل مستشفى بنى سويف الجامعى    أجواء شديدة الحرارة ورطوبة مرتفعة.. "الأرصاد" تُحذر من طقس الساعات المقبلة    زحلقنا الأمريكان، مبارك يكشف في فيديو نادر سر رفضه ربط شبكات القاهرة بسنترال رمسيس    إصابة 3 أشخاص فى مشاجرة بالأسلحة النارية بقنا    دينا أبو الخير: الجلوس مع الصالحين سبب للمغفرة    تعليم الإسماعيلية تؤهل طلاب الثانوية لاختبارات قدرات التربية الموسيقية    كشف حساب مجلس النواب في دور الانعقاد الخامس.. 186 قانونا أقرها البرلمان في دور الانعقاد الخامس.. إقرار 63 اتفاقية دولية.. 2230 طلب إحاطة باللجان النوعية    شباب عُمان.. تتوج بجائزة مهرجان لوهافر للإبحار بفرنسا    رئيس جامعة بنها يتفقد سير العمل والاطمئنان على المرضى بالمستشفى الجامعي    طريقة عمل كيكة الشوكولاتة بأقل التكاليف والنتيجة مبهرة    يحيى الفخراني يعود ب"الملك لير" على خشبة المسرح القومي.. عودة تليق بالأسطورة    بعد غياب 8 سنوات.. إليسا ووائل جسار يلتقيان في ليلة الأحاسيس بجدة    الشرطة الإسبانية تكشف نتائج التحقيقات الأولية حول وفاة جوتا    فودافون مصر تعزي "وي" في ضحايا حادث حريق سنترال رمسيس: "قلوبنا معكم"    الخميس.. الأوقاف تنظم 2963 مجلسا دعويا حول آداب دخول المسجد والخروج منه    مدير أوقاف مطروح: آفة العصر إدمان السوشيال ميديا وسوء استخدامها    «الوطنية للانتخابات»: 311 مرشحا لانتخابات الشيوخ على الفردي.. .ولا قوائم حتى اليوم    البحر الأحمر تشدد على تطبيق قرار منع استخدام أكياس البلاستيك وإطلاق حملات لحماية البيئة البحرية    ننشر أسماء أوائل الصف الثالث للتمريض بمحافظة مطروح للعام الدراسي 2024 - 2025    سمير عدلي يطير إلى تونس لترتيب معسكر الأهلي    وزير الكهرباء و"روسآتوم" يتفقدان سير العمل في مشروع المحطة النووية بالضبعة    أمينة الفتوى: «النار عدو لكم فلا تتركوا وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم»    فرص جديدة واستقرار مالي.. اعرف توقعات برج الحوت في الأسبوع الثاني من يوليو 2025    وزارة الأوقاف تخصص 70 مليون جنيه قروضًا حسنة بدون فوائد للعاملين    "الداخلية" تكشف ملابسات فيديو حادث سير بالطريق الدائري وواقعة السير عكس الاتجاه    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    وزير البترول: تنفيذ مشروعات مسح جوي وسيزمي لتحديد الإمكانات التعدينية فى مصر    حريق سنترال رمسيس.. وزير التموين: انتظام صرف الخبز المدعم في المحافظات بصورة طبيعية وبكفاءة تامة    موعد مباراة تشيلسي وفلومينينسي في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرأة.. دفاع مستمر عن حلم المساواة
مذيعة: سعدت بإلغاء الثورة قرار منع ظهور المحجبات على التليفزيون الرسمى
نشر في الشروق الجديد يوم 27 - 10 - 2012

«إننا كمن يحرث فى البحر ويكتب على صفحات الريح، هذا البحر الذى يصطخب بالكراهية والعدوان تجاه عموم النساء، نساء مصر ونساء العالم أجمع».. هذه الحقيقة وردت فى بداية مقال نشرته جريدة «الشروق» للناشطة الحقوقية عزة كامل، قبل عام تقريبا، فتفاصيل المعركة التى تخوضها المرأة للدفاع عن حريتها وحقوقها منذ النصف الأول من القرن الماضى، لم تختلف كثيرا... ما زال المجتمع الذكورى يتعامل مع المرأة على أنها كائن مسلوب الإرادة لا تأخذ سوى ما يحدده لها الرجل.

وعلى الرغم أن وقائع وأحداث ثورة 25 يناير وما تلاها أثبتت أن السيدة المصرية لا تقل «جدعنة» عن الرجل، يبدو أن معركة حصول المرأة على حقوقها ستطول، ف«التطبيل والتهليل» اليومى الذى تمارسه القوى السياسية بتياراتها المختلفة عن حق المرأة فى المساواة مع الرجل، لا يتعدى كونه عملية تبييض وجه لمجتمع ذكورى أسود من جوره على النساء.


فى كتاب «أحلام المصريين.. من وجع القلب لراحة البال»، الذى تنشره «دار الشروق»، لم تتوقف الكاتبة هند إسماعيل كثيرا عند مشاكل المرأة، لأن هذه المشكلات صارت معروفة للقاصى والدانى، ولا يتعامل الكثيرون سوى بالتواطؤ أو الإنكار، لكنها أبرزت نماذج نسائية مميزة، منها من تقود آلاف بل عشرات آلوف الرجال... وفى حلقتنا «الثانية» من سلسلة الحلقات التى تعتمد على الكتاب سنمر على المشكلات، ونوضح 4 نماذج نسائية تمثل كل منها نموذجا جيدا للنجاح، الأولى شابة تعمل فى مجال تصميم الأزياء، اختارات أن تفيد بلدها بأن يكون انتاجها مصريا خالصا، والثانية قيادية عمالية كبيرة اسمها يتردد مع كل اعتصام وإضراب، والثالثة صاحب مبادرة لتعليم أبناء الزبالين فى القاهرة. أما الرابعة التى سنورد شهادتها كاملة فهى واحدة من أهم العاملات فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة.



هموم مشتركة

لا يختلف وضع المرأة من محافظة إلى أخرى من محافظات مصر المختلفة، فالكل فى الهم سواء، التحرش يطارد الجميع، والامتهان والاعتداء يتربص بهن فى كل مكان وكل ركن، ولا يفرق مع هذا المتحرش إن كانت ضحيته فتاة صغيرة، ربما تكون طفلة فى أوقات عديدة، أم سيدة كبيرة، وربما عجوز فى بعض الأحيان.. وفى شهادتهن التى أوردتها هند إسماعيل فى كتاب «أحلام المصريين» تقول أميرة محمد على، وفاطمة عادل، ومى حسين، وإنجى سليمان، وأمنية محمد، وسمر عيد، الطالبات فى المرحلة الإعدادية بالشيخ زويد: «المجتمع هنا له عادات وتقاليد مختلفة عن باقى المحافظات.. البنات مش واخدة حريتها خالص.. لو واحدة مشيت فى الشارع وهى لابسة بنطلون، سواء بقى مغطية أو معرية شعرها، الشباب بيبصلها بصة وحشة وبيضايقوها، ودول أكثر بنات بتتخطف».. هذا مجتمع يعاقب الفتاة أو المرأة على لبسها أو حتى خروجها من المنزل، ما يمثل وبحق جريمة ضد الإنسان، فكيف يعطى الرجل لنفسه حق امتهان كرامة سيدة أو فتاة لمجرد أنها ترتدى بنطال أو خرجت من منزلها؟، ولماذا يقف المجتمع عاجزا أمام هذه الجريمة؟، إلا إذا كان لا يرغب فعلا فى مواجهتها.

نعم هو لا يرغب فى مواجهة جرائم التحرش والاغتصاب ولا يريد حتى أن يتعاطف مع الضحية.. وبحسب فتيات الشيخ زيد.. «لما يخطفوها ويعذبوها ويعملوا فيها الحاجات التانية (اغتصاب) بيرجعوها لأهلها مجروحة، وبيكون الأهل بيتمنوا موتها عشان الفضيحة، رغم إن البنت ممكن تكون محترمة وفى حالها، بس أى غلطة دايما بتركبها».. لا يقف المجتمع الذكورى أمام الجرائم التى ترتكب بحق المرأة، صامتا فقط، ولا يعزف عن مواجهتها فحسب، لكنه يصل به «التنطع» إلى إلقاء اللوم على الضحية، والتعامل معها على أنها الجانى، حتى أنه لا يتركها فى حالها.

«نفسنا حزب من الأحزاب العادية هى اللى تكسب، مش عايزين حزب من الأحزاب اللى بتتبع اتجاهات معينة.. كلام كتير طالع عليها ومخوفنا، بيقولوا إن لو البنت طلعت من البيت بطريقة مش على مزاجهم مش هترجع لأهلها تانى، كمان إن الستات مش هيشتغلوا وهيقعدوا فى البيت، وعايزين الستات تلبس نقاب.. فإزاى هنعيش؟، فين حريتنا؟، إحنا مش بنقول إننا عايزين نتعرى، بس إحنا مينفعش نكون محبوسين، ما ينفعشى أحلامنا وطموحاتنا تنتهى بالجواز وبس»... أن تخشى طفلة فى المرحلة الإعدادية على نفسها، وأن تشعر أنها مضطهدة ومهددة طوال الوقت فهذه مصيبة، حتى الطفلة تخشى من قباحة الوجه الذكورى».

الفارق ما بين فتيات الشيخ زويد الصغيرات والمذيعة الشابة رنا مرزوق ليس كبيرا، فهى ترفض تقييد حريتها أيضا ولا تريد أن يفرض عليها أحد أن ترتدى زيا معينا لكى تحصل على حقها فى العمل...» كان قبل الثورة ممنوع ظهور المذيعات المحجبات على القنوات الأرضية، وكانت دايما المذيعة المحجبة تتحط فى قالب البرامج الدينية، أو اللى بتتكلم عن الأسرة، وده اللى خلانى لجأت للمحطات الفضائية، لأنى مش عايزة اتحط فى قالب معين يتطلب منى ثقافة دينية عالية، مش لازم أقول اللى انت عايزنى أقوله ومش لازم عشان محجبة أطلع أقول حرام وحلال، أنا عندى 21 سنة بلبس زى الناس العادية، بتكلم زى الناس العادية، باخرج زى الناس العادية».

من حق رنا وغيرها من المحجبات أو حتى المنتقبات أن يحصلن على فرصتهن فى العمل، كما هو من حق غير المحجبة ألا يفرض عليها أحد شيئا...».. دلوقتى بعد الثورة صدر قرارا بالسماح للمذيعات المحجبات بالظهور على القنوات الأرضية، وده كان حلم من أحلامى إنى اشتغل فى قناة من القنوات المصرية اللى ممنوع ظهور الحجاب فيها، ودلوقتى وبعد القرار ده، أنا بجد مبسوطة حتى لو مش هاشتغل فيها كفاية إن يكون جوايا لو بقيت كويسة أوى ممكن اتقبل فى قناة أرضية بتاع بلدى».



الحل فى الدولة المدنية

فى الدول المدنية الجميع متساوون لا فرق بين مواطن أو مواطنة، غنى أو فقير، إلا بالإخلاص فى العمل الالتزام بالقانون، وهذه هى الدولة التى تضمن للجميع الحصول على حقوقهم وحرياتهم دون المساس بها، وهى حلم للجميع، ففى كتاب «أحلام المصريين» أوردت هند إسماعيل شهادة للسيدة مروة محمود عرفة، ربة منزل، من المحلة الكبرى، وهى منتقبة، تقول فيها: «أنا كمواطنة عادية مش متعمقة فى السياسة، شايفة مصر دولة مدنية مصدر تشريعها هو الإسلام وفى نفس الوقت الكل بيمارس حقوقه وحرياته.. كمنتقبة من حقى ما حدش يفرض علىَّ إنى أقلع النقاب.. وفى نفس الوقت مش عايزة حد يجبرنى إنى ألبسه.. هى دى الدولة المدنية، إن الكل له حريته، بمعنى لازم المساواة، عشان المنتقبة تاخد حقها وغير المنتقبة تاخد حقها، المساواة دى مطلوبة.. من حق أى ضابط يوقفنى ويسألنى عن إثبات الشخصية ولو عايز يتأكد ييبقى من حقى إن اللى تشوفنى واحدة ست، أنا فئة موجودة فى المجتمع ومعترف بيا، فلازم توفر لى حد ينفع يتأكد من هويتى وده حق لك وحق لى فى نفس الوقت وهو ده احترام الحريات».

فى وضع مختلف وهم آخر تعتبر فاطمة حسين، من جزيرة أسوان، أن المرأة لا تحصل على كاملة حقوقها مثل الرجل، خاصة المرأة النوبية.. «نفسى المرأة تاخد حقوقها ووضعها، وتبقى لها سلطة فى مجلس الشعب والشورى، ونفسى يكون فيه امرأة نوبية فى البرلمان، كان فيه ناس بتحاول إنها تخلى ستات نوبيات ترشح نفسها. بس الحكومة اللى فاتت ماكانتش بتساعد.. كانت مضطهدة النوبيين».

فيما تدافع سامية عبدالغفور، نوبية مصرية من غرب أسوان، أيضا عن المرأة فى الجنوب وتقول عنها «مين قال إن ستات النوبة ملهمش دور؟، لا.. إحنا بنساعد إجوازنا وفيه ستات بتعمل مشاريع صغيرة عشان توفر زيادة للأسرة، الست فى النوبة زى الست فى الصعيد، متعودة على شغل بيتها وراحة أسرتها، غير بحرى خالص، الست لازم تساعد جوزها فى تربية الماشية وتربى العيال.. كتير ستات بتتعب وتتحمل جوزها ومشاكل الحياة اللى بتقابلهم من غير ما يشتكوا فالستات هنا عندهم صبر مش كل شوية تقول طلاق ومش طلاق لأ ستات بتستحمل الحياة».



حب العمل

على أرض الواقع وفى مجالات العمل المختلفة تكتشف أن المرأة المصرية أكثر ذكاء من الرجل وتحب العمل، وفى الجد والاجتهاد لا تكل ولا تمل، وكثيرا ما تنجح فى عملها، وقد أوردت هند إسماعيل فى كتابها «أحلام المصريين» عدد من النماذج الجيدة التى تثبت أن المرأة تستطيع أن ترتقى وتتقدم بمصر إذا تركت لها الفرصة، من هذه النماذج الجيدة، أمينة خليل، شابة صغيرة، مصممة أزياء، وصاحبة «أمينة كيه» لتصميم وانتاج الأزياء.. «أنا من وأنا عندى 10 سنين عارفة إن عايزة اشتغل فى الهدوم كنت دايما باحب أوى الابتكار وإنى احط حاجات على بعض وارسم واصنع حاجات من الهدوم القديمة.. سافرت انجلترا وفى مشروع تخرجى كان أول مرة يكون فيه حرية إننا نختار، وإن كل طالب يختار الستايل اللى عايز يعمله.. أول حاجة جات فى مخى إنى هارجع لأصلى وعايزة أعمل حاجة ليها علاقة بمصر عشان حسيت إن مفهوم الناس برة وقف عند الفراعنة وقررت إنى لازم أوريهم أن فى حاجة اسمها مودرن إيجيبشين فاشون (موضة عصرية لمصر)، ومن ساعتها بدأت الفاشون لاين بتاعى عشان أشجع الصنايعى المصرى، وتبقى المنتجات بتاعتى بإيد عاملة مصرية وقماش مصرى».

منتجات مصرية تصنعها يد عاملة مصرية، وخاماتها مصرية.. تدفع ضرائب ورسوم وأجور وثمن الخامات لمصريين، هذا يصب فى مصلحة الصناعة الوطنية.

والمشكلات التى تواجه أمينة هى التى تواجه غيرها سواء شاب أو فتاة، الأمر لا يختلف كثيرا «مشكلة من المشاكل اللى بواجهها إن بتوع القماش مش بيرضوا يطلعوا فاتورة ضريبية لأنى لازم أدفع ضرايب.. أنا عندى مصاريف بالهبل.. لو كل واحد رفض يدينى فاتورة أنا اللى باخسر.. الدايرة بتاعة الضرايب مافيهاش عدل خالص.. وعشان الواحد ماشى صح ومش عايز بمشى غلط تلاقى نفسك بتتحمل خسارته، فلازم يكون فى رقابة على الموضوع ده عشان محدش يخسر».

ورغم مصاعب العمل فى السوق المصرية إلى أن أمينة صاحبة البسمة الملائكية تحاول التغلب على هذه المشكلات.. «كمان مشكلة الجودة بتاعة القماش، صعب اختيارها لأن للأسف القماش عالى الجودة بتاعنا بيتصدر برة.. ده غير إنك أصلا بتحاول تقنع الزبون إنه يشترى المنتج المحلى مش المستورد.. وصعب جدا الإقناع ده لأن للأسف الحكومات اللى فاتت كانت السبب فى إن كتير من المصريين يقولوا إن المنتج المصرى مش كويس ويلجأوا للمنتج المستورد».

أمينة التى بادرت بمشروعها وهو صغير لكنه يسدد رسوما للدولة ويدفع أجورا لعمال مصريين، وأثمان خامات لتجار مصريين لديهم عمالة مصرية، ولأنها تشترى خامات مصرية فالمصانع الوطنية تستفيد ترى أن «الثورة دى بينت إن قد إيه الشباب عنده طموح وأحلام.. فلازم الشباب يبقوا واثقين من نفسهم شوية ولازم يعرفوا إن الأفكار بتاعتهم ممكن تتحقق لو التزموا وأخلصوا فى عملهم ومافيش حاجة تييجى بالساهل».

من الشباب إلى جيل الوسط ننتقل إلى القيادية العمالية، فاطمة رمضان، رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالقوى العاملة وأمين عام مساعد الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة... وكل من سبق له وتعامل مع القضايا العمالية أو نظم إضرابا أو اعتصاما عماليا يعرف من هى فاطمة رمضان، ناشطة عمالية تملأ الأرض، تذرعها جيئة وذهابا، تسير فى مناكبها يمينا ويسارا لتدافع عن حقوق الفقراء والغلابة من عمال مصر.

ويعرف أيضا أن فاطمة وهى امرأة تقود آلاف الرجال بل عشرات الآلاف فى الدفاع عن حقوقهم، لا تكل ولا تمل... «أنا بحس أن فى توجه من ساعة تنحى حسنى مبارك لحد اللحظة دى إن ما كيونش فيه استجابة لمطالب العمال ويطلعوا ناس تقول استنوا علينا ما انتم بقالكم سنين فى الوضع ده طب أنا بقالى سنين فى الوضع ده وبناضل ضده، وأبسط حاجة تعملها إنك تحط جدول زمنى بيقدم مراحل الحلول للمشكلة اللى بعانى منها من سنين بس إنما تقولى استنى وخلاص ده مينفعش».

الكلام السابق قالته فاطمة لهند إسماعيل لتسجله فى كتابها فى أثناء الفترة الانتقالية، ولا أعتقد أن الوضع اختلف شيئا فمطالب العمال فى تزايد، والتجاهل مستمر.

وهذه السيدة تعى جيدا ما يحتاجه العمال من حقوق وتجيد عمليات الضغط والمناورة فى التعامل مع الحكومة وكثير من العمال يعرفون هذا.. «لازم نتفق إنى لو عايز عجلة الانتاج تشتغل أنا كعامل لازم أكون مستفيد من تشغيلها... ما ينفعش العامل ينزل يشتغل وتطلع عينته فى الشغل عشان تتبخ الفلوس فى جيب صاحب العمل ومايديش العامل حقه اللى يستحقه».

فى نموذج آخر اختارت ليلى زغلول مديرة مدرسة إعادة تدوير مخلفات القمامة بمنشية ناصر، بالقاهرة أبناء الزبالين ممن تركوا تعليمهم بسبب الفقر، ليكونوا محور عملها من أجل مصر.. «عملنا مدرسة لأولاد الزبالين اللى اتحرموا من التعليم بسبب الفقر، وقررنا إننا نعدهم ونؤهلهم إنهم يكونوا جيل واعى فاهم كويس حقوقه وواجباته تجاه نفسه ومجتمعه، عن طريق مناهج مجتمعية بتتبنى فكرة التعليم بالمعايشة، يعنى منهج من حياته المعاشة، لأن ده بيكون أسرع فى التعليم لإنه شايفها ولامسها فبسهولة هيستجيب للعلم إلى جانب تعليم الطالب إزاى يعيد تدوير المخلفات». أليست هذه مبادرة تستحق الدعم والتقدير وتستحق صاحبتها الاحترام، رغم كونها امرأة يصر رجال على سلبها حقوقها.

«خاطبنا شركة عالمية لتمويل مشروع المدرسة مقابل ان الطلبة فى المدرسة يجمعوا (أزايز) الشركة من المخلفات بدلا من أن يحصل عليها من يغشون منتجات الشركة ويبيعونها فى السوق السوداء.. العائد المادى اللى بيحصل عليه الطالب إنه يلم الأزايز بتاعة الشركة من الزبالة ويسلمها للمدرسة كويس، وممكن الطالب يطلع له مبلغ حلو آخر الشهر، فده بيخلى الولد عايز ييجى المدرسة عشان يتعلم ويجيب فلوس».. بمبادرة كهذه يحصل أبناء الزبالين على حقهم فى التعلم الذى حرمهم منه الفقر، وأيضا يحصلون على المال، وتفتح هذه المبادرة الباب واسعا أمام صناعة تدوير القمامة، التى تملأ شوارع مصر، ماذا لو تبنت الدولة مبادرة كهذه فى كل حى؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.