بالنسبة لواحدة ست زيي متعلمة عاشت فى شوارع مصر العادية إتجوزت، خلفت إتنين، إشتغلت، بيشغلها فى حياتها حاجتين: حِفَاظة أولادها وتنمية عقلها.. بالنسبة لواحدة ست زيي مهما قدرت تزود دخلها، حاسة أنها مطحونة بين رحا غلاء طالع بسرعة الصاروخ، صاروخ بيحرق كل مجهودات البنى آدمين عشان يطلع.. بالنسبة لواحدة ست زيي نفسها تعلم أولادها بجد مش ترص شهاداتهم جنب ترابيزة التليفزيون .. بالنسبة لواحدة زي عايزة لو عيّت تلاقى مستشفى مفيهاش ممرضات مكشرين بيتعاملوا مع العيان زى ما الفرارجى بيتعامل مع فرخة مدبوحة .. ولا تلاقى دكتور قرر إنه يغير شاليه مارينا بفيلا برضه فى مارينا على حسابها.. بالنسبة لواحدة ست زيي تعبت من كُتر المطبات والزحمة والنَطَاعة وطلب الرشاوى بمنتهى البرود حتى ولو من حد حيناولها ورقة فاضية.. بالنسبة لواحدة ست زي نفسها المجتهد ياخد نصيبه فى الدنيا مش بس فى الآخرة..ونفسها متخافش حظها الاسود يوقعها فى مشكلة مع الابن المدلل لحد غنى أوى وواصل عشان متتقهرش أكتر ما هى مقهورة..ونفسها تحس إنها متقدرة حسب عقلها وقدراتها مش حسب لابسة إيه وشكلها إزاى وتعرف مين.. بالنسبة لواحدة زيي الكرامة عندها شيء أساسي سواء شخصياً جوا البلد ولا برا البلد.. بالنسبة لواحدة زيي مش بتطيق اللى بتعمله السُلطة فى خلق الله وبتكره عنجهية ظباط الشرطة وإفتراهم على الناس كأنهم إشتروا البلد.. بالنسبة لواحدة ست زيي لسه فيها من العقل اللى يخليها تفرق بين الصالح والطالح فى كل المجالات ولسه فيها من القلب اللى يخليها تحب بلدها برغم الشخبطة اللى مشوهة صورتها.. بالنسبة لواحدة ست زيي مش مطنشة حقها الصادق فى عيشة أفضل خوفاً من أن المركب متمشيش لو زعقت شوية عشان مطالبها...بالنسبة لواحدة زي بتحاول بجد تبقى حقيقية فى زمن كل شىء مشكوك فيه.. انا واحدة مهياش تحت خط الفقر زى ناس كتير فى بلدنا...انا واحدة مش عايزة أنفصل عن ولاد بلدى وأقول أنا مالى...وعشان كده بستغرب من حوارات إنتخابات الرئاسة.. طيب..بالعقل كده والمنطق..مين بقى الرّيس بتاع بلدى اللى حيحققلى أمنياتى العادية دى؟ أنا مختارتش الرّيس الحالى..وفى ناس عمالة تحاول تقنعنى إنى أختار رّيس من بيت جديد..طيب..أنا معنديش مانع بس إدونى رّيس أقتنع بيه..من بيت جديد من بيت قديم..مش فارقة معايا.. المهم يبقى رّيس عارفنا ومقتنع بينا..يبقى رّيس عارف رغم بُرجه العالى ينزل ويحس بالناس وبعدين يطلع تانى يقرر حيعملهم إيه، مش حنحرمه من البُرج يعنى.. ريّس جامد وقد بلاوى كُرسى الحكم..ريّس مفصلش نفسه عن مجتمع بيبوظ حبة حبة وراح عاش فى بلاد مُميز فيها المواطن.. ولا عايزة رّيس فى بقة معلقة دهب وهمومى وحياتى أنا اللى هو حيتولى خطوطها العريضة هى بالنسبة له لعبة سياسة إتقدمتله على طبق فضة لأن مطبخها فى بيته.. مش عايزة رّيس تعبان شغل...مش عايزة رّيس عمره ما تعب كمان.. أنا عايزة رّيس قليل السياسة الداخلية وغُول سياسة خارجية..أيوة.. قليل السياسة الداخلية...يعنى للضرورة فقط..عشان كل وزير او مسئول يترعب يفسد عشان عارف إن ريّسه حيحبسه (لأ مش بحلم) وعشان ميبقاش مجلس الشعب رُبّاطية مصالح بتلعب مسرحية فارس باسم الشعب.. عشان يسيب الأحزاب تقول طالما ناوى يسمعلها..عشان إيده تتحول حديد يبطش بأى محاولة لخرب نظام حُكمه "العادل" بلا اعتبارات بقالها ميت سنة لا بتودى ولا بتجيب.. عشان الشعب يحبه ويحس بأمان إنه يعدى فى الشارع من غير ما ينداس على رقابته عشان الغلبان إضطر يا حرام يعدى فى الشارع لحظة مُروره.. عشان يعتمد داخلياً بس على وقائع صادقة وحقوق مواطن هدفه انه يقدمها وواجبات عليه وعلى غيره.. عايزاه غُول سياسة خارجية عشان كل من نسى نفسه يتلم ويفهم إننا مش كلاب حد..وكل من يسيء يتجازى..عشان يبقى أمان البلد أولوية ماشية مع الكرامة..لأن مفيش أمان حقيقى من غير كرامة حقيقية!! أنا عايزة رّيس يفكر فيا قبل ما يفكر فى الأرقام..يعنى الأرقام تبقى فى خدمتى مش أنا اللى فى خدمتها..أنا عايزة رّيس يهتم بشارعى .. وبنايتى .. ومدينتى .. وسعادتى .. وكرامتى .. وحقوقى.. مش رّيس بيدفَعنى تمن خطأى إنى إستخدمت كهربا فى عز الحر ويسيب موظفينه يعاقبونى على إستخدامى لمروحة ولا تكييف..ويعاقبونى انى مشيت فى الشارع .. ويعاقبونى إنى فتحت الحنفية..ويعاقبونى إنى خلفت..فيمنعوا عنى مية ونور ويحولوا طريقى عشان يسفلتوا شارع للمرة المية وعشرين وهما سايبين مليون شارع تانى مش متسفلت أصلاً، ويعايرونى ليل نهار بزيادة سكانية مع إنهم مش قادرين يفرجوها علينا ويخلصونا من المركزية.. الريّس اللى حيجى يعيش فى قصر ويقضيها سفر ويقول للشىء فى بلدى كُن فيكون، لو مكنش فاهم إن دى بلدى أنا وليا كل الحق فى كل خيرها طالما مش بأذى حد.. ولو مكنش فاهم إن كرامتى أهم من طلبات دول ومصالح حقيقتها إنها وحش سايبينه يبرطع فى بيتنا.. لو مكنش بيحب ولادى وعايز مصلحتهم.. مش عايزاه!!