تناولت صحيفة "يسرائيل هايوم" مسألة جبل المشارف، وهو جبل يطل على القدس وبني اوائل المستوطنين الغربية عليه الجامعة العبرية 1925، أي قبل إعلان قيام دولة اسرائيل ب23سنة، وقالت الصحيفة أنه في نوفمبر1948 حينما رسم القائد الأردني "عبد الله التل" مع "موشيه دايان" خط حدود القدس، فوقعت قرية العيسوية بين الدولتين العربية والعبرية، وحتى اليوم يتجادل المؤرخون حول موقع القرية. وقال الكاتب "ناداف شيرغاي" في الصحيفة أن لقاء دايان – التل لم يحدد موقع جبل المشارف الملاصق للعيسوية ايضا، والذي أصبح جيبا اسرائيليا منزوع السلاح في قلب المنطقة الاردنية آنذاك، حيث كان يُسمح بمرور قافلة اسرائيلية اليه مرة في كل اسبوعين. أما اليوم وقد أصبحت الخريطة واضحة تماما، أصبح جبل المشارف وقرية العيسوية مشمولين في حدود القدس الموحدة عاصمة دولة اسرائيل، ويبقى الواقع غير واضح وهو غير واضح الى درجة أنه يبدو احيانا أن دولة اسرائيل تتمسك بتلك الخرائط القديمة. جدير بنا هنا أن نذكر، أن قرار التقسيم الصادر في العام 1947 نص على ان تكون مدن القدس وبيت لحم والاراضي المتاخمة لها، تحت وصاية دولية، إلا أنه في حرب النكبة 1948 احتلت المنظمات الإرهابية الصهيونية 78% من أرض فلسطين، والتي شملت مساحة مبيرة من مدينة القدس، وهي المعروفة بالقدسالغربية، في حين ظل باقي مدينة القدس والذي عرف بالقدسالشرقية تحت السلطة الاردنية، حتى العام 1967، حيث استطاع الاحتلال الصهيوني احتلال القدس لشرقية والضفة الغربية حتى غور الأردن . وبالعودة الى الصحيفة الاسرائيلية، فان شيرغاي يقول ان المرور ذهابا لمقرالشرطة بالقدس، أو بين الحرمين الجامعيين للجامعة العبرية التي وضع حجرها الأساسي قبل 88 سنة، اصبح يمثل خطورة حيث يتعرض المار اما الى محاولات صدم بالسيارات، أو الى زجاجات حارقة، أوحجارة وصخوروالكثيرغير ذلك، يتم التعرض لكل ذلك أثناء العبور الذي يستغرق دقيقة على قرية العيسوية وهي اعمال يقوم بها شباب القرية في اطار ما اصبح يعرف ب"الانتفاضة المحلية المستمرة صعودا وهبوطا"، وأضاف "يُخيل إلينا للحظة، وليس ذلك خيالا فقط، أن أيام 1948 قد عادت، فالجيش الاسرائيلي– ولن تصدقوا – يستغل ساعات الليل لفتح شارع رئيسي بين قاعدة عوفريت، وبين الشارع الرئيس، لاخراج الجنود الى البيت". وقال كما كانت الحال ذات مرة في لبنان أو في نابلس، أصبحت هي نفسها الحال في قلب العاصمة، على مسافة شبر من مستشفى هاداسا الذي يُرمى هو ايضا بالحجارة والزجاجات الحارقة، وتعاني طالبات الجامعة اللاتي يردن الخروج من الحرم الجامعي سيرا على الأقدام، وكتبن الى قادة الشرطة وعقدن مؤتمرات في الكنيست، لكن ذلك لم يساعدهن، فكانت الاجوبة "سِرن من هنا والتففن هناك وادفعن عن أنفسكن هذا". تُفيد التقارير من حين الى آخر عن اعتقال خلية أو أفراد يحدثون هذه القلاقل، لكن الامتحان هو في النتيجة المستمرة، ونتيجة هذا الامتحان فشل مستمر، ولقد إعتدنا على ذلك، لكن من يستمر في تعريف ما يحدث في الجبل بأنه "مواجهة خافتة" سيحصل إن عاجلا أو آجلا على تلك المواجهة الخافتة