الاغتصاب الإسرائيلي للقدس الشريف د. معن أبو نوار منذ أن قررت الحكومة الإسرائيلية يوم 14 آذار 2005 ؛ المسار النهائي للجدار العنصري العازل الذي يفصل القدسالشرقية، وأجزاء حيوية من بيت لحم، كما كانت حدودها عام 1967، عن الضفة الغربية، ويضمها إلى إسرائيل وجميع الأدلة تشير إلى خطة الإغتصاب الإجرامية التالية: ضم الأرض الحيوية في تلة الرادار المشرفة على المنطقة، مرورا بتلة وقرية شعفاط، والتلة الفرنسية، ومرتفع هاداسا والجامعة العبرية الذي تحت إشراف هيئة الأممالمتحدة، مرورا بالمستعمرة الجديدة معالي أدوميم، وحتى أجزاء حيوية من بيت لحم. يعني هذا الضم، وعزل القدسالشرقية عن الضفة الغربية، حسب حدود عام 1967، اغتصاب إسرائيلي إجرامي لأرض محتلة، ومخالفة شريرة للقانون الدولي، ومخالفة مجرمة لقرارات هيئة الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية. وعندما تفحص خارطة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي يجري تسمينها وتوسيعها، لا يبقى من الضفة الغربية سوى مدنها وقراها وبعض الأراضي غير الخصبة، والمعزولة عن بعضها عزلا تاما لا يسمح للسيادة الفلسطينية عليها، خاصة ضمن الطرق الرئيسة الفاصلة بينها. لم يعد خافيا على أحد أن الجدار العازل، من وجهة النظر الإسرائيلية هو الحدود التي قررت إسرائيل أن كل حبة تراب خلفه تابعة لإسرائيل والسيادة الإسرائيلية ولن تنسحب من شبر واحد خلفه. سيتم إكمال بناء بقية الجدار قبل نهاية هذه السنة 2008، ولن تتفاوض إسرائيل عليه في مفاوضات الحل النهائي لأنها تعتبره ضمن حدود إسرائيل. وفي الوقت الذي تبذل السلطة الفلسطينية كل حسن نية ممكن، وكل جهد تقدر عليه لتقديم هدنة تعترف بها جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة للإحتلال الإسرائيلي، وتمتنع عن القيام بأية عمليات ضد إسرائيل، ترفض الحكومة الإسرائيلية تلك الهدنة، وتصر على إلغاء الفصائل، ونزع سلاحها، لتستطيع تمرير مخططاتها في السيادة الكاملة على كل فلسطين، وفرض الاستسلام على السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وإقامة كنتونات محلية فلسطينية، معزولة عن بعضها، وتفصلها عن بعضها، مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية، والقدس الشريف. كل ذلك وهيئة الأممالمتحدة نائمة عن كل ما يجري في فلسطين، ودون أن يصدر ولو تصريح واحد من أمينها العام يدين فيه المخططات والإجراءات الإسرائيلية الإجرامية التي إذا استمرت دون رادع ستزيل حتى اسم الشعب الفلسطيني من الوجود. لا يوجد قضية أقدس من قضية فلسطين، خاصة قضية القدس الشريف، ولعل في مؤتمر القمة العربية القادم، فرصة مقدسة وعظيمة، لبحث القضية برمتها، خاصة قضية القدس الشريف، واتخاذ القرارات الحيوية الضرورية بشأنهما. كل القضايا العربية الأخرى قابلة للحل مع الأسرة الدولية، وهيئة الأممالمتحدة، بالحلول الوسط الممكنة، أما قضية فلسطين، وقضية القدس الشريف، فهما في أعماق قلب الأمة العربية الإسلامية والمسيحية، وإذا استمر التفاقم الذي ترتكبه إسرائيل سيصيب الأمة العربية بكارثة رهيبة لا يعرف مداها إلا الله سبحانه وتعالى . عن صحيفة الرأي الاردنية 16/7/2008