أبكى ليل نهار على مصر التى ضاعت بين أيدى المنتمين للجماعة الجزيرة قناة حاقدة و مسمومة.. كل مَن يعمل فيها يحمل الكراهية لمصر باسم يوسف جعل مصر مهزلة وسخرية أمام العالم و امريكا رحبت به لإسلوبه الدنئ فى التهجم على رموزها " على الناصية " أقدم البرامج الإذاعية وهو مُرشح لموسوعة "جينيس" منذ عشرات السنين ولم يتخلف برنامج " على الناصية " عن موعده مع المستمعين عقب إذاعة صلاة الجمعة من الإذاعة المصرية كل أسبوع ، "على الناصية" يُعَد مدرسة إعلامية تربى عليها أجيال من الإعلاميين كما يُعَد إحتفالاً أسبوعياً للمستمعين الذين يجدون فيه الصوت المُعَبِر عن قضاياهم وهمومهم المختلفة التى هى على الجانب الآخر هموم الوطن يحملها قلب عاشق لمصر وشعبها والأمة العربية جمعاء إنه قلب الإذاعية أمال فهمى التى أرجعت سر نجاح برنامجها إلى حبها لمصر و الوطن العربى ، وقد بدأت معها الحوار من حيث واقعنا اليوم وما يجرى على المشهد المصرى : • كشاهد عيان على أحداث كثيرة من تاريخ مصر، ما هى الملامح المشتركة بين ثورات 23 يوليو 1952 و25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 ؟ 23 يوليو كانت مجموعة من الضباط هى التى قامت بالثورة ، 25 يناير لم يُشارك فيها جموع الشعب و إنما كانت مجموعة من الشباب تُثبت احتجاجها واعتراضها على سلوكيات الشرطة فى عيد الشرطة ونجحت جموع الشباب فى أن يرتفع صوتها ويُحقق نجاحاَ فى المطالبة بتنحية الرئيس السابق مبارك أما ثورة 30 يونيو تختلف فى أنها كانت الملايين تعترض على أسلوب الإخوان فى حكم البلاد . • ما هو تقديرك للتجربة التى عاشها الوطن تحت حكم الإخوان طوال عام ؟ هى تجربة فاشلة نتيجة جهل القائمين على حكم البلاد وعدم درايتهم بأصول السياسة كما أنهم لم يحققوا شيئا واحدا مما وعد به الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى . • ما هى الطموحات التى كان من المتوقع أن يحققها الرئيس السابق محمد مرسى ولم يستطع تحقيقها ؟ كان هناك الكثير وخاصة الوعود التى وعد بها الشعب فى أول يوم فى حكمه ولكن انتماءه وتفضيله الجماعة التى ينتمى إليها جعلته ينسى جموع الشعب ومصالحه ومطالبه وأقل ما فيها وضع حد أدنى من الأجور كما وعد فقراء العاملين . • هل أرجعتى إخفاقه والفشل الذى سيطر على أدائه إلى قصور فى الشخصية أم المستشارين المحيطين به أم إلى نظام بأكمله وراءه من الأسباب ما أدى لذلك ؟ للاثنين معا، هو كان قليل الخبرة بأصول السياسة و إدارة الدولة ولو أنه استعان بمستشارين على درجة من الخبرة ربما كان هذا فيه تعويض لعدم إدراكه بأساليب الحكم فالأثنين مع بعض عدم وجود مستشارين أصحاب خبرة وجهله هو أيضا بأصول الحكم أدى إلى الفشل . • كيف تابعت أحداث العنف والإرهاب التى شاهدتها مصر ؟ أنا أبكى ليل نهار على مصر التى ضاعت بين أيدى المنتمين للجماعة وتنتابُنى دهشة للقسوة وعدم الإنسانية فيما يصدر عنهم ، فيكفى أحداث كرداسة دليلاً قويا على وحشيتهم وعدم إنسانيتهم و أيضا الأحداث المتتالية التى لا تعرفها مصر منذ فجر تاريخها مثل القضاء على جنود وضباط القوات المسلحة فى يوم من أيام شهر رمضان وهم صائمين والظلم والتوحُش فى قتل 25 شاب بدون ذنب، كل هذا يجعلني أشعر بأن هذه ليست مصر التى أعرفها فعندما يُسأل إنسان عن طبيعة الشعب المصرى. لا تخرُج الإجابة عن أنه شعب مُرَحِّب، شعب طيب ، شعب ودود وايس من صفاته الغدر أو الخيانة ولذلك ولأول مرة فى حياتى على مدى تاريخ برنامج " على الناصية " الذى استمَر 50 عاما أتوقف عن تقديم البرنامج لأننى شعرت أن الأحداث أكبر من الكلام فكانت النتيجة أننى عجزت عن لقاء المواطنين وتبادل الأفكار و الكلمات حول الشأن المصرى وهذا للأسف أصابنى بمرض شديد نتيجة البكاء المستمر على وطني الذى يتقاتل فيه المصريون من أجل السلطة و ليس من أجل مصلحة الوطن . • كيف كان تقديرك لأداء الإعلام المصرى بشقيه المرئي والمسموع ؟ للأسف الشديد لعِبَ الإعلام دوراً خطيراً وخاصة الإعلام الخاص فى استعداء الشعب على الدولة وعلى النظام مما جعل الفجوة تزداد يوما بعد يوم والكراهية تشتد يوما بعد يوم وقضى على رأس الإعلام وخاصة جزيرة الإعلام و التى اعترضتُ عليها ، اعترضت على أسلوب وائل الإبراشى و منى الشاذلي و عمرو أديب لأنهم كانوا دائما لا يعرضون إلا الوجه القبيح لكل شئ و كان ينافسهم فى هذه الأمور قناة الجزيرة . • إذاً كيف ترين قناة الجزيرة ؟ قناة الجزيرة قناة حاقدة، قناة مسمومة كل مَن يعمل فيها يحمل الكراهية لمصر لأسباب لا نعرفها وأنا طالبت منذ أربع سنين بإلغاء هذه القناة لأنه لاتوجد دولة فى الدنيا تتدخل فى أمورها قناة أجنبية و تستضيف مِن أبناءها مَن يسبون الدولة لدرجة أننا أصبحنا بعد أن كنا قمة الدول العربية أصبحنا أضحوكة ،وفى هذا السياق يكفي باسم يوسف و أسلوبه الدنئ فى التهجم على مصر و رموز مصر حتى و إن كانوا من الفاشلين ولذلك رحَبَت به أمريكا و أقامت له الإحتفالات لأنه جعل من مصر مهزلة وسخرية أمام العالم و أنا كنت دائما أقول هناك فرق بين النقد و السب والشتم ،النقد فيه توجيه و نصح وإرشاد أما السب والشتم فيه تدمير . • إذا كانت هذه هى المشكلات فما هو المسار الأمثل لتحقيق تطويرا فى الإعلام ؟ الإعلام الرسمي إعلام الحكومة وخاصة فى عهد د. درية شرف الدين يُعَد نموذجا لما يجب أن يكون عليه الإعلام من حياد وإرتقاء وارتقاء بالنقد وهكذا . • "على الناصية " أقدم البرامج الإذاعية التى شَكَّلَت وجدان المستمع المصرى و العربى حيث يتم فيه عرض القضايا و الأراء ، كيف يتم الإعداد له وتنفيذه ؟ " على الناصية " أقدم البرامج الإذاعية ولذلك هو مُرشح لموسوعة الجينيس العالمية لأن عمره سبعة وأربعين عاما، لا يوجد عندى مُعدون، وإنما أقوم بالإعداد والتقديم بنفسي من منطلق حُبي لوطني ومن منطلق إحترامي للكلمة الكلمة الأمينة الصادقة وعدم المزايدة والصدق واحترام الآخر وعرض وجهات النظر بحياد تام و لا انحاذ لجبهة على حساب أخرى ووضع مصلحة مصر فوق كل شئ كما أن البرنامج يُسَجَل فى الشارع بدون تحديد موعد وبالصدفة المحضة وأجد التسجيل مع الشخصيات المعروفة يُعتَبَر سهلاً للغاية أما التسجيل مع رجُل الشارع فهذا هو الأمر الذى يحتاج إلى معرفة وأصول الحوار ووقت المستمع و تقديم المعلومة الصادقة وهكذا . • هل توجد كواليس خفية لهذا البرنامج ؟ لا يوجد أى كواليس إلا أننى أمينة مع المستمع ولذلك البرنامج يفوز فى جميع المسابقات فى المرتبة الأولى ويتربع على عرش البرامج منذ عشرات السنين . • هل لاحظت تغييرا فى الشخصية المصرية على مدار عمر البرنامج ، وما هى ملامح التغيير ؟ بالتأكيد هناك تغيير فالمواطن المصرى كان فيما سبق تغلُب عليه الإنسانية و الإهتمام بمصلحة وطنه أما الآن فالشباب يُفضل نفسه على أى شئ آخر . • ماذا يستوقفك الآن من قضايا يعرضها المواطنون فى البرنامج والتي تظهر على الساحة ؟ لا يوجد غير الحديث فى السياسة ، الكبير والصغير والجاهل الكل يتحدث فى السياسة . • برنامج " على الناصية " طبعة متفردة خاصة لبلد واحد هو مصر و لإذاعة واحدة هى الإذاعة المصرية ومقدمته الفريدة أمال فهمى ، فإذا ما أحب أحد من الإذاعيين أن يقدم مثل هذا البرنامج هل تتوقعين له النجاح ، وما الذى يجب أن يتميز به ؟ أتمنى له النجاح بالتأكيد لكن للأسف المستمع متعلق بشخصيتى وإذا فكر إنسان أن يقدم برنامجا يشبه برنامج على الناصية فعليه أن يختار اسما آخر يفتح له الطريق إلى قلب وعقل المستمع . • فى الحديث معك نود أن نعرف الأجواء التى يتم فيها البرنامج الإذاعى السنوى " فوازير رمضان " ؟ لا يوجد أجواء معينة وهذا العام ولأول مرة سأقدم فوازير أكتوبر وستكون عن أشهر المواقع العسكرية التى شارك فيها الجيش المصرى . • ما هى الشخصيات القابعة فى وجدانك على مدى مشوارك الإذاعى ؟ الإنسان المصرى البسيط و الإنسان المخلص الذى يعشق تراب بلده هذا هو ما يستقر فى قلبى و عقلى . • كيف ترين العالم اليوم و ما هى أمنياتك له ؟ الدنيا فى هذه الأيام تحمل كل يوم خبراً يدعو إلى اليأس ومع ذلك فالله أمرنا بالتفاؤل والدعاء إلى الله أن يصلح حال الناس و أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .