بعد وصول برنامجها‮ »‬على الناصىة‮« ‬للعالمىة

آمال فهمى‮:‬‮ ‬دخولى‮ »‬جينيس‮« ‬ثمرة‮ ‬47‮ ‬عاما من العطاء

لم أكن أنوى الكتابة عن آمال فهمى‮.. ‬أو التحاور معها‮.. ‬أو الكلام عنها‮.. ‬فهى ملكة الكلام‮.. ‬ملكة الحوار‮.. ‬ملكة الاذاعة والتى نقلت حوارها من داخل الاستدىو‮.. ‬الى الشارع‮.. ‬بىن الجماهىر‮.. ‬لتمسك بمىكرفون على الناصىة‮.. ‬لتحدثنا من هناك‮.‬
آمال فهمى‮.. ‬بصمة صوت واضحة المعالم‮.. ‬صادقة المشاعر‮.. ‬صرىحة العبارات‮.. ‬عقل ىحاور‮.. ‬ىجادل‮.. ‬ىفكر‮.. ‬ىبحث عن الجدىد‮.. ‬والمثىر دائما لىقدمه للجمهور‮.. ‬جمهورها الذى ىنتظرها كل ىوم جمعة مع برنامجها على الناصىة‮.‬
آمال فهمى‮.. ‬سعىدة هذه الأىام‮.. ‬انها فى انتظار حلم جدىد‮.. ‬هدف جدىد‮.. ‬خطوة جدىدة‮.. ‬فى مشوارها الاذاعى‮.. ‬انها فى انتظار ان ىكتب اسم برنامجها‮.. ‬واسمها فى صفحات التارىخ‮.. ‬صفحات الخلود‮. ‬صفحات العالمىة‮.. ‬اىام قلىلة وىنضم برنامجها على الناصىة الى موسوعة جىنس لىكون أول برنامج اذاعى ىسجل فى تلك الموسوعة العالمىة‮.. ‬وتكون هى اىضا أول مذىعة مصرىة ضمن مشاهىر العالم‮.. ‬لتسجل بذلك لها ولمصر انجازا‮ ‬غىر مسبوق‮.‬
آمال فهمى‮.. ‬وعلى امتداد عمرها‮.. ‬الأولى دائما‮.. ‬ففى الدراسة كانت الأولى‮.. ‬وفى تقدىم البرامج المتمىزة الأولى‮.. ‬وفى تقدىم الفوازىر الرمضانىة‮.. ‬وفى الدرجات الوظىفىة كانت أول مدىرة لمحطة إذاعة الشرق الاوسط‮.. ‬وأول فتاة مصرىة تقىد اسمها فى جدول الانتخابات‮.. ‬وهى الآن أول من تتحدث عن نفسها‮.. ‬فى بىتها‮.. ‬بعىدا عن الشارع‮.. ‬بعىدا عن الجماهىر بعىدا عن برنامجها على الناصىة‮.. ‬فقد كانت دائما تتحدث عن برامجها‮. ‬خبطاتها الاذعىة‮.. ‬الآن فقط لانها سعىدة تتحدث عن نفسها‮.‬
قبل الحوار
أحدثها تلىفونىا‮.. ‬أقول لها مبروك‮.. ‬ألف مبروك‮ ‬
الله ىبارك فىك‮.. ‬شكرا ىا محمد
مبروك انضمام برنامجك لموسعة جىنس العالمىة
وبالمناسبة دى‮.. ‬عاىز اجرى معك حوارا للاخبار‮.‬
مفىش مانع‮.. ‬بلاش التلىفون‮.. ‬أنت فىن‮.. ‬أرد بسرعة فى البىت تقول خلاص اركب تاكسى وتعالى أنا فى الزمالك‮.. ‬مش بعىد جنب مكتبة القاهرة الكبرى‮.. ‬شارع محمد مظهر‮. ‬قدامك كتىر
أبدا‮.. ‬ساعة واحدة‮.. ‬وأكون عندك
ح أستناك
أغلقت التلىفون‮.. ‬جلست أفكر‮.. ‬أعرف آمال فهمى منذ اكثر من ‮42 ‬عاما‮.. ‬اجرىنا عشرات الحوارات‮.. ‬تلىفونىا أو داخل اروقة الاذاعة‮.. ‬هى التى كانت تحرص على ذلك‮.. ‬لأول مرة‮.. ‬تطلب منى أن نتحاور فى منزلها بالزمالك‮.. ‬داخل التاكسى مازالت أفكر‮.. ‬ماذا ىكون منزلها‮.. ‬شكله‮.. ‬ملامحه‮.. ‬هدوؤه‮.. ‬آمال فهمى تعىش وحدها فى البىت‮.. ‬تعودت على أركانه‮.. ‬سنوات عاشتها داخله‮.. ‬شهد ذكرىاتها‮.. ‬نجاحاتها‮.. ‬قلقها‮.. ‬صخبها‮.. ‬إعدادها لبرامجها‮.‬
آه‮.. ‬جاءتنى الفكرة‮.. ‬سىكون المنزل محور حدىثنا‮.. ‬بعىدا عن ضجىح الشارع‮.. ‬بعىدا عن الجماهىر‮.. ‬توقف تفكىرى‮.. ‬ترددت انتابتنى الرهبة‮.. ‬الخوف‮.. ‬فآمال فهمى طول عمرها هى التى تسأل‮.. ‬تحاور‮.. ‬تبحث عن الجدىد لتقدمه فى برامجها الاسئلة ضاعت من رأسى‮.. ‬تاهت‮.. ‬نسىت العنوان‮.. ‬عنوان المنزل‮.. ‬أنا الآن فى الزمالك‮.. ‬الشارع ملىء بالفىلات‮. ‬الانىقة‮.. ‬السفارات‮.. ‬المحلات الشىك‮.. ‬اكثرها للعطور والازىاء‮ .. ‬العشوائىة والفوضى لم تصل إلىه‮.. ‬مازال محتفظا بنظافته هدوئه‮.. ‬برىقه‮.. ‬عراقته‮.‬
المنزل
اصل للمنزل‮.. ‬مكتبة القاهرة الكبرى‮.. ‬أسأل الحارس‮ . ‬ىصعد معى الى شقتها‮.. ‬الدور الأول‮.. ‬تفتح الباب‮.. ‬تستقبلنى بحفاوة باللغة‮.. ‬وابتسامة رقىقة‮. ‬ىا اهلا وسهلا‮.. ‬ىا خطوة عزىزة‮.. ‬ترتدى فستان انىق‮.. ‬آمال فهمى سعىدة‮.. ‬مبتسمة‮.. ‬متوهجة‮ .. ‬حاضرة الزهن‮.. ‬مستعدة للحوار‮.. ‬ترىد ان تتكلم‮.‬
الحوار‮:‬
الدردشة العفوىة‮.. ‬أحىانا تصنع‮.. ‬حوارا مختلفا‮.. ‬هى الآن ترىد ان تروى تجربتها مع البرنامج‮.. ‬هدوء بىتها بساطته‮.. ‬ونظافته‮.. ‬واستقبالها الرقىق أزال عنى الخوف والرهبة‮.. ‬جلسنا فى الصالون‮.. ‬الاضاءة هادئة مرىحة للعىن‮.. ‬اللوحات تزىن الحوائط‮.. ‬عناىة فائقة‮.. ‬ترتىب محكم‮.. ‬الاثاث كلاسىكى‮.. ‬نظىف‮.. ‬مرىح‮.‬
تشرب إىه ىا محمد
شكرا‮.. ‬مفىش داعى تتعبى نفسك
تعب إىه‮.. ‬دا انت ابنى‮.. ‬على فكرة أول مرة أعمل حوار صحفى فى بىتى‮.. ‬وده علشان أنت‮ ‬غالى عندى‮.. ‬تشرب عصىر‮.‬
بعد تردد‮.. ‬مفىش مانع
تقول أنت مش‮ ‬غرىب‮.. ‬الشغالة بتىجى كل أسبوع للنظافة‮.. ‬وأنا باعمل كل حاجة بنفسى‮.. ‬حتى وهى بتنضف دائما بأحرص أن ارتب كل حاجة فى مكانها
تأتى بكوبىن‮.. ‬وعلبة عصىر‮.. ‬اتفضل ىا محمد‮.. ‬آه تأخد شىكولاته الأول‮.. ‬دى من فرنسا‮.. ‬طعمها حلو‮.. ‬ح ىعجبك‮.‬
آمال فهمى‮.. ‬تعتدل فى جلستها‮.. ‬قبل ان اسألها تسترسل‮. ‬لتقول‮.. ‬عرفت بموضوع ترشىح برنامجى على الناصىة‮.. ‬من صدىق لى ىعمل فى دبى له اتصال بمسئولى موسوعة جىنس‮.. ‬وقال لى إن المنافسة ستكون بىن برنامجى وبرنامج آخر امرىكى عمره ‮63 ‬سنة وعلى الناصىة قدمته حوالى ‮74 ‬سنة واعتقد ان شروط الانضمام لهذه الموسوعة متوافر عندى‮.‬
‮ ‬سؤال منى‮.. ‬عن تلك الجائزة هل جاءت فى وقتها؟‮!‬
‮ ‬إجابة منها‮.. ‬لا أعتبرها جائزة‮.. ‬بقدر ما هى تقدىر‮.. ‬ىؤكد ان البرنامج من الكفاءة والتمىز‮.. ‬والذى كان سببا فى استمراره حتى الآن‮.. ‬وىكفى ان اقولك ان البرنامج طوال السنوات الماضىة ىحصل فى جمىع الاستفتاءات على المركز الأول‮.. ‬وآخرها فى استفتاء العام الماضى بكندا عن اكثر المذىعىن العرب تأثىرا فكانت آمال فهمى وبرنامجها‮.. ‬على الناصىة‮.‬
‮ ‬وكىف احتفظ البرنامج بتقدمه وتمىزه طوال هذه السنوات؟
‮ ‬لاننى جعلت من الحلقات‮ - ‬والتى ربما تكون فى بعض البرامج مضىعة للوقت‮ - ‬وسىلة مهمة للمعرفة والثقافة وكل ما ىعود بالنفع والفائدة على المستمع‮.‬
‮ ‬وىا ترى تقومين باعداد الحلقة قبل اى لقاءات جماهىرىة؟‮!‬
‮ ‬على فكرة منذ ان قدمت البرنامج وحتى الآن لا اقوم باعداد الحلقة بالشكل المتعارف علىه‮.. ‬وطوال عمرى لا أعرف ضىوفى الا نادرا‮.. ‬قضىة الساعة هى التى تشغلنى دائما عند تسجىل الحلقة الثلاثاء من كل اسبوع‮.. ‬ولى طقوس خاصة جدا فى هذا الىوم‮.. ‬لا تلىفونات‮.. ‬ولا مناقشات‮. ‬ولا انفعال وقتها اكون منذ الصباح الباكر فى حالة تركىز تام‮.. ‬واعداد نفسى قبل اللقاء‮.. ‬القضىة هى محور الحلقة والجمهور صاحب الحق فى المناقشة من خلال الاسئلة التى اطرحها‮.‬
‮ ‬اتذكر كلمة شهىرة قالها الموسىقار محمد عبدالوهاب عن آمال فهمى‮.. ‬إن آمال فهمى فى برنامجها على الناصىة تلتقى بالجمهور لتعلن عن آرائها فى كل شىء من خلال الاسئلة التى تطرحها‮.‬
‮ ‬تبتسم ابتسامة ذات معنى‮. ‬لتقول فعلا‮.. ‬عبدالوهاب قال عنى ذلك وهى عبارة صحىحة بعض الشىء‮.. ‬ففى كثىر من اللقاءات مع الجمهور اعرف الاجابات بالفعل وعندى الاسئلة التى اطرحها حول القضىة أو الموضوع ولكننى لا اظهر معلوماتى أو ارائى بمعنى المفهوم الا اذا كان الضىف لا ىعرف المعلومة‮.. ‬وتركىزى كله ىكون فى الاسئلة التى تدور فى ذهن المستمع‮.‬
ىتوقف الحوار
التلىفون‮ ‬يدق‮.. ‬تستأذن للرد‮.. ‬التلىفون ابىض انىق‮.. ‬بسىط مثل بساطة بىتها‮.. ‬الهدوء عنوان المكان اشعر به‮.. ‬ىتسلل الى جلستنا‮. ‬تربىزة صغىرة أمامى اطباق صغىرة جدا فضىة اللون‮. ‬اباجورات فى أركان الصالون‮.. ‬صورة زوجها محمد علونى المخرج الاذاعى الشهىر تزىن براوزاً‮ ‬صغىرا امامها‮.. ‬شاركها نجاحها وشاركته النجاح فى اعماله الاذاعىة الكبىرة‮.. ‬رحل عنها منذ سنوات وتركها وحىدة بىن جدران بىتها‮.‬
تنهى المكالمة‮.. ‬تعود للحوار‮.. ‬كنا بنقول اىه‮.. ‬آه ىا سىدى‮. ‬بالمناسبة‮.. ‬التلىفون ده من معدة برنامج منى الشاذلى‮.. ‬عاىزانى اطلع معاها على الشاشة‮.. ‬إعتذرت طبعا‮.. ‬لا أحب الظهور فى التلىفزىون ولا التصوىر الفوتوغرافى‮. ‬صحافة ماشى‮. ‬اذاعة ممكن‮.. ‬انما تلىفزىون وكامىرات واضاءة وهوسة مستحىل وبالمناسبة ىارىت تاخذ صورة من الارشىف‮.. ‬وبلاش تصوىر‮.‬
‮ ‬أسألها طىب ولىه لأ‮ .. ‬جمهورك عاىز ىشوفك بعىد عن المىكرفون‮.. ‬عاىز ىشوف آمال فهمى النجمة الاذاعىة التى ىتابع صوتها دون ان ىراها؟‮! ‬ولا ىمكن عاىزة تكونى زى لىلى مراد والتى توارت عن جمهورها وهى فى عز مجدها؟
‮ ‬أبدا‮. ‬مش كده خالص‮. ‬خلىنى بالصورة التى فى ذهن المستمع وفى خىاله‮.. ‬هناك من ىرانى سمرة‮.. ‬وآخر ىرانى بىضاء‮. ‬طوىلة قصىرة‮.. ‬وطبعا انت عارف ان الصورة الوحىدة لى على شاشة السىنما‮.. ‬كانت فى فىلم حلىم‮.. ‬وكانت اللقطة الوحىدة لى مع برنامجى على الناصىة اىضا‮.. ‬وعلى فكرة عرضوا على زمان امثل فى السىنما‮.. ‬ولكنى رفضت تماما‮.. ‬وحددت هدفى من البداىة ان أكون مذىعة وبس‮.‬
التلىفون ىدق مرة اخرى
عبد الحليم وأنا
تعتذر‮ ‬بلطف لترد‮.. ‬ابتسم مرة اخرى وانتظر‮.. ‬واتذكر‮.. ‬آمال فهمى فى هذا المشهد الواحد والوحىد‮.. ‬فى فىلم حكاىة حب‮.. ‬وقتها فكر عبدالحلىم ان تكون فكرة الفىلم لمطرب مغمور تكتشفه الست آمال‮. ‬وتطلب منه الغناء‮.. ‬على الناصىة وهو ما كتبه الكاتب الكبىر احسان عبدالقدوس واخرجه حلمى حلىم وغنى حلىم أغنىة بحلم بىك وكان ذلك عام ‮9591‬
تضع السماعة‮.. ‬لتقول‮.. ‬تلىفون تانى من محطة تلىفزىونىة تانىة اعتذرت طبعا‮.. ‬كل المكالمات الكثىرة النهاردة علشان عرفوا بموضوع الموسوعة‮.. ‬وعاىزىن طبعا كلام منى وتعلىق وكامىرات وتصوىر‮.. ‬معلش كنا بنقول أىه‮.. ‬فكرنى كده‮.‬
‮ ‬من كان صاحب فكرة برنامج على الناصىة‮« ‬وهل تتذكرىن أولى الحلقات؟
‮ ‬تضحك من قلبها‮.. ‬وترد سرىعا‮.. ‬شوف ىا سىدى الذى رشحنى لتقدىم‮.. ‬على الناصىة‮.. ‬الاذاعى الكبىر أحمد طاهر‮.. ‬وده كان فى ىناىر ‮7591 ‬وقتها كنت مرعوبة‮.. ‬صحىح ان أنا قدمت برامج كثىرة منذ التحاقى بالاذاعة‮.. ‬الا ان البرنامج ده كان مختلف‮.. ‬والسبب ان كل البرامج لها اعداد مسبق واسئلة‮.. ‬الا هذا البرنامج‮.. ‬علىك الاعتماد على نفسك وطرح الاسئلة عند مواجهة الجمهور فى الشارع‮.. ‬وعندما أمسكت بالمىكرفون‮.. ‬لقىت قلبى بىدق بسرعة ىا ترى الحلقة حتكون جىدة وللا سىئة‮.. ‬ظللت اقرأ‮ »‬رب اشرح لى صدرى وىسر لى امرى‮.. ‬واحلل عقدة من لسانى‮ ‬يفقهوا قولى‮«‬‮ ‬وبقىت هذه الآىة معى طوال عمرى تلازمنى قبل اى تسجىل ونجحت الحلقة‮.‬
‮ ‬واسألها عن الحلقات التى لا تنساها؟ وكىف استطاعت ان تجوب العالم ببرنامجها لتنقل لنا كل شىء ولا تقف على الناصىة فى شوارع مصر فقط؟
‮ ‬طبعا لا أنسى اننى كنت أول من أتى بالعالم أحمد زوىل وعرفه الجمهور المصرى من على الناصىة‮.. ‬واىضا الطبىب الشهىر مجدى ىعقوب وكنت أول من اقنعته باجراء جراحات للقلب فى مصر مجانا للفقراء واىضا كان البرنامج له السبق فى قىادة حملات التبرع لعلاج الفقراء والاىتام فى مستشفى ‮75375 ‬وقصر العىنى ومعهد القلب وأبوالرىش‮.‬
أما عن الحلقات خارج مصر فقد لفىت العالم شرقه وغربه وأذكر اننى قمت بتسجىل احدى الحلقات مع رائد الفضاء جاجارىن قائد‮ ‬غواصه الفضاء الروسىة واىضا متابعة الحرب فى الجزائر وغىرها من الحلقات التى كان لها تأثىر كبىر على الجماهىر واعطت للبرنامج الشهرة والاستمرارىة‮.‬
‮ ‬نحن جىل النفس القصىر‮.. ‬النجاح المنقوص والشهرة فى منتصف الطرىق‮.. ‬ولكن ىبقى أننا جزء من هذه الحىاة‮.. ‬ان لم ىكن الىوم فغدا‮.. ‬ىوم نستبدل بالغرور الثقة بالنفس‮.. ‬وبالوهم الحقىقة‮.. ‬وبالكذب الصدق‮.. ‬وبالفشل النجاح‮. ‬وبالراحة المسئولىة‮.. ‬هل ننجح فى ذلك اكىد؟ ولكن بالارادة والتحدى والعمل‮.. ‬آمال فهمى من جىل الارادة والتحدى والعمل والحفاظ دائما على القمة‮. ‬واسألها كىف ىأتى ذلك؟‮!‬
‮ ‬تجىب باسمه‮.. ‬بالعمل والاصرار على النجاح‮.. ‬ثم ىجب أن ىكون لدىك مخزون كبىر من المعرفة‮.. ‬القراءة فى كل شىء‮.. ‬فقد كان سور الازبكىة بالنسبة لى وأنا صغىرة جدا هو الكنز الذى انهل منه المعرفة‮.. ‬واذكر واقعة مهمة جدا‮. ‬اننى قمت بشراء كتاب لا تزىد صفحاته على ‮05 ‬صفحة وعنوانه كان‮ ‬غرىبا‮ »‬الدبلوماسىة فى عصر الذرة‮« ‬لوزىر الخارجىة البرىطانى جون الن وسألت نفسى وقتها مادخل الدبلوماسية بالذرة وقرأته جيدا‮.. ‬وبعد عام تقريبا من قراءة هذا الكتاب حدث ان التقىت بوزىر خارجىة مصر انذاك‮.. ‬وسألته من ضمن الاسئلة عن الدبلوماسىة وعلاقتها بالذرة وكانت دهشته بالغة لمعرفتى بالكثىر عن الدبلوماسىة وبدأ ىسألنى عن ثقافتى بهذه التفاصىل الدقىقة‮.. ‬كل ذلك من قراءة الكتب والمعرفة والتى افادتنى كثىرا‮.. ‬وهناك اىضا موضوع شدىد الاهمىة بالنسبة لى فبعد تخرجى فى الجامعة ورغم اجادتى اللغة الانجلىزىة‮. ‬قررت الالتحاق بالمعهد الفرنسى لدراسة اللغة الفرانسىة وكل هذا ىجعلنى أتمكن من اداء عملى فاللغة تعتبر عنصرا اساسىا جدا فى اى عمل‮.. ‬وأذكر اننى كنت فى روما مع زوجى علوان وحرصت على زىارة قبر جوليىت‮.. ‬فطوال عمرى كنت لا اترك فرصة لاضىف الى معلوماتى شىئا جدىدا مهما كلفنى ذلك من جهد فدائما كانت عىنى فى كل زىارة لبلدان العالم مثل الردار تلتقط كل شىء وعقلى ىختزن المعلومات‮.. ‬فمن الممكن ان تأتى لحظة واحتاج لمعلومة‮.. ‬ساعتها اخبط على صندوق ذاكرتى لاستعىدها‮.‬
‮ ‬الدهشة والشغف الى معرفة المزىد عن آمال فهمى ىأخذنى الى مواصلة البحث داخل عقلها لأعرف اكثر من اسباب نجاحها واستمرارها‮.. ‬فمن المؤكد ان للاسرة دورا كبىرا فى ذلك‮.. ‬فكما ىقال دائما التعلىم فى الصغر كالنقش على الحجر‮.. ‬ولذا اسألها عن دور الاسرة فى حىاتها؟‮!.‬
‮ ‬تعود بالذاكرة الى الوراء كثىرا وتقول أبى‮ ‬غرس فى داخلى حب القراءة والاطلاع بالاضافة انه علمنى معنى الوطنىة وحب الوطن فقد كان عضوا فى جمعىة الىد السوداء وهو طالب فى الجامعة وكانت مهمتها مقاومة الانجلىز ولا انسى انه اصطحبنى ذات ىوم وعمرى لا ىتجاوز ‮5 ‬سنوات الى محطة باب اللوق‮.. ‬واشار الى ركن صغىر فى نهاىة المىدان وقال لى انه قام بدفن مسدسه فى هذا المكان‮.. ‬اهتزت مشاعرى وانتابنى الخوف ولكنه هدأ من روعى‮.. ‬وكان هذا أول درس لى فى معنى الوطنىة تعلمته من ابى‮.. ‬أما امى فقد علمتنى الانضباط والاعتماد على النفس فى كل شىء‮.‬
‮ ‬وعلى ذكر الأحزاب هل انضمت آمال فهمى لحزب سىاسى مثلما فعل الأب؟
‮ ‬كنت عضوة فى حزب الوفد وأنا طالبة فى الجامعة ولكن بعد تخرجى ابتعدت تماما عن السىاسة وصراعاتها‮.. ‬فدائما الصراعات السىاسىة داخلها تأخذك بعىدا عن الكثىر من الاشىاء‮.. ‬واهمها معنى الوطنىة‮.. ‬والتى تأتى دائما فى لعبة السىاسة فى المرتبة الثانىة‮.‬
‮ ‬وما رأىك الان فى الاحزاب السىاسىة الكثىرة التى تكونت بعد ثورة ىناىر والتى وصلت لاكثر من ‮07 ‬حزبا سىاسىا؟
‮ ‬أولا جمىع الاحزاب السىاسىة الموجودة حالىا على الساحة لا شأن لها بالثورة‮. ‬فالذىن قاموا بالثورة فى بداىتها تركوها‮.. ‬ولا نراهم الان‮.. ‬وأرى ان معظم الاحزاب تجد لدىها الكثىر من الولاء والانتماء للحزب ولانفسهم اكثر من انتمائهم للوطن‮.‬
المشهد الآن
‮ ‬وماذا تقولىن الأن بعد مرور أكثر من عامىن على قىام ثورة ىناىر؟ وكىف ترىن المشهد الآن؟
‮ ‬لست متفائله‮.. ‬وانتظر انتخابات جدىدة‮.. ‬وأتصور انها ستكون مفاجأة‮ ‬غىر متوقعه‮. ‬نعم أقول انتخابات قادمة وجدىدة متى لا أعرف؟‮!.‬
‮ ‬هناك مطالب كثىرة وتوكىلات لعودة الجىش مرة اخرى ما رأىك فى ذلك؟
‮ ‬هذه كلها ألاعىب سىاسىة لا أعترف بها‮.. ‬واتمنى أن ىختفى اصحابها حتى على الساحة‮.. ‬فأننى دائما اضع الجىش فى مكانه كبىرة وأربأ به من ان ىصىبه اى رذاذ من لعبة السىاسة‮. ‬وقد كنت اتألم جدا من عبارات ىسقط حكم العسكر‮.. ‬فالجىش مازال له الاحترام والتقدىر والمكانه الكبىرة‮.‬
‮ ‬وما هو رأىك فىما ىفعله الجىش فى هدم الانفاق بسىناء؟
‮ ‬هذه قضىة تحتاج للبحث والدراسة‮.. ‬وأى شىء فى مصلحة مصر فأنا معه على طول الخط‮..‬
‮ ‬واىضا ماذا تقولىن حول ما أثىر عن قضىة حلاىب وشلاتىن وحدودنا مع السودان؟
‮ ‬هذا الكلام القصد منه الاثارة وتشوىه التحركات التى ىقوم بها رئىس الدولة اىنما ذهب‮.. ‬واتوقف هنا لاقول ان هناك قضىة أهم من كل هذا وهى قضىة قطر والجزىرة فأننى اشك فى علاقة قطر‮.. ‬وقناتها الجزىرة التى تنطلق تجاه مصر‮.. ‬وهذه المسألة بالفعل هى التى تحتاج تفكىر وبحث جىد فقطر الجزىرة ىتآمرون على مصر مهما ابدوا من الكلام المعسول والتعبىر عن المشاعر الطىبة فهذه المحطة المسماه الجزىرة تخصصت فى اثارة الشعب المصرى واستفزازه وأعتقد انهم طرف اصىل فى كل المصائب التى تحدث لنا‮.. ‬رغم اعلانهم عن الملىارات والاستثمارات التى تتدفق علىنا وتدخلها المرىب فى شئون مصر لانتزاع رىادتها وهنا أقول لابنائى من الشعب المصرى علىكم ان تنظروا للأمام وىكون العمل هو هدفكم لتدور عجلة الانتاج وتعود مصر الى ما كانت علىه من رىادة وامن وأمان‮.‬
‮ ‬وكىف ىأتى كل هذا والازمات تحاصرنا؟‮! ‬والاكتئاب ىقتلنا؟
‮ ‬علىنا أن نترك الامر لذوى الشأن وكل ما اطلبه احترام المؤسسات مثل القضاء والداخلىة‮.. ‬واستقامة وانضباط الاعلام والصحافة‮.‬
‮ ‬هل لانه ىهاجم الرئىس؟
‮ ‬لىس لى شأن بالرئىس‮.. ‬هذه مسألة تخص الدولة‮. ‬ولكنى اعىب على الاعلام الهجوم المستمر على الرموز بصرف النظر عن ان ىكون الرئىس أو‮ ‬غىره من الرموز الوطنىة‮.‬
الرموز الوطنية
‮ ‬بمناسبة ذكر رئىس الدولة‮.. ‬عاصرت آمال فهمى ‮4 ‬رؤساء لمصر ماذا تقولىن عنهم؟
‮ ‬لا امىل الى تقسىمها بهذه الصورة ولكنى أنحاز لعبد الناصر فكل الانجازات التى تحققت لمصر رغم القهر وزوار الفجر‮. ‬كان عبدالناصر صاحب قرار تأمىم قناة السوىس وبناء السد العالى وتحدىد الملكىة ومجانىة التعلىم وتحرىر الدول العربىة ومنها الجزائر واىضا دول عدم الانحىاز‮.‬
التلىفون ىدق مرة اخرى‮.. ‬وتعتذر آمال فهمى للرد‮.. ‬وتنهى المكالمة باعتذار هادىء‮.. ‬الصوت عمىق‮.. ‬لكنه مؤثر‮. ‬الاىقاع بطىء لكنه محسوب‮.. ‬الابتسامة قلىلة‮.. ‬ولكن مشحونه بالانفعال‮.. ‬ان لهجتها جاده‮.. ‬وتعبىراتها حاسمة‮.. ‬انها آمال فهمى‮.‬
ونعود للحوار‮.. ‬وتسألنى‮.. ‬كنا بنقول اىه‮.. ‬أقول لها‮- ‬نحن نتحدث عن عبدالناصر‮.. ‬نحن الان فى محنه‮.. ‬هزىمة‮ - ‬نكسة‮- ‬فوضى لم نعشها من قبلى نحن الان فى عام ‮7691 ‬عام النكسة‮.. ‬
‮ ‬آمال فهمى عاشتها وذاقت مرارتها‮.. ‬مرارة من نوع خاص جدا‮.. ‬مرارة شخصىة‮.. ‬مرارة الهزىمة النفسىة والوظىفىة‮. ‬فى هذا العام تم اعفاؤك من العمل وتجرىدك من كل مناصبك‮. ‬وكنت صاحبة اشهر برنامج على الناصىة ورئىس لاذاعة الشرق الاوسط‮.. ‬لتجلسى فى هذا المنزل لاكثر من ‮7 ‬سنوات وكان هذا فى الستىنيات عصر عبدالناصر؟‮! ‬فماذا تقولىن؟‮! ‬وكىف كنت تفكرىن وقتها؟‮!.‬
‮ ‬كنت فى حالة ذهول تام وانعدام وزن ومنع من السفرة الدهشة والالم والحزن اصابوا الكثىر فى تفكىرهم فأنا انتمى لثورة ىولىو بكل كىانى فوجئت بابعادى تماما ومصادرة برنامجى وحرمانى من منصبى كمدىرة للشرق الاوسط‮. ‬ولكن الحق ىقال عبدالناصر لم ىوقف البرنامج والبطانة هى التى اوقفته أمثال محمد فاىق وشعراوى جمعة وعلى صبرى وغىرهم عبدالناصر لىس له دخل فى هذا‮.. ‬وكان السبب هو اننى سجلت حلقه من على الناصىة وذكرت فىها شكوى لمواطن بسىط فى احدى القرى بأن الكهرباء تجاوزت قرىتهم ووصلت الى القرىة التى بعدهم وقلت وقتها ان هذا حدث مجاملة لقرية على صبرى ففوجئت باعفائى من منصبى وحرمانى من البرنامج والذى تناوب على تقديمه كل من ىعمل بالمنوعات خلال مدة اىقافى وزاد على ذلك منعى من السفر وبالفعل جلست فى هذا البىت لمدة ‮7 ‬سنوات دون عمل‮.‬
السادات أعادنى
‮ ‬ومن الذى أعادك للبرنامج‮.. ‬وما هو شعورك عند عودتك ؟‮!‬
‮ ‬الذى اعادنى الرئىس السادات وكان ذلك فجر ىوم ثورة التصحىح ورفع عنى الرقابة‮.. ‬ولكنه طلب منى موازنة الامور وان ىكون النقد محتملا‮.. ‬ولم أتعرض لاى مضاىقات طوال عهد السادات واعتبر عودتى انتصارا للحق والقضاء على الظلم‮.‬
‮ ‬وماذا تقولىن عن مبارك؟ وهل عادت الرقابة على البرنامج مرة اخرى؟‮!‬
‮ ‬الرقابة فى عصر مبارك كانت شدىدة وغبىة ولا انسى ىوم وكان من اتعس اىام حىاتى عندما قمت بقراءة قصىده كتبها الشاعر فاروق جوىدة ونشرت فى الاهرام عن حادث‮ ‬غرق العبارة سالم وفوجئت بحذفها تماما دون علمى وعندما سألت عن السبب كان الجواب ان نسبة الامىة عالىة وان عدد من قرأها لا ىقارن بعدد من ىسمعون البرنامج‮.. ‬خاصة اننى قرأتها بطرىقه مؤثرة كما قالوا لى‮.. ‬وتعودت فى كل حلقة ىتم حذف جمل وعبارات معىنة اذكر منها اننى قلت ان سىدة مصر الاولى هذه ترجمة خاطئة فمصر لىست لها سىدة أولى‮.. ‬وطوال فترة حكم مبارك لم احضر حفلا من الحفلات الكثىرة التى كان ىنظمها له صفوت الشرىف والتى كان ىدعو فىها الفنانىن والفنانات واكون انا اول الممنوعىن من الحضور‮.‬
‮ ‬نعود للهدوء‮.. ‬وأسألها عن بىتها المرتب الانىق واشىر الى لوحة امامى بعرض الحائط وكل ما حولى من اشىاء صغىرة ؟
‮ ‬تقول‮.. ‬أنا لفىت العالم شرقا وغربا‮. ‬واقتنىت من كل بستان زهرة فهذه اللوحة من فرنسا والتى خلفك من اىطالىا‮.. ‬اشىاء بسىطة لكن قىمة‮.. ‬والسجادة دى ورثتها عن امى سجادة اىرانى وهذه الاطباق التى تزىن الترابىزة فضة مطلىة بالذهب‮.. ‬تزوجت سنة ‮2591 ‬من علوان وكان زواجنا فى منزل ابى بعابدىن لمدة عامىن‮.. ‬ثم انتقلنا لشقه صغىرة بالدقى وعشنا فىها ‮11 ‬عاما الى ان اشارت على صدىقة لى بأن اسكن فى الزمالك فكانت هذه الشقه‮.. ‬مساحتها حوالى ‮522 ‬مترا وفىها ‮8 ‬غرف بسىطة ومرىحة‮.. ‬وأمامك عند هذا الباب الجرار السفرة وتطل على‮ ‬غرفة عبدالوهاب وهو فى العمارة المجاورة لى وغرفة نومى تطل على النىل مباشرة‮.. ‬زمان الزمالك‮ ‬غىر دلوقتى‮.‬
‮ ‬وأسألها عن رفىق رحلتها والمخرج الاذاعى الشهىر محمد علوان وهل كان ىناقش اعماله مع نجوم الفن فى هذا المنزل؟
‮ ‬ابدا‮.. ‬ممنوع تماما‮.. ‬فقد كان اتفاقنا من البداىة مشاكل العمل فى العمل‮.. ‬والبىت للسكىنة والهدوء‮.. ‬والمناقشات التى تهمنا كزوجىن واعتبره قبل ان ىكون زوجى استاذى ومعلمى الاول‮.. ‬فقد علمنى من فنون العمل الاذاعى الكثىر وكنا لا نسمح بأن ىنتقد احد عمل الاخر بل ىكون بىننا دائما نقاش فى اشىاء اخرى بعىدة تماما عن مشاكل العمل‮.. ‬وحشنى علوان‮.‬
‮‬
محمد علوان‮.. ‬حصل على دبلوم التمثىل من المعهد العالى للسىنما وعىن استاذا به‮.. ‬وعمل ممثلا ومخرجا اذاعىا ومستشارا فنىا لاذاعة الشرق الاوسط وتولى مراقبة الدراما بإذاعة صوت العرب اخرج للاذاعة روائع التمثىلىات منها فى بىتنا رجل‮ ‬،‮ ‬شىء فى صدرى،‮ ‬شىء من العذاب‮.. ‬الحب الضائع،‮ ‬ونحن لانزرع الشوك،‮ ‬جفت الدموع‮.. ‬وحىاتى عن قصة حىاة الموسىقار محمد عبدالوهاب‮ ‬واصبح اسمه كمخرج اذاعى علامة بارزة فى تارىخ الاذاعة المصرىة‮.‬
التلىفون ىدق‮.. ‬ترد من جدىد‮.. ‬توافق على ان تتحدث لاحدى المحطات الاذاعىة الخاصة ولكن عبر التلىفون وتحدد الموعد‮.. ‬وتعود للحوار‮. ‬على فكرة المكتبة لم تعد مكتبه بل تحولت الى ورشه للصىانة‮ .‬
‮ ‬وكىف ترىن مصر الان بعد ثورة ىناىر؟
‮ ‬مصر خاوىة من كل شىء خاوىة من القىم والاخلاق والمعانى الجمالىة والمبادىء العظىمة‮.. ‬فقد تحطم كل شىء جمىل فى مصر بسبب صراع المصالح الشخصىة‮.. ‬واصبحنا‮ »‬فرجة‮« ‬للعالم بعد ان كنا اصحاب تارىخ ومجد وحضارة‮.‬
‮ ‬وهل تتوقعين تغىرا الى الاحسن قرىبا؟‮!‬
‮ ‬لا أعرف‮.. ‬فعندما تصل الامىة فى مصر الى ادنى مستوى فهذا مؤشر خطىر ىأخذنا الى الهاوىة‮.. ‬واتمنى فى القرىب العاجل ان نعرف الطرىق الصحىح للنهوض ببلدنا الى مستوى افضل مما هو علىه الآن‮.‬
‮ ‬وماذا تقولىن للاعلامىىن الان؟‮!‬
‮ ‬اقول لهم لستم اعلامىىن‮.. ‬وابحثوا عن مهنة اخرى‮.. ‬اتركوا الاعلام بعىدا عن مصالحكم الشخصىة‮.‬
‮ ‬وماذا تقولىن عن برنامجك الاشهر على الناصىة والذى سىسجله التارىخ قرىبا فى‮ ‬موسوعة جىنيس العالمىة؟
‮ ‬على الناصىة عمرى كله والاقرب الى قلبى وكل حلقة فىه تحمل ذكرى فى هذا البرنامج ربما حاولت ان أكون معتدلة فى ارائى‮.. ‬واحرص دائما على احترام رأى الجماهىر‮. ‬ولا انحاز الا لمصر‮.. ‬وىكفى اننى على مدى سنوات عمرى فى تقدىم البرنامج‮- ‬كنت اقول الجملة الشهىرة من القاهرة لكم التحىة ولمصر الحب كله‮.‬
التلىفون ىدق‮.. ‬هذه المرة الموباىل‮. ‬مكالمة عائلىة‮.. ‬بها من العتاب الكثىر‮.. ‬والحب اكثر‮.. ‬واتركها تتحدث بود شدىد‮.. ‬وأتذكر امال فهمى والتى ولدت فى حى عابدىن عام ‮6291 ‬وحصلت على لىسانس الاداب فى اللغة العربىة عام ‮9491 ‬عملت فى بداىة حىاتها صحفىة فى مجلة مسامرات الجيب نصىحة من صدىق لها‮..‬،‮ ‬جعلها تغىر المسار وتتجه للاذاعة وتجتاز الاختبارات وتصبح مقدمة برامج عام ‮1591 ‬قدمت العدىد من البرامج منها ما ىطلبه المستمعون وحول العالم وفى خدمتك وفنجان شاى وبرنامجها الاشهر والاطول عمرا على الناصىة‮.. ‬ولا انسى انها كانت صاحبة أول فوازىر اذاعىة عام ‮5591 ‬واصبحت من العلامات الاذاعىة الرمضانىة حتى ىومنا هذا‮.‬
أترك آمال فهمى مع فرحتها وسعادتها ووحدتها فى انتظار كتابة اسمها واسم برنامجها على الناصىة فى الموسوعة العالمىة جىنيس لىبقى اسمها حاضرا‮.. ‬ىنبض بالحىاة والوقوف على الناصىة‮.‬
وتبقى كلمة‮.. ‬ان آمال فهمى‮.. ‬دائما فى حدىثها‮.. ‬تعطىنى انطباعا‮ ‬غىر عادى‮.. ‬اننى اشعر انها لم تكن ابدا مجرد امرأة ترىد ان تكون مذىعة‮.. ‬صاحبة برنامج‮.. ‬بل شخصىة صاحبة آراء ترىد ان تقولها دائما‮..‬
عاشت لتقول كلمتها بكل الحب للحىاة والحرىة والتجربة والتضحىة‮.. ‬والانحىاز للبشر‮.. ‬آمال فهمى كانت قاسىة على نفسها أولا‮. ‬علمتها‮.. ‬دربتها،‮.‬،‮ ‬اضافت الىها المعرفة‮.. ‬لتكون بعد ذلك آمال فهمى ملكة الكلام‮.. ‬ملكة الحوار‮.. ‬ملكة الاذاعة‮.. ‬
لم اكن انوى الكتابة عن آمال فهمى‮.‬