قالت الإذاعية الكبيرة آمال فهمى إن الانتقادات التى وجهت لى فور اعلانى عن برنامج «الشعب يسأل والرئيس يجيب» الذى يذاع عبر اثير البرنامج العام خلال شهر رمضان احترمها، فمن حق كل إنسان ان يعبر عما بداخله، ولكن أرفض الاتهامات الموجهة لشخصى بأننى أستغل ميزانية الإذاعة للخروج براديو المصريين مما يعد إهداراً للمال العام، لان الإذاعة مفترض انها تنزل الى المستمع لتعرف مشاكله، وتحاول ان تساعده على حلها، فنحن وسيط بين الشعب والمسئول، كما اننى فى سن لا تسمح لى بشغل مناصب فالحمد لله أعطيت على مدار حياتى الكثير وقدمت برامج مازال المستمع يشيد بها ويحلف بزمانها بكل احترام، ولهذا صدقنى المستمع، وحققت برامجى اعلى نسبة استماع، فالمذيع الناجح هو الذى يعمل دون النظر إلى الوراء، فعليه ان يرضى ضميره أولا. وأضافت ان فكرة برنامج «الشعب يسأل والرئيس يجيب» تخدم الشعب المصرى خاصة بعد اختيار الشعب رئيسه عبر صناديق الاقتراع ليكون الدكتور محمد مرسى أول رئيس منتخب فى تاريخ مصر الحديثة، فدائما كنا نعانى ان الرئيس لا يسمع لمشاكل الشعب ،فحاولنا ان يكون معنا يوميا ليرد على الاسئلة ونصل لحلول لمشاكلنا وكان شرطى ان يكون البرنامج حصريا ولا يستغل لاذاعة الاعلانات قبله احتراما لشخص الرئيس، واخترت المذيع على مراد ليحاور الرئيس، ولاحظت ان الدكتور مرسى مهتم اهتماما شديدا بالفقراء ويسعى لتحقيق أحلامهم فى توفير لقمة العيش والحياة الكريمة، وكان لزاما على الإذاعة ان تفعل شيئاً جديداً من أجل مصر، وتخلق حلقة وصل بين الشعب ورئيسه، لان الإعلام هو صوت الشعب وضميره، وليس بوقا للسلطة كما قيل، واشارت فهمى ان البرنامج لاقى اهتماما كبيرا من الجمهور المصرى، ووصلت الينا اسئلة وشكاوى عديدة ذكرتنى بهانى رمزى فى فيلم جواز بقرار جمهورى عندما علم أهل المنطقة التى يعيش فيها انه سيقابل الرئيس فامتلأت غرفته بالآف الشكاوى، وقالت إن دور الاعلام والفن هو السعى لتقديم الحقائق للرئيس دون تزييف أو مجاملة، خاصة والشعب المصرى عاش ثلاثين عاماً مطحون وسلبت إرادته، وكانت فرصة ان يتحرر ويقول رأيه دون خوف من احد، ونحن نسمح لهم ان يقولوا ما يشاءون للرئيس هاتف رقم 73964752. أو البريد، وأعتقد ان البرنامج سيكون سببا فى حل مشاكل كثيرة ،واشارت فهمى انها على مر السنين الماضية كانت تحلم بأن تواجه الرئيس بهموم الناس ولكن الطريق كان مسدودا، فكانت وسيلتها الوحيدة برنامجها على الناصية الذى سبب لها مشاكل، وتعرض للاطاحة، وحب الناس له هو الذى جعله مستمراً. واكدت فهمى ان رمضان هذا العام مختلف تماما عن الأعوام الماضية خاصة وان مصر اصبح لها رئيس، وعلينا ان نساهم فى بناء مصر دون تخوين لأحد ويعود الاعلام ليكون منارة لتثقيف الشعب بدلا من البرامج التى تدمر أخلاقياتنا، وتهدم قدسية الشهر الكريم، حتى الفوازير لها طعم آخر. وحول ذكرياتها فى الشهر الكريم تتذكر فهمى فكرة فوازير رمضان :" الفوازير ليست وحدها التي قدمتها.. لأول مرة. بل قدمت فى رمضان أفكارا كثيرة يصعب حصرهاو كان لي السبق في تقديمها.. خاصة نوعية البرامج القصيرة التي نسمعها ونشاهدها هذه الأيام؛ وانا أول مذيعة قامت بإعلان الإفطار لجميع الدول العربية من خلال النداء.. ففي موعد إفطار كل دولة عربية علي حدة كنت أذيع قائلة: «السادة المستمعون الأعزاء في السعودية مثلاً.. حان الآن موعد إفطاركم". وقالت فهمى :" فكرة الفوازير جاءت وانا فى صحبة زوجى بالسيارة فسمعت صوت الجرس في محطة البنزين وتبين لى انها الآلة التى تغذى عجلة السيارة وكنت فى حيرة لمعرفة من أين أتى هذا الصوت ولحظات الحيرة استغرقت دقيقة ووقتها عرضت فكرتها على زوجى بأن أقدم فى الاذاعة مسابقة صوتية عن اشياء وأطلب من المستمع معرفة هذه الاصوات وكانت بداية الفوازير عام 1955؛ وكانت أول مرة تقدم فى رمضان وكانت عبارة عن مسابقة للتعرف على أصوات المشاهير ونستعين بشخص مشهور أو مطرب أو ممثل ونطلب منه قراءة صفحة من كتاب لتكون الفزورة: من صاحب هذا الصوت واستعنا بالكثير من المشاهير وعلى رأسهم أم كلثوم التى قرأت صفحة من كتاب «الأيام» لطه حسين ولم يعرفها الناس لأنهم لم يتعودوا على صوتها وهى تتحدث وكان الحل هو سهير القلماوى بسبب خشونة صوتها ونجحت فكرة الفوازير ولاقت إقبالا كبيرا من الجمهور". واستعنت بالشاعر بيرم التونسي وكتب ثلاثين فزورة لاتزيد الحلقة على دقيقة وكانت عن أشياء تتصل بشهر رمضان مثل : القطايف والكنافة والمدفع والمئذنة وكانت الجائزة الأولى وقتها 5 جنيهات والثانية ثلاثة جنيهات والثالثة جنيهين وبعد رحيل بيرم التونسى كتب مفيد فوزى الفوازير لمدة سنة وبعده كتبها صلاح جاهين لمدة 14 سنة وارتفعت الجوائز حتى وصلت الف جنيه ولاقت الفوازير نجاحا كبيرا حتى انه فى إحدى السنوات وصلنى مليون خطاب مما جعل مدير مصلحة البريد يتقدم بشكوى الى مجلس الوزراء بسبب الضغط على هيئة البريد. وبعد رحيل صلاح جاهين كتب الفوازير نجله بهاء جاهين وأكمل مسيرة والده بنجاح كبير وزادت الجائزة الى 10 آلاف جنيه، والفوازير سبب فى اسعادى لانها تبعدنى عن وحدتى، وتجعلنى أفطر فى الإذاعة يوميا ،فانا كالسمكة التى إذا خرجت من الماء ماتت، فبعدى عن الإذاعة هو موتى ،فماسبيرو بيتى وعشقى وحبى، وكل جدار فيه له ذكرى بداخلى لا تنسى وترى ان صوت النقشبندى يرن فى أذنيها، وتعيش معه حالة من الصوفية والتأمل فى خلق الله، وتمنت ان تعيد الإذاعة الابتهالات القديمة والأغانى الدينية ،ليتعرف الجيل الجديد على الاصوات التى أمتعتنا سنوات وغذت مسامعنا بكلمات والحان وأصوات لامثيل لها الآن.