47 عاماً من النجاح، هو أكثر البرامج الإذاعية شهرة ليس في مصر فقط بل على مستوى الوطن العربي، فن وسياسة وقضايا مجتمع وحملات خيرية، كلها تجدها حاضرة مع هذه الإعلامية القديرة، وينتظر المستمع سؤالها للضيف في نهاية كل فقرة ''تحب تسمع أغنية إيه ؟''. هي الإذاعية المصرية الكبيرة ''آمال فهمي''، والتي سجلت رقماً جديداً في الموسوعة العالمية للأرقام القياسية ''جينيس'' مع برنامجها الإذاعي الشهير ''على الناصية'' باعتبارها المذيعة الوحيدة في العالم المستمرة في تقديم نفس البرنامج لمدة 47 عاماً، وهو ما ستحتفل به الإعلامية الأمريكية ''أوبرا وينفري'' باستضافة ''آمال فهمي'' في برنامجها لتتحدث عن سر استمرار البرنامج طوال هذه السنوات . ومن المقرر أن تسافر ''آمال'' إلي الولاياتالمتحدة خلال الفترة المقبلة من أجل تسجيل حلقتها مع ''أوبرا''، وذلك بعد إرسال طاقم من البرنامج إلي القاهرة لتصوير مجموعة من الفيديوهات الحصرية، والخاصة بكواليس إذاعة برنامج ''علي الناصية'' والحياة الخاصة بها. ''آمال فهمي'' المولودة في 1926 والحاصلة على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية بالجامعة المصرية، التحقت للعمل في الإذاعة عام 1951، وقدمت عدة برامج أشهرها ''حول العالم''، وقدمت فيه معلومات وتسجيلات نادرة لزعماء الدول، وبرنامج ''في خدمتك''، والذي استقبل مئات الآلاف من رسائل المستمعين لحل مشاكلهم، وأيضاً برنامج ''فنجان شاي'' الذي قدمت فيه أحاديث مع الشخصيات الهامة بالمجتمع، وبرنامج ''هذه ليلتي'' كبرنامج سهرة إذاعي، وهو عبارة عن أحاديث إذاعية مع نجوم الفن والصحافة والسياسة والمجتمع. هي أول امرأة تتولى رئاسة الإذاعة المصرية عام 1964، وتولت رئاسة إذاعة الشرق الأوسط، وعملت على تطوير سياستها الإذاعية لتصبح رائدة بين شبكات الإذاعة المصرية والعربية. بدايتها مع ''على الناصية'' بدأت منذ عام 1958، وخلال هذه السنوات قامت بتسجيل آلاف من الحوارات مع عديد من الشخصيات الهامة ورموز المجتمع، و أيضا الرجل البسيط. قدمت برنامجها من الشارع، وعلى متن ''غواصة'' في ميناء رأس التين بالإسكندرية، ومن داخل ''منجم'' بالصحراء الشرقية، وعلى الحدود الجزائرية وقت الثورة هناك، وقاد البرنامج حملات تبرع لعلاج الفقراء والأيتام مثل ''مستشفى 57357، معهد القلب، قصر العيني و أبو الريش'' وغيرهم. لعل أبرز ما يتذكره الجمهور لها هو دورها القصير أمام العندليب الأسمر ''عبد الحليم حافظ'' في فيلم ''حكاية حب 1959''، حينما فكر ''حليم'' أن تكون فكرة الفيلم لمطرب مغمور تكتشفه ''الست آمال'' وتطلب منه الغناء ''على الناصية''، وهو ما صاغه المؤلف ''إحسان عبد القدوس'' وأخرجه ''حلمي حليم'' لتخرج أغنية ''بحلم بيك'' المصورة في حديقة الأندلس، ويكون أجر ''آمال فهمي'' عن دورها ''زجاجة عطر فرنسي'' أهداها لها ''حليم'' نظير قيامها بدورها على الحقيقة، وتظهر بدون مكياج أو كوافير. ''فوازير رمضان'' محطة هامة في حياة المستمع المصري، علاقة عبر الأثير امتدت أكثر من نصف قرن من الزمان، وأصبحت ''طقس رمضاني'' مفضل للعائلة المصرية عقب انطلاق مدفع الإفطار. الفكرة جاءت عام 1954 من ''محطة بنزين''؛ وقت كانت ''آمال فهمي'' تسجل أحد حلقاتها هناك، ولفت انتباهها صوت آلة ضبط إطارات السيارة، وتولدت لديها فكرة ''الفزورة.. مين صاحب الصوت''، ويشهد رمضان 1955 أول حلقات ''فوازير رمضان'' تقدمها آمال فهمي، وكانت تسجيلات للمشاهير يقرأون صفحة من كتاب، وتقول ''آمال'' إن الحلقة الأولى كانت بصوت ''أم كلثوم'' تقرأ كتاب ''الأيام'' للدكتور طه حسين، وكانت أول مرة يسمع فيها الجمهور صوت أم كلثوم تتحدث وليست تغني، وأخطأ عدد كبير جداً من الجمهور في صوتها واعتقد أنها الدكتورة ''سهير القلماوي''. ''فوازير رمضان'' في العام التالي كتبها الشاعر الزجال ''بيرم التونسي''، واستمر يكتب حلقاتها حتى وفاته، ثم كتبها الصحفي ''مفيد فوزي'' لمدة عام واحد، ثم الصحفي الكبير والشاعر ''صلاح جاهين'' واستمر يكتبها 15 عاماً متواصلة حتى رحيله، ليستكمل نجله الشاعر ''بهاء جاهين'' كتابة الحلقات حتى الآن، و تكبر جوائز الفائزين من ''خمسة جنيهات'' كجائزة أولى لتصل إلى ''10 آلاف جنيه'' الآن.