مهام كبيرة وتركة ثقيلة ستورث لوزير الداخلية القادم، أيًا كان عسكريًا أم مدنيًا أم تابع لجهاز الشرطة؛ منها إعادة هيكلة ذلك الجهاز الحيوي، و كذلك بناء حوار مجتمعي بين كافة أطياف الشعب والداخلية، لأن تحقيق الأمن ليس مسئولية الداخلية فقط، تلك الجاني والمجني عليه منذ أن تولاها نوبار باشا أول وزير داخلية عرفته مصر؛ فدائمًا الشرطة تدفع فاتوة أي نظام قمعي استبدادي، أيضًا الانفلات الأمني الذي بات يلعب دورًا خطيرًا في طرد الاستثمار، وتوقف عجلة الإنتاج، وزيادة معدل الجريمة. بعد ثورة 25 يناير تغيرت كل التوقعات، قد يستعين رئيس الوزراء بقيادة أمنية من الخارج، أي من المحالين إلى التقاعد منذ فترة، كما تم مع اللواء محمود وجدي واللواء منصور عيسوي. و قد يخرج رئيس الوزراء عن التوقعات نهائيًا، و يستعين بشخصية مدنية بعيدة كل البعد عن الداخلية، أو ذات خلفية عسكرية. منذ ثلاثة أيام، ترددت أسماء لقيادات أمنية خارج الخدمة مرشحين لتولي المسئولية خلفًا للواء منصور عيسوي المستقيل مع حكومة شرف، أبرز هؤلاء كان اللواء محسن مراد "مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة"، و كذلك اللواء حامد عبد الله "مساعد وزير الداخلية للأمن الوطني"، و اللواء عادل الهلالي "مدير أمن الجيزة الأسبق"، و اللواء عبد الوهاب خليل "مدير أمن 6أكتوبرالأسبق"، واللواء عبد الله الوتيدي "مدير الإدارة العامة للأموال العامة السابق". اللواء فؤاد علام الخبير الأمني يقول إن الوضع الأمني مرتبك لأن القوى السياسية الموجودة على الساحة غير قادرة على التجرد من فكرة تحقيق المصالح الشخصية، كذلك و إن هناك قوى سياسية لها توجهاتها، و إن من التحديات التي ستواجه الوزير القادم بناء قلعة الداخلية التي تصدعت، وعليه أن يحقق التوازن بين رغبة الشارع وترغيب الشرطيون في العمل. و يؤكد اللواء نشأت الهلالي "رئيس أكاديمية الشرطة السابق" على أن تحقيق الأمن يجب أن يكون على رأس اهتمامات الوزارة الجديدة؛ و رجوع الثقة بين الشرطة والشعب يحتاج إلى اتخاذ موقف سريع وذكي، مثل أن تقدم الداخلية اعتذارًا عن الأحداث الأخيرة، و خاصة حادث سيارة مجلس الوزراء، ذلك الأمر الذي سيؤكد الثقة بين المواطن والشرطي. و يضيف اللواء الهلالي أن هناك مسئولية شاقة تكمن في إزالة الجدار العازل، الذي كان أساسه موجود من قبل، و رسخته الأحداث المتعاقبة منذ جمعة الغضب، وحتى وقتنا هذا؛ كذلك لابد أن تكون هناك ثورة تصحيح يقودها وزير واعٍ وقوي في صفوف أبناء الشرطة، حتى يؤدون رسالتهم الأمنية المهمة.