من وزير الداخلية القادم وما معايير اختياره ؟! سؤال يدور فى أذهان الجميع بما فيهم رجال الشرطة أنفسهم فقد كنا من قبل نتوقع الوزير على أعتبار أن هناك بعض العناصر الشرطية التى تتداول اسماؤهم فى وسائل الإعلام أو المقربين من الحكومة .. لكن بعد ثورة 25 يناير تغيرت كل التوقعات وقد يستعين رئيس الوزراء، بقيادة أمنية من الخارج أى من المحالين إلى التقاعد منذ فترة ، كما تم مع اللواء محمود وجدى واللواء منصور عيسوى .. وقد يخرج رئيس الوزراءعن التوقعات نهائيا ويستعين بشخصية مدنية بعيدة كل البعد عن الداخلية، وقد يستعين بقيادة ذات خلفية عسكرية من قيادات الجيش ..بصراحة شديدة كل شئ أصبح جائزًا ومتوقعًا . من هذا المنطلق لا يستطيع أى مصرى على الإطلاق أن يتوقع الوزير القادم، وليس هذا فى الداخلية فقط بل فى كل الوزارات ومنذ ثلاث أيام، ترددت أسماء لقيادات أمنية خارج الخدمة مرشحين لتولى المسئولية خلافًا للواء منصور العيسوى المستقيل مع حكومة شرف، أبرز هؤلاء كان اللواء عادل الهلالى مدير أمن الجيزة الأسبق واللواء عبد الوهاب خليل مدير أمن 6اكتوبرالأسبق ، واللواء عبد الله الوتيدى مدير الإدارة العامة للأموال العامة السابق والثلاث لا يختلف عيلهم اثنين فكلهم خرج من منصبه دون أدنى شائبة نظيفى الإيدى وكل منهم له تاريخه وبصماته، فى عمله ولكن فى تصورى أن رئيس الوزراء، له حسابات لأنه هو الذى يتحمل المسئولية أمام الشعب ومن مصلحته أن يحسن الأختيار. لكن الأهم من الأسماء، ما معايير أختيار وزير الداخلية القادم هذا الإستفهام يتم طرحه من واقع التهاب الأحداث فى ميدان التحرير وشارع محمد محمود، وغيرها من الميادين فمن وجهة نظرنا فأن الوزير الذى تتطلبه المرحلة القادمة يتحمل مسئولية تعجز عن حملها السموات والأرض والجبال لأن عليه أن يعيد بناء قلعة الداخلية التى تصدعت. وعليه أن يحقق التوازن بين رغبت الشارع وترغيب الشرطيون فى العمل وفق أجواء نفسية باتت معقدة. فما يطلبه الشارع رجال شرطة يمتلكون قوة ولهم هيبة فى التعامل مع الإنفلات الأمنى الرهيب الذى تشهده البلاد. وايضًا بقدر كبير من الأنسانية واحترام مبادئ حقوق الأنسان والتخلى عن أشياء من موروثات الماضى، أهمها التجاوزات والكبرياء. من هذا المنطلق فأن اختيار وزير يمتلك هذه المعادلة أمر ليس بالمستحيل فجهاذ الشرطة ذاخر بهذه العناصر التى تمتلك الرؤية والكفاءة – لابد أن نعطيهم الثقة فى أنفسهم حتى نحظى بهذا المكسب الرائع وعلى الوزير القادم أيضا، مسئولية شاقة تكمن فى إزالهة الجدار العازل، الذى كان أساسه موجود من قبل ورسخته الأحداث المتعاقبة منذ جمعة الغضب، وحتى وقت كتابة هذه السطور وعليه فأن ثورة تصحيح لابد أن يقودها وزير واع فى صفوف أبناء الشرطة حتى يؤدون رسالتهم الأمنيه المهمة.