أكد والد الشهيد عبد الرحمن عبد الحميد السيد بأنه تم الضغط عليه من قبل مستشفى القصر العينى للتوقيع على تقرير بأن عبد الرحمن قتل بهبوط حاد فى الدورة الدموية مع التهديد بعدم تنفيذ إجراءات خروجه اذا لم يستجب لهم ، حيث تم تسجيل اسم الشهيد ثلاث مرات خطأ لتعطيل إجراءات تصريح الدفن ، مضيفًا أنه رفض الإمضاء على التقرير، وقال الوالد المكلوم "عند رؤية عبد الرحمن وجدناه مصاب بطلقتين أحدهما بالصدر والأخرى برأسه وبركة دماء بجانبه الأمر الذى أدى إلى الإصرار على تشريح جثته". وصفت الدكتورة فادية مغيث - باحثة فى العلوم الاجتماعية - المشهد فى مشرحة زينهم بالمأساوى والعالى الدراما، مؤكدة ان هناك مساومات تجرى بين المسئولين وأهالى الشهداء البسطاء الموجودين بالمشرحة منذ أمس فى انتظار تسلم جثث أبنائهم والتى تسيطر عليهم حالة نفسية يرثى لها. وأشارت الى واقعة خرجت فيها أم شهيد غاضبة جداً لأن أحد المسئولين بالمشرحة ساومها قائلا: إذا كنتم تريدون ابنكم لدفنه فعليكم ان توقعوا على إقرار انه مات بفعل اضطراب أو هبوط مفاجئ فى الدورة الدموية، في الوقت الذى رأته الأم والوالد والأقارب وهو صريع بالرصاص الحى إحداها فى رأسه وأخرى فى صدره. وأكدت مغيث - فى المداخلة الهاتفية التى أجرتها مع قناة "الجزيرة مباشر مصر" - أن هذا مجرد جث نبض لتنتقل المساومة إلى باقى أسر الشهداء، مشيرة الى وجود المنظمات الحقوقية في المشرحة وعجزهم عن ممارسة عملهم، لأن المشرحة متمرسة تماما فى الخضوع لكل طلبات المجلس العسكرى وجهاز الامن الوطني، مؤكدة انهم لا يعترفون بأن القتلى شهداء ولا يرغبون في تسليم للجثث. يذكر أن الحصيلة النهائية للشهداء حتى الآن هى 33 قتيلاً، قتل عدد كبير منهم بالرصاص الحى. مفاوضات ب "زينهم" مع أم شهيد لتوقيع إقرار بعدم وفاته بالرصاص الحى مقابل استلام الجثة