شهدت تركيا وباكستان سيناريوات عديدة لتدخل القادة العسكريين في الحياة السياسية واستخدام نفوذهم وقوتهم للسيطرة على الحكم، وانتهي مصير هؤلاء القادة بالمحاكمة في وجود حكومات مدنية في الدولتين المشار لهما. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن مصير القادة العسكريين في تركيا و باكستان الذبن أدخلوا الجيش في صراعات سياسية، موجهة نصائح للقادة العسكريين في مصر لتجنب ما حدث في تركيا وباكستان.حيث تزعم الصحيفة أن هناك تشابها كبيرا في موقف الجيش في السياسة في تركيا وباكستان و مصر. وقالت الصحيفة في تقريرها أن الجيش في الدول الإسلامية في فترة ما بعد الإستعمار في تركيا و باكستان نصب نفسه حاكما بالقوة، واستمر الصراع في هذه الدول بين المدنيين والعسكريين على الحكم. وعانت البلاد هذه في الفترات الإنتقالية بعد الحكم العسكري للوصول إلى التغيير الديموقراطي المطلوب. واستشهدت الصحيفة بالجنرال الباكستاني الأسبق بيريز مشرف ،والذي قام بإنقلاب عسكري في باكستان عام 1999. وأشارت الصحيفة إلى مزاعم "مشرف" أثناء توليه زمام الأمور بأنه يسعى لإنتخابات مبكرة، ومع ذلك ظل "مشرف" في الحكم لمدة تسع سنوات. وتضاءل نفوذ الجيش في السياسة بعد عزل مشرف من منصبه، ويحاكم مشرف الآن أمام القضاء الباكستاني في عدة قضايا. وانتقل التقرير إلى وضع الجيش في تركيا حيث استمر الصراع بين العسكريين والمدنيين على الحكم وانتهى الأمر إلى تولي حكومة مدنية تركية الحكم ومحاكمة بعض قادة الجيش بتهمة التخطيط للإنقلاب على الحكومة. فضلا عن ذلك، تضاءل دور الجيش التركي في السياسة بناءا على طلب الإتحاد الأوروبي لتركيا للإنضمام إلى دول الإتحاد الأوروبي. وانتقل التقرير إلى موقف الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي أطاح بمرسي وعين المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا للبلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية. وأشارت الصحيفة إلى رأي، فالي نصر، مستشار وزارة الخارجية الأمريكية الأسبق، الذي يرى أن السيسي بحاجة لإعداد خطة خروج، مضيفا " إن السيسي سيواجه مصر بيريز مشرف بدون إعداد خطة للخروج". وتزعم الصحيفة أن السيسي في موقف خطير بسبب حملته الشرسة على جماعة الإخوان ، الأمر الذى لاقى ترحيبا من دول الخليج و خصوصا السعودية، مشيرة إلى أن مبارك ما كان يجرؤ على اتخاذ هذه الخطوة أثناء فترة حكمه. فضلا عن ذلك تتدعي الصحيفة ان السيسي قد يقفد تأييد المجتمع المدني المصري بسبب استخدام العنف ضد انصار الجماعة والنشطاء السياسيين المخالفيين فكريا للجماعة. وترى الصحيفة أن تخلي السيسي عن الدعم الغربي أمر خطير لآن الدعم المادي م ندول الخليج لن يستمر طويلا.