الوطنية للانتخابات: انتهاء التصويت في 31 مقرًا انتخابيًا بالخارج واستمرار العملية في 108 مقار    رئيس البورصة يوضح أسباب مدّ ساعات التداول (فيديو)    البورصة: 8 شركات تستعد للقيد في 2026.. ونشاط مرتقب في الطروحات الحكومية والخاصة    أوكرانيا: الاتصالات مع الأوروبيين والأمريكيين ستستمر للتوصل لحلول ملموسة    رئيس تايوان: التدريبات العسكرية الصينية تهدد الاستقرار الإقليمي    بدون تسجيل هدف، تأهل غريب للسودان في أمم أفريقيا    القبض على تيك توكر شهيرة بتهمة نشر محتوى خادش للحياء بالإسكندرية    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر فيديوهات خادشة للحياء على مواقع التواصل بالإسكندرية    ماس كهربائي.. التحريات الأولية تكشف أسباب حريق مخزن أوراق بالقاهرة    معتز التوني عن نجاح بودكاست فضفضت أوي: القصة بدأت مع إبراهيم فايق    محمد فؤاد يعود بأغنية مفاجأة بعنوان يا فؤش.. فيديو    نجاح جراحة دقيقة لسيدة سبعينية بمستشفى قنا العام لاستخراج دعامة مرارية مهاجرة    منسقة أممية للشئون الإنسانية بالسودان تصف الوضع الراهن بالصادم للغاية    إكسترا نيوز: التصويت بانتخابات النواب يسير بسلاسة ويسر    السجن المشدد 15 سنة للمتهمة الأولى وتغريمها 2 مليون جنيه في قضية سرقة «إسورة المتحف المصري»    تشكيل زد لمواجهة حرس الحدود في كأس عاصمة مصر    أشرف صبحي يناقش استعدادات مصر لاستضافة جولة كأس العالم    عن اقتصاد السّوق واقتصاديات السُّوء    ظهور مميز ل رامز جلال من داخل الحرم المكي    هل يجوز الحرمان من الميراث بسبب الجحود أو شهادة الزور؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير «الصحة» يتابع تنفيذ خطة التأمين الطبي لإحتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد    "التعليم الفلسطينية": 7486 طالبًا استشهدوا في غزة والضفة الغربية منذ بداية 2025    مدافع جنوب إفريقيا: علينا تصحيح بعض الأمور حتى نواصل المشوار إلى أبعد حد ممكن    خالد الجندي: الله يُكلم كل عبد بلغته يوم القيامة.. فيديو    رئيس الوزراء يستعرض آليات تعظيم موارد هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة    وزير الصحة يتابع تنفيذ خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد    الدبلوماسية الثقافية.. أحد الركائز الرئيسية للقوة الناعمة المصرية خلال عام 2025    التشكيل الرسمى لمباراة السودان ضد بوركينا فاسو فى كأس أمم أفريقيا 2025    بشرى سارة لأهالي أبو المطامير: بدء تنفيذ مستشفي مركزي على مساحة 5 أفدنة    «التضامن»: تسليم 567 طفلًا لأسر بديلة وتطبيق حوكمة صارمة لإجراءات الكفالة    حصاد جامعة العاصمة لعام 2025    مصرع شاب وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم بقنا    محافظ الدقهلية: دراسة تطوير منزل أم كلثوم بمسقط رأسها    ذات يوم 31 ديسمبر 1915.. السلطان حسين كامل يستقبل الطالب طه حسين.. اتهامات لخطيب الجمعة بالكفر لإساءة استخدامه سورة "عبس وتولى" نفاقا للسلطان الذى قابل "الأعمى"    عاجل- الحكومة تتحمل ضريبة عروض الأفلام بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي    دون أي مجاملات.. السيسي: انتقاء أفضل العناصر للالتحاق بدورات الأكاديمية العسكرية المصرية    مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي تتهم روسيا بعرقلة التقدم الحقيقي نحو السلام    حصاد 2025| منتخب مصر يتأهل للمونديال ويتألق في أمم أفريقيا.. ووداع كأس العرب النقطة السلبية    مجلس الوزراء: تراجع ديون شركات النفط الدولية تدريجيا 2025 بفضل الخطة المالية    إيمري يوضح سبب عدم مصافحته أرتيتا بعد رباعية أرسنال    إجازة السبت والأحد لطلاب مدارس جولة الإعادة في انتخابات النواب بأسوان    انطلاق مبادرة «أمان ورحمة» بتعليم قنا    وزارة الصحة: صرف الألبان العلاجية للمصابين بأمراض التمثيل الغذائى بالمجان    تراجع سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 31 ديسمبر 2025    مواعيد مباريات الأربعاء 31 ديسمبر - الجزائر وكوت ديفوار والسودان في أمم إفريقيا.. وكأس عاصمة مصر    رابط التقديم للطلاب في المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2026/2027.. يبدأ غدا    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 31ديسمبر 2025 فى المنيا    إصابة 8 عاملات في حادث انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي القاهرة–الإسكندرية بالبحيرة    إوعى تقول: مابصدقش الأبراج؟!    "القومي للمسرح" يطلق مبادرة"2026.. عامًا للاحتفاء بالفنانين المعاصرين"    كليبرز ينتصر سكرامنتو كينجز وبيستونز يفسد احتفال جيمس بعيد ميلاده 41    محافظ أسيوط: عام 2025 شهد تقديم أكثر من 14 مليون خدمة طبية للمواطنين بالمحافظة    قصف وإطلاق نار اسرائيلي يستهدف مناطق بقطاع غزة    شوارع وميادين الأقصر تعلن جاهزيتها لاستقبال احتفالا رأس السنة الجديدة    التضامن: إلزام الأسر المستفيدة بالمشروطية التعليمية ضمن برنامج تكافل وكرامة    مصرع طفل صدمه قطار أثناء عبوره مزلقان العامرية بالفيوم    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة عالمية: صناعة الطيران والدفاع العالمي تواجه ظروف متقلبة بالمستقبل
نشر في المشهد يوم 10 - 06 - 2013

أفادت دراسة أن قطاع صناعة الطيران والدفاع العالمي سيواصل المرور بظروف متقلبة خلال المستقبل المنظور، حيث ستشهد بعض القطاعات مثل الطيران التجاري نمواً في العمليات، بينما تنكمش أعمال قطاعات أخرى مثل الدفاع في معظم الدول الغربية، وفقا لنتائج دراسة "أليكس بارتنرز".
وأشارت الدراسة الصادرة عشية معرض باريس للطيران الجوي، إلى استمرار تزايد حجم حركة الطيران سيؤدي لتزايد ربحية القطاع، كما توقعت ارتفاع حدة التنافسية على الاستئثار بأكبر حصة من الأرباح.
وخَلُصت الدراسة إلى أن علىالشركاتالعاملة في صناعة الطيران والدفاع أن ترفع مستويات كفاءتها لتواصل أعمالها بنجاح في القطاع، بما يتضمن تقديم طائرات تجارية جديدة، والتوسع في مجالات متنوعة وأسواق جديدة وواعدة.
وأوضحت الدراسة التحليلية الشاملة للقطاع التي حملت عنوان "نظرة أليكس بارتنرز لقطاع الطيران والدفاع العالمي"، العديد من الجوانب التحليلية للقطاع واستعرضت الأوضاع المالية للشركات، لتعطي صورة واضحة عن الواقع الحالي لصناعة الطيران والدفاع وتوجهاتها المستقبلية.
وكشفت أن اجمالي النمو المحقق في القطاع بلغ حوالي 6,8% خلال عام 2012، وظهور ارتفاع في عمليات المبيعات بنسبة 5,5% خلال العام الماضي، بشكل أقل من معدلات النمو التي سبقت الأزمة المالية العالمية في عام 2008 والتي بلغت 10%.
وتناولت الدراسة حقائق متعددة حول بعض الجهات الرابحة والخاسرة، مشيرةً أن صناعة الطيران التجاري كانت القائد الرئيس لعمليات النمو التي شهدها القطاع، والتي دعمتها الطلبات الجديدة للطائرات، ونمو حركة الطيران وعمليات الشحن بنسبة 5% على مستوى العالم، ومع ذلك فإن الدراسة تؤكد أن قطاع الدفاع تباطأ بشكل كبير في الدول الغربية بسبب تقلص الميزانيات.
وبالرغم من
ولفت الى أنه تفوّق الموردين من الفئات الأقل بشكل تقليدي على شركات تصنيع المعدات الأصلية، إلا أن الدراسة أكدت تغيّر تلك المعادلة، حيث تزايدت أرباح شركات تصنيع المعدات الأصلية بمعدلات ملحوظة لتقفز من 1,6% خلال عام 2011 وتحقق نمو بمعدل 6,7% خلال عام 2012.
ونمت أعمال موردي المعدات الأقل جودة بشكل أقل لتحقق معدلات نمو نسبتها 6,6% في العام 2012، بعد أن كانت نمت بنسبة 10,2% في عام 2011، كما شهد قطاع الطيران الذي يكافح لتحقيق الأرباح عدة عمليات توحيد أو شبه توحيد تناولتها وسائل الإعلام بشكل دوري.
وقال إريك برنارديني، العضو المنتدبفي "أليكس بارتنرز" ورئيس قسم الطيران والدفاع العالمي بالشركة: " تشهد معظم القطاعات المرتبطة بالطيران والدفاع إعادة نظر وتقييم للنفقات، وتواصل البحث عن تحقيق الكفاءة والمكافحة للمحافظة على مركز متقدم في بيئة مليئة بالتحديات، وبالنظر إلى عدد التغيرات الكبيرة التي حدثت في توقيت واحد سواءً في صناعة الطيران التجاري أو الدفاع، فقد أصبحت عوامل تحديد أفضل التوجهات والبقاء على رأس القائمة من العوامل الرئيسة لتحقيق النجاح على المدى الطويل".
وتقول الدراسة أن المعركة باتت مشتعلة على صعيد قطاع الدفاع في الوقت الذي تقوم فيه الشركات خلال ذات التوقيت بالسعي خلف الفرص ذات العائدات الأقل في الدول الغربية، ومواجهة منافسة شرسة للحصول على حصة سوقية أكبر في الأسواق الناشئة. وحقق قطاع الدفاع انخفاضاً في حجم النفقات خلال عام 2012 مدفوعاً بسياسة تخفيض النفقات في الولايات المتحدة الأمريكية والمنطقة الأوروبية، وشهد القطاع للمرة الأولى منذ عام 1998 انخفاض النفقات لتصل إلى 1,7 ترليون دولار في العام الماضي.
وأشارت الدراسة لتنامي الإنفاق الدفاعي العالمي للصين وروسيا خلال ذات الفترة، مؤكدةً أن الدولتين ستستحوذان بحلول عام 2016 على حوالي ثلث 32% معدل الإنفاق العالمي ضمن الخمسة الكبار، وذلك بعد أن وصلت نسبة انفاقهما إلى 17% خلال عام 2011.
وتشير دراسة أليكس بارتنرز إلى أن من عوامل دعم هذا النمو، بقاء السوق الصيني والروسي صعب الاقتحام على شركات الدفاع الغربية، الأمر الذي يقلص من فرص دخول هذه الأسواق الحيوية أمام الشركات الغربية، ويشعل المنافسة لدفع الصادرات للأسواق العالمية الناشئة وسهلة الدخول مثل البرازيل والهند.
وقال "ديف فيتزباترك" المدير الإداري في شركة "أليكس بارتنرز"، وقائد عمليات الشركة في قطاع صناعة الطيران والدفاع في أمريكا الشمالية: "باتت قواعد اللعبة تشهد تغيرات متسارعة في قطاع الدفاع، وأصبحت استراتيجيات البيع التقليدية تقبع تحت ضغوط كبيرة ومنافسة عالية في مجال التصدير للأسواق، خاصةً في قطاع الطائرات المقاتلة التي أصبحت صفقات ناجحة بشكل متزايد".
وأشارت "أليكس بارتنرز" في دراستها إلى أن الجهات التي تتمتع بسجل متوازن مثل الموردين من الفئة الثانية، سيتمكنون بسهولة من التعامل مع التحديات البارزة من بيئة العمل الجديدة بشكل أفضل من معظم شركات تصنيع المعدات الأصلية، والتي يعتمد أكثر من 80% منها على الصناعات الدفاعية، و75% على الأسواق الأمريكية والأوروبية.
وتشير نتائج الدراسة بأن مجالات الأمن الإلكتروني التي ينظر إليها الكثيرون كونها المنقذ لشركات الدفاع الغربية، لن تشهد كذلك معدلات نمو كافية للتعويض عن الانحسار في النفقات الدفاعية.

ودعت الدراسة الشركات الساعية للبقاء والمنافسة في القطاع التركيز على سياسة خفض النفقات، وتحسين البرامج الداخلية المرتبطة بتطوير مفاهيم التكلفة المناسبة والتنافسية عند دخول الأسواق الناشئة، وبعيداً عن معدلات النمو للقطاع الدفاعي في الأسواق الناشئة، فمن المتوقع أن تشهد سوق الأمن الداخلي عالمياً معدلات نمو تصل إلى 281 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2022 وفقاً للدراسة، ما يظهر فرصة جديدة سانحة لتحقيق أرباح للشركات.
وأوضحت "أليكس بارتنرز" أن شركات الدفاع القادرة على الارتقاء ببرامجها الإدارية، وقدراتها التكاملية، ومهاراتها في الحصول على عقود حكومية ستكون قادرة حتماً على استغلال المجالات الكبيرة التي تقدمها هذه الفرص.
وقال برنارديني: "أسهمت الأحداث غير المسبوقة التي شهدها العام الماضي من أوامر المصادرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعمليات خفض الميزانيات في أوروبا، في تشكيل بيئة صعبة مليئة بالتحديات لشركات الدفاع الغربية. ويكمن السبيل لتحقيق النجاح لتلك الشركات في التركيز العالي على عمليات خفض النفقات، وإعادة تحديد موضع الشركة لتحقيق النمو داخلياً وفي الأسواق الناشئة. وتتطلب عملية بيع الحلول الدفاعية للأسواق الناشئة تقديم تقنيات أكثر تعقيداً وتكوين شراكات صناعية تلبي تطلعات تلك الأسواق بتطوير قطاع صناعة طيران ودفاع خاص بهم".

شركات الطيران: المكافحة لإيجاد المخرج، الطريق لتحقيق الربحية
وقالت الدراسة :تحدد عوامل النمو الثابت للعائدات والربحية المنخفضة عموماً، المؤشرات الحالية لأداء أعمال شركات الطيران وفقاً للدراسة، وبالرغم من نمو حركة الطيران عالمياً بنسبة 5,3% في عام 2012، إلا أن شركات الطيران مازالت تعاني لتحسين الربحية التشغيلية، ومن المتوقع أن يصل هامش الربحية في عام 2013 لنسبة 3,3% فقط.
وقال إريك برنارديني، العضو المنتدبفي "أليكس بارتنرز" ورئيس قسم الطيران والدفاع العالمي بالشركة على هذه النتيجة قائلاً: "مع الأسعار المرتفعة للوقود وما يضعه من ضغوطات على النفقات، والنمو المتواصل لأعمال شركات الطيران الاقتصادي وظهور منافسين عالميين جدد وأثر ذلك على أسعار تذاكر الطيران، فقد بات على شركات الطيران التركيز على تعزيز الكفاءة والنفقات كونهما من العوامل الجوهرية التي تساعد شركات الطيران في تحسين الربحية في المرحلة القادمة".
وفي الوقت الذي احتلت فيه أخبار الأرقام وعمليات الاندماج التي شهدها قطاع الطيران خلال عام 2012 صدارة العناوين الصحفية عالمياً، إلا أن الدراسة تؤكد تباطؤ معدلات نمو القطاع في الأعوام القادمة لعدة أسباب، ومن أهمها تحول مقاييس القوى في الصناعة وتوجهها نحو السوق الآسيوية، والتي يتوقع أن تشكل السوق الأكبر عالمياً بحلول عام 2031، وانقسام نماذج الأعمال، وتغير النظرة لمنتجات شركات الطيران.

وأوضحت الدراسة أن مشهد قطاع الطيران لم يعد مقسماً بين شركات الطيران الاقتصادي وشركات الطيران التقليدية، حيث باتت الشركات التقليدية تقدم اسعاراً مناسبة تعزز تنافسية خدماتها إلى جانب مجموعة رسوم مضافة، كما قامت الشركات الاقتصادية بتقديم بعض الخدمات التي كانت تقدم حصراً من قبل في نظيرتها من الشركات التقليدية، وعملت على قيادة الابتكار في مجال الخدمات المقدمة مثل البث التلفزيوني المباشر والبرامج التلفزيونية عند الطلب.
وحول هذه النتائج قال فيتزباترك: " أصبحت المقارنة السابقة بين شركات الطيران الاقتصادي والتقليدي منعدمة حالياً. وباتت شركة الطيران الناجحة اليوم هي تلك القادرة على العمل وتقديم مجموعة عروض قيمة تشمل مزيج متكامل من الهيكلية الشبكية والأسعار المطروحة ومستويات الخدمة المقدمة. ولم يعد تحقيق النجاح يعتمد بالضرورة على الأسعار والجداول، بل أصبح المنتج في شركات الطيران اليوم يعني أكثر بكثير من مجرد نقل الركاب من محطة إلى أخرى، وستكون الشركات الرابحة هي تلك القادرة على توظيف استراتيجيات تسويق فعالة وتقنيات تشغيل متميزة".
وأوضحت "أليكس بارتنرز" في الدراسة أن قطاع الطيران الذي شهد عدة عمليات توحيد كبيرة خلال السنوات الماضية مثل، توحيد عمليات طيران "أميريكان إيرلاينز" وخطوط "يو إس" الأمريكية، و"أي إي جي" وشركة "فيولينج" للطيران، وخطوط "كونتينينتال" الجوية مع طيران "يونايتد" الأمريكي، قد يبدو بالصعوبة بمكان أن يرى عاماً آخراً من الاضطرابات. ومع ذلك فإن الدراسة أشارت أن شركات الطيران قد تواصل معايشة بيئة أعمال صعبة في صعيد المنافسة المتزايدة، والتي قد تقود للتفكير في صفقات ممكنة للاندماج بين شركات في دول مختلفة أو الاستحواذ.

قطاع الطيران التجاري: القطاع المزدهر يشهد تحديات سلاسل التوريد
من الأمور الايجابية التي تظهر في أفق قطاع الطيران والدفاع هو استحواذ قطاع الطيران التجاري على حصة نسبتها 52% من الأرباح الناتجة في القطاع خلال العام الماضي، حيث تؤكد جميع المؤشرات مواصلة تحقيق الطيران التجاري لمعدلات نمو متزايدة خلال السنوات القادمة. وتتوقع نتائج دراسة "أليكس بارتنرز" أن يصل حجم الأعمال التجارية لشركات تصنيع المعدات الأصلية لحوالي 45% بحلول عام 2017، وأن تتضمن مجموعة برامج تجارية جديدة. ومع ذلك تؤكد "أليكس بارتنرز" أن البرامج الجديدة ستقدم تقنيات حديثة لشركات تشغيل الطائرات ومصنعي المحركات، بما يهدف لتعزيز كفاءة العمليات التشغيلية للطائرات بنسبة 20%، الأمر الذي يسهم بزيادة تعقيد عمليات سلاسل التوريد ومخاطر التأخير.
وأوضح برنارديني: "لا تتمتع سلاسل التوريد في قطاع الطيران التجاري بالجاهزية لتحقيق معدلات نمو متزامنة في حجم وعمليات القطاع، وستستعر المنافسة خاصةً بين صغار الموردين. وهناك حاجة تبرز للقيام بعمليات اندماج والتحلي بالنضج التشغيلي في أوساط الموردين، لتحسين عمل القطاع بشكل كبير. كما ستسهم عمليات المراقبة من جانب شركات تصنيع المعدات الأصلية، وكبار الموردين في حل القضايا المرتبطة بالموردين قبل وقوعها وليس بعد ذلك، ما يشكل عاملاً هاماً لحماية تدفق السيولة".

قطاع الطيران التجاري
مع التوقعات التي تشير لتزايد حصة أرباح الطيران التجاري بنسبة 50% بحلول عام 2020، فإن المعركة للحصول على حصص أكبر من حصة القطاع ستشهد منافسة متزايدة وفقاً للدراسة.
وتشير النتائج أن القطاع تمكن من مضاعفة ربحيته منذ العام 2007، لتنمو من 3,3 مليار دولار وتصل إلى 7,2 مليار دولار في عام 2012، كما ستشهد أعمال الصيانة والإصلاح في قطاع الطيران التجاري تنامي العمليات وتجاوز جميع الحواجز لتحصل على نصيب أكبر من الأرباح.
وتتوقع الدراسة أن تسهم عمليات إطلاق نماذج جديدة من الطائرات التجارية، وزيادة إنتاج طائرات الجسم العريض والضيق، في تعزيز عمليات الصيانة والإصلاح في القطاع.
وأوضح إريك برنارديني، العضو المنتدبفي "أليكس بارتنرز" ورئيس قسم الطيران والدفاع العالمي بالشركة: "سنشهد معركة للحصول على حصص أكبر من أرباح عمليات ما بعد البيع في مجالات الصيانة والإصلاح ضمن قطاع الطيران التجاري. ويجب على مصنعي الطائرات التجارية الساعين للفوز بتلك المعركة، أن يعززوا من مداخلهم لمنافذ المبيعات، وتحدي المعدات وقمرة القيادة ضمن شركات تصنيع المعدات الأصلية، عبر الارتقاء بمنصات العمل الرئيسة وتبني أساليب جديدة في تطبيق نماذج الأعمال، مثل الاستراتيجيات المبتكرة 'للبيع في مقابل البناء‘ لتأمين المزيد من عمليات سوق الصيانة والإصلاح".
وأشارت الدراسة أن شركات تصنيع المعدات الأصلية للطائرات تُزايد للحصول على حصة من سوق الصيانة والإصلاح المتنامي، والذي شهد نمواً في الإنفاق بنسبة 11% خلال العام الماضي. كما يتوقع أن يشهد السوق الاستمرار في نهج منح عمليات صيانة الطائرات لأطراف خارجية، وتزايد تغلغل خدمات الصيانة والإصلاح للمكونات المتكاملة مثل خدمات الطيران بالساعة، وهي الخدمات التي توقعت الدراسة نموها بنسبة 40% بحلول عام 2021، بعد أن حققت نمواً بنسبة 23% في عام 2011. وتكشف نتائج الدراسة أن سوق الصيانة والإصلاح يعاني عدة تحديات منها، حاجة الجيل الجديد من الطائرات التجارية والمحركات لعمليات صيانة أقل من الأجيال السابقة.
واضاف "ديف فيتزباترك" المدير الإداري في شركة "أليكس بارتنرز"، وقائد عمليات الشركة في قطاع صناعة الطيران والدفاع في أمريكا الشمالية قائلاً: " لعل السؤال الذي يتبادر لأذهان الجميع الآن هو: من سيكون الرابح في معركة سوق الصيانة والإصلاح خلال السنوات العشر القادمة؟ إنه حتماً توقع صعب في هذه المرحلة، ولكن سيكون من الممتع رؤية هذه المعركة تتواصل، وخاصةً في ظل تنامي اهتمام الأطراف المعنية من أصحاب الثروات السيادية وصناديق الأسهم الخاصة".

توجهات الاندماج والاستحواذ
بقيت أنشطة الاندماج والاستحواذ مستقرة عالمياً خلال عام 2012 عبر تحقيق 277 صفقة، مقارنة بتحقيق 283 صفقة في عام 2011، مدفوعةً بشكل أساسي بقطاع الطيران وسوق الصيانة والإصلاح، واللذان شكلا معاً حوالي 61% من حجم الصفقات المنجزة، و75% من قيمة الصفقات خلال العام الماضي.
وبالرغم من الكم المرتفع من الأنشطة نسبياً، فقد بلغت القيمة الاجمالية للصفقات 19.5 مليار دولار أمريكي خلال عام 2012، بانخفاض بلغ 15% عن المعدل المحقق خلال كل عام من الأعوام العشرة الماضية والبالغ 22.9 مليار دولار.
وما يرسم صورة للواقع المتغيّر في عمليات قطاع الاندماج والاستحواذ، حيث شهد قطاع الدفاع انخفاضاً حاداً في عمليات الاندماج والاستحواذ خلال العام الماضي بنسبة 8% فقط، بالمقارنة مع تحقيقه لنسبة 37% في عام 2011، و57% خلال عام 2010.

ووفقاً لدراسة "أليكس بارتنرز"، فمن الممكن أن نرى تنامي عمليات الاندماج والاستحواذ خاصةً في أوساط الصفقات الأصغر حجماً في قطاعات عمليات سوق الصيانة والاصلاح، والتي يقودها تطوّر نماذج أعمال شركات تصنيع المعدات الأصلية لتتضمن الخدمات، والثوابت الراسخة للقطاع (لجذب المستثمرين في الأسهم الخاصة) والفوائد المترتبة من النمو المتسارع في الاقتصادات الناشئة ذات التكلفة المنخفضة للعمالة.
كما تتركز الاندماجات في مكونات الهياكل، والتي تقودها رغبة شركات تصنيع المعدات الأصلية للموردين من أصحاب الإمكانات الواسعة والمتعمقة، وظهور العديد من الشركات الأصغر حجماً التي تقدم أسعاراً مناسبة في القطاع.
ومن القطاعات المرشحة للاندماجات مكونات محركات الطائرات، والتي تقودها عمليات ما بعد البيع بشكل جزئي، ما يتيح مساراً جديداً لتحقيق العائدات التي يمكن أن تتصاعد، بالإضافة لظهور عدة شركات أصغر حجماً بخبرات محددة، الى جانب قطاع الفضاء: وتقوده الشركات الباحثة عن دخول معترك سوق الأقمار الصناعية التجاري، والتقسيم في القطاع وتنامي المنافسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.