أثار الربيع العربي العديد من التساؤلات الخاصة بتأثير شبكات التواصل الاجتماعي، وبعد التعتيم الذي حدث في مصر بقطع الإنترنت في أيام الثورة أصبحت مكافحة الرقابة على الإنترنت ومحاربة القمع والظلم وجهين لعملة واحدة. وترصد مجلة "ذي نيشن" الأمريكية، مدى تأثيرهذه الشبكات على الناس وبخاصة الشباب منهم أو "المواطنون الرقميون" وتشيرإلى وجود تباين في الآراء ما بين مؤيد ومعارض لمراقبة الإنترنت، ويرى المؤيدون ضرورة وجود آلية مراقبة للإنترنت بسبب وجود القراصنة الإلكترونيين بمختلف أنواعهم من المجرمين الذين يقومون بسرقة تفاصيل وأرقام بطاقات الائتمان إلى الأعداء الذين يحاولون الاطلاع على الأسرار الخاصة بالدول، وكذلك القراصنة الإلكترونيون الذين ينشرون الشائعات ويفبركون الأخبار على الإنترنت بما قد يثير الذعر أو يتسبب في التلاعب بمؤشرات البورصة، أو يهدد الأمن العالمي. لكن أبرز القراصنة على الإنترنت وأكثرهم إثارة للجدل هم "القراصنة النشطاء"، الذي يعمل بعضهم فرادى والبعض الآخر في جماعات بهدف جعل الإنترنت جبهة نضال ثوري فيما يسمى "الحرب العالمية للمعلومات"، وتشير المجلة إلى جيك ديسفيس الذي يواجه 5 اتهامات بالقرصنة أبرزها اختراقه لموقع صحيفة "ذي صن" البريطانية ونشر أخبار مكذوبة على صفحتها الرئيسية مثل خبر وفاة الملياردير روبرت مردوخ، باعتباره واحدا من أشهر القراصنة الإلكترونيين الذي يتداول القراصنة أخباره دائما. ولكن من جهة أخرى يرى الشباب في الإنترنت متنفسا لهم لاتساع الساحة الرقمية وصعوبة السيطرة عليها، ويعطي الناشطون الرقميون محاضرات حول الحرية ويحملون البرامج المجانية التي تسهل على الشباب المشاركة في الحياة السياسة عن طريق الكومبيوتر، كما تلعب التكنولوجيا دورا أساسيا في الحركات الشعبية بالشبكة الجديدة التي تنتشر في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط من مصر لوول ستريت. وتلفت المجلة إلى أن الإنترنت أتاح الفرصة للجيل الجديد للمشاركة والانخراط في العالم بحرية وإظهار الاهتمام بعد أن كان يظهر بمظهر غير المبالي. ويزداد ارتباط الشارع بالتكنولوجيا فالمعارضة من خلال الإنترنت لم تعد مجرد معارضة في العالم الافتراضي لأن كل ما يدون يؤثر على شريحة معينة تتحرك على الأرض الفعلية. وقدرة المواطنين العاديين على الحصول على المعلومة وتبادلها على الفور يعد مصدر قوة حرم منه الكثير لأن ذلك كان حكرا على الدول والحكومات، ولكن المشكلة تكمن في خلط الأوراق فمن الممكن أن يصبح المجرم الإلكتروني مقاتلا من أجل الحرية بالنسبة للكثيرين وهو ما يجعل الجدل يستمر.