نظم ممثلو القبائل العربية ومؤسسة سنابل الخير للتنمية البشرية بأسوان مساء أمس مؤتمرًا جماهيريًا تحت عنوان "لا للفتنة الطائفية" وحضره الكاتب الصحفي مصطفى بكري والمحامي صلاح الدين عبد الله رئيس مجلس أمناء المؤسسة وبعض القيادات الدينية ولفيف من الشباب والمواطنين. أكد بكري في كلمته أنه لابد من أن نتوحد جميعاً في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر لمواجهة كافة أوجه الاستعمار الذي يريد زعزعة الاستقرار والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد بجانب ضرب مؤسسات مصر وخاصة المؤسسة العسكرية والتي وقفت منذ اليوم الأول مع ثورة 25 يناير وحمت الشعب المصري مؤكداً على أن التاريخ يشهد أن المشير حسين طنطاوي ابن أسوان كان منحازاً للثورة والثوار، وقد طلب منه أن يتولى منصب نائب رئيس الجمهورية في 28 يناير لكنه رفض لأنه يريد تسليم السلطة لسلطة مدنية. وأشار إلى ضرورة أن نقف بحزم أمام أي محاولات خارجية وهي التي تسعى للتشكيك في كل شيء وحتى في القوات المسلحة والتي تعتبر حائط الصد الأول والأوحد الذي يجب أن نقف معه بدلاً من اتباع الفوضي والدخول في نفق مظلم وتعطيل السياحة والتي تعتبر من أهم مصادر الدخل القومي ويستفيد منها الكثير والكثير من الشباب المصري، مؤكدا ضرورة أن نهتم ببناء مصر بعد أن سقط النظام البائد لأن التدمير لن يقود إلا إلى مزيد من التدمير وافتعال الفتنة الطائفية. وتابع بكري بأنه التقى بأهالي المريناب من المسلمين والأقباط، وشاهد كل الود بينهم لأننا جميعاً أبناء وطن واحد، ولكن الاستعمار يريد التفرقة لانهم يعلمون جيداً أنهم لو استطاعوا أن يقضوا على مصر سيتملكون زمام الأمور في الشرق الأوسط والوطن العربي، وهذا ما تفعله اسرائيل التي تقوم باللعب حاليا في سيناء وتحاول أن تتجرأ للوصول إليها، كما أن السلاح يهرب ويباع في مصر بغرض أن يدفعونا إلى حرب أهلية موضحاً أن الانجليز لم يستطيعوا أن ينفذوا إلى الجسد المصري، وقال كرومر مقولته الشهيرة "انك لا تستطيع في مصر أن تفرق بين المسلم والمسيحي إلا عندما يذهب المسلم إلى المسجد والمسيحي إلى الكنيسة" ولهذا فنحن جسد واحد وسوف ننتصر على كل محاولات الفتن ونستمر في لم الشمل وسنثأر لشهداء ثورات مصر الأبرار في 52، و 67، و 73، و25 يناير. فيما أكد إبراهيم البرنس أحد القيادات الشعبية بمركز دراو على أنه لا توجد أي تفرقة بين المسلمين والمسيحيين لأننا نعيش في مكان واحد ووطن واحد، وأن أسوان لا توجد بها أي فتنة طائفية بين مسلميها وأقباطها ونحن كمسلمين ساهمنا بأنفسنا في عام 1920 لبناء كنيسة للأقباط بدراو، وأن ما يحدث الآن هو أجندات خارجية يتم تفعيلها لزعزعة أمن مصر. مشيراً إلى أن الجميع يعيش في أمن وسلام لأن هذه هي طباع الشعب الأسوان داعياً إلى ضرورة الضرب بيد من حديد على كل من يريد أن يعبث بأمن واستقرار مصر. ومن جانبه أشار أحمد عبد الحميد ممثل إدارة الوعظ بالمنطقة الأزهرية إلى ضرورة أن نعطي أنفسنا فرصة وأن نحتكم إلى العقل للحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير والتي تتمثل في تحقيق المصالح العامة التي لا تفرق بدورها بين مسلمين ومسيحيين. ودعا إلى ضرورة أن تنتهي المطالب الفئوية حتى نستطيع أن نحيا جميعاً حياة كريمة ومستقرة.