الكاتب الصحفي / محمود عبدالله الباز عندما وقعت الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة "إمبابة" بالقاهرة والتي راح ضحيتها 15 شخصاً عاش الشعب المصري بأكمله مسلمون ومسيحيّون، كباراً وصغاراً، حالة من الحزن والغضب الشديد نتيجة سقوط ضحايا أبرياء وخلق حالة من الهلع والفوضي في القاهرة . فالضحايا والمصابون مصريون، أبناء هذا البلد، مهما كانت ديانتهم، مسلمون أو مسيحيون. وللمصريين جميعًا الحقّ في أن يعيشوا جنبًا إلي جنب في أمن وسلام. فلهم كلّ الحقوق وعليهم نفس الواجبات، إذ أن القانون يُطبق علي الجميع بلا اِستثناء. لقد خاضوا الثورات والحروب وضحوا بأنفسهم وأرواحهم معاً من أجل هذه الأرض الطيبة فالمصريين دائمًا نسيج واحد علي مرالسنين. وكذب من يقول أن هناك طائفية في مصر، ومن يقول ذلك فهو صاحب أهداف سياسية يريد تحقيقها بإشعال الفتنة في مصر بين أبناء الوطن الواحد ليُدخل هذا البلد في دوامة من العنف والإرهاب و يهدف إلي العبث بأمن مصر وزعزعة إستقراره وتدمير إقتصاده فالأيادي الخارجية العابثة تضع مصر نصب أعينها، فمصر بالنسبة لهم هي الهدف الأكبر لأنها قلب الشرق الأوسط ولأنها إستعادت مكانتها الرائدة كسابق عهدها بعد ثورة 25يناير وسقوط نظام مبارك الطاغي الذي عزل دور مصر عن باقي الشعوب ، ونشر الفتنة في هذا التوقيت بالذات تعني القضاء علي قوي الشرق الأوسط بأكمله وإضعافه وسهولة الاِستيلاء علي موارده والتحكم في اِقتصاده. فعلي المصريين جميعًا، مسلمين ومسيحيين، ألا ينساقوا خلف هذه الفتن التي لا تحمد عقباها و إن اِنتشار الفتنة في مصر يعني اِختراق هذا البلد بأكمله لتكون صيدا ثميناً لأعدائها في الخارج . فلابد من أهمية التعايش السلمي بين المسلمين والأقباط الشركاء في الوطن . وعليهم أن يدركو أن العدو الحقيقي واحد لا يفرق بين مسلم أو مسيحي ! مستغلاً وجود القصور الأمني الشديد في البلاد، ليلعب بضعفاء النفوس والجهلاء من أبناء مصر حتي يتمكنوا من تنفيذأهدافهم المخطط لها سلفاً في الخارج. فعلينا أن ننتبه جميعًا ونقف دومًا كما تعوّدنا معًا يدًا واحدة في وجه هذا العدو الذي يريد أن يدمر حياتنا ومستقبل أبنائنا ويلهينا عن تحقيق مكاسب ثورة 25 ينايرالمتمثلة في إستعادة أموال مصر المنهوبة من الخارج ومحاسبة الفاسدين ومحاكمتهم . كما يسعي إلي إجهاض مساعي حكومة الدكتور عصام شرف وإضاعفها في بناء إقتصاد مصرمن جديد وعلى الدولة أن تفرض سيادة القانون على جميع الأطراف وألا يكون أحداً فوق المسائلة القضائية على ما يُرتكب مِن مخالفات,إن المحاكمات العسكرية ضرورة في هذه المرحلة لمكافحة عمليات البلطجة لردع المجرمين والخارجين عن القانون وحماية دور العبادة، حتى لا تتحول إلي ظاهرة وفوضي ولابد من محاكمة عاجلة وسريعة لكل من تثبت إدانته في هذه الأحداث المؤسفة التي تهدد الوحدة الوطنية في المجتمع المصري. حفظ الله مصر وشعبها من شر الفتن .