"مجموعة عيون".. 4 شباب فى العشرينات جمعهم هدف واحد، رفضوا الواقع من حولهم، وبالأخص أوضاع الأطفال فى المنيا حيث يعيشون، والتى تشهد تدنياً شديداً، حيث يتسرب أغلبهم من التعليم، ويتعرضون للختان والعنف والعمالة المبكرة، فقرر شباب "عيون" المشاركة فى تغيير هذا الواقع، وجعلوا تنمية وعى الأطفال بحقوقهم الركيزة الأساسية التى ينطلقون منها. من خلال التطوع فى مؤسسة سلامة موسى الخيرية، تولدت فكرة تكوين الفريق، لكنهم كانوا فى حاجة إلى ممول يدعم نشاطهم بخلاف الجمعية التى تعلموا منها بعض المهارات الفنية كأصول فن التصوير الفوتوغرافى وخيال الظل وغيرها، ووجدوا ضالتهم فى المنحة التى يقدمها مشروع نسيح، وهو مشروع تنموى فى خمس دول عربية منها مصر. أعضاء الفريق هم أمانى سمير، روجية عماد، مونيكا نبيل وشادى عماد، الذى يقول إن الفريق يهدف إلى توعية الأطفال بحقوقهم فى التعليم والصحة والنظافة، فضلاً عن التوعية بمخاطر الختان، وذلك من خلال تنظيم عدد من ورش التصوير الفوتوغرافى ومسرحيات مبسطة استخدموا فيها عرائس خيال الظل والأراجوز التى شارك الأطفال فى تصنيعها. كما ابتكروا لعبة اسمها "بنك الحقوق" على غرار لعبة بنك الحظ الشهيرة من خلال الغرامات والجوائز التى يقدمها البنك للاعب، فيحصل من يمنع ابنه من الذهاب للمدرسة أو المتسرب من التعليم على غرامة. يقول شادى عماد، إن مجموعة عيون بدأت نشاطها الاجتماعى منذ 9 سنوات من خلال التطوع فى مؤسسة سلامة موسى، وحاولنا تطبيق ما تعلمناه بشكل تربوى مع الأطفال فى القرى الصغيرة التابعة لمحافظة المنيا، لقناعتنا بأن الإصلاح لابد وأن يأتى من "القاعدة ليصل إلى القمة". بدأت هذه الجهود تثمر، حيث شارك عدد كبير من أطفال تلك القرى فى فصول محو الأمية للحفاظ على حقهم فى التعليم، إلا أن المشوار مازال طويلاً. يحكى لنا شادى قائلاً: قابلنا العديد من الصعوبات، رغم إننا من أهل البلد، ويعرفون عائلاتنا جيداً، إلا أنهم رفضونا فى البداية كما واجهنا معارضة من الأطفال الذين شعروا أننا سنجبرهم على الحضور ولكنهم بالتدريج بدأوا يشعرون أن الموضوع مجرد لعبة للتسلية فأحبوا المشاركة، وبالتدريج بدأ المضمون يصل إلى عقولهم.