يبدأ السفير هشام بدر - مندوب مصر الدائم لدى المقر الأوروبى للأمم المتحدة فى جنيف - اليوم زيارة إلى معسكرات اللاجئين الصوماليين فى كل من كينيا وإثيوبيا تستمر خمسة أيام، وذلك فى ضوء رئاسة مصر الحالية للدورة 62 للجنة التنفيذية بالمفوضية العليا للاجئين. وصرح بدر بأن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة نظرًا لأن مصر تعد أول دولة عربية تشغل هذا المنصب، ومن ثم تحرص من خلاله على توجيه رسالة إلى المجتمع الدولى بأهمية مساعدة الصومال والشعب الصومالى وعدم تركه فى محنته الحالية. وأكد أن الزيارة تأتى فى إطار الجهود المتواصلة التى تقوم بها مصر للتعرف على الأوضاع الحالية للاجئين الصوماليين والعمل على تلبية احتياجاتهم، خاصة مع موجة الجفاف التى تضرب منطقة القرن الأفريقى، والتى أسفرت عن إعلان الأممالمتحدة عددًا من المناطق الصومالية كمناطق مجاعة، مما أضاف أعدادًا من اللاجئين الصوماليين بلغ أكثر من 273 ألف لاجئ خلال عام 2011 فقط بما دفع بأعداد اللاجئين الصوماليين ليصل الإجمالى إلى أكثر من 900 ألف لاجئ. وأضاف أن مصر حرصت على المستويين الرسمى والشعبى على دعم الشعب الصومالى فى محنته الحالية، فقد بلغ إجمالى المساعدات الإنسانية المقدمة من الحكومة والمجتمع المدنى المصرى للصومال نحو 6 ملايين دولار متمثلة فى معونات غذائية ومهمات للإيواء. وأكد بدر أنه سوف يصطحب خلال الزيارة وفدًا من نقابة الأطباء المصرية يضم أربعة أطباء لتقديم الخدمات الطبية للاجئين فى معسكراتهم، كتعبير عملى عن مساندة الصومال. الجدير بالذكر أن عدة جهات من المجتمع المدنى المصرى أطلقت حملة فى وسائل الإعلام المصرية لجمع التبرعات والمساعدات للشعب الصومالى. وأشار إلى أن مصر حريصة على تجديد التزامها الراسخ نحو الاضطلاع بمسؤولياتها، وفى جميع المناصب الدولية ، تجاه حث المجتمع الدولى على التعامل الإيجابى مع قضايا اللاجئين فى العالم العربى وأفريقيا والدول الإسلامية، واجتثاث الأسباب المؤدية لها، مؤكدًا أنه سيبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولى من معسكرات اللاجئين الصوماليين فى كينيا وإثيوبيا مفادها أن الوضع الحالى لابد أن يكون درسًا مستفادًا بضرورة عدم إهمال الملف الصومالى والحاجة الملحة إلى تعبئة الجهود من أجل التوصل إلى تسوية شاملة فى الصومال، مضيفًا أن الوضع الحالى المتمثل فى وجود أكثر 900 ألف لاجئ صومالى موزعين بشكل رئيسى على كينيا وإثيوبيا واليمن وجيبوتى هو أمر لايمكن قبوله أو السكوت عنه أو التراخى فى التعامل معه. وأضاف بدر أن تلك الزيارة تعد كذلك فرصة لإبراز دور الدول المضيفة للاجئين ومدى تحملها لأعباء ضخمة للتعامل مع تدفق اللاجئين إلى أراضيها، خاصة فى حالتى كينيا وإثيوبيا باعتبارهما من دول القرن الأفريقى المجاورة للصومال، مما يعزز ما تطالب به الدول المضيفة للاجئين بشكل عام مثل مصر من ضرورة مشاركة المجتمع الدولى لها فى تحمل الأعباء الناجمة عن استضافتها للاجئين.