طالب اللواء مصطفى السيد - محافظ أسوان - بسرعة طرح مشروع حديد أسوان للاستثمار المحلى أو الأجنبى وتسويقه بالشكل الذى يتناسب مع العائد الاقتصادى له، وذلك بعد توقف دام أكثر من 13 عاماً، حيث واجه العديد من الضربات الإجهاضية بسبب سياسة الاحتكار التى كانت سائدة قبل ثورة 25 يناير، على الرغم من أنه سيساهم فى توفير أكثر من 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وأضاف السيد، أن البنية الأساسية للمشروع قائمة بالفعل من خلال طريقى أسوان- العلاقى، وأسوان- برنيس، مع تواصلها بشبكة الطرق الأخرى مثل أسوان- القاهرة، وأسوان- حلفا بالسودان الشقيق، مشيراً إلى حاجة السوق المحلى لمنتجات الحديد والصلب، والى حديد التسليح فى ظل الارتفاع الجنونى لأسعاره وتزايد المستورد منه، وهو ما يؤثر بالسلب على الاقتصاد القومى. أشار السيد إلى أن حكومة كمال الجنزورى قد شرعت فى 1998 فى إنشاء مصنع للحديد فى منطقة العلاقى جنوب شرق مدينة أسوان، بعد أن أشارت دراسات إلى وجود احتياطيات لخام الحديد تقدر بنحو 420 مليون طن لمدة تزيد على 20 عاماً، فى حين توقف المشروع فى عهد حكومة عاطف عبيد. ومن جانبه، شدد عبد الرازق عبد العال مدير الشئون الإدارية بالمشروع، على أن ما جرى للمشروع مفتاح السر فى فهم أزمة الارتفاع الجنونى فى أسعار الحديد حالياً، مطالباً الحكومة بإعادة النظر فى المشروع حتى يحقق التوازن فى أسواق الحديد، كما طالب أيضاً بمحاسبة المسؤولين الذين أساءوا إلى أكثر من 3 آلاف شاب حجم العمالة فى المشروع، الذى وضع حجر الأساس له الرئيس السابق عام 98. وأشارعبد العال إلى توافر الخام بالمنطقة، وشبكة من الطرق من أسوان إلى ميناء برنيس بطول 320 كم، وإدفو/ مرسى علم بطول 270 كم للاستفادة من موانئ البحر الأحمر فى تصدير المنتج النهائى للخليج وآسيا . وأكد عبد العال، أن تصفية الحسابات وراء توقف مشروع حديد أسوان، فالبحوث والاختبارات الفنية والمعملية داخل وخارج مصر ومن بيت خبرة عالمى ألمانى، أثبتت جدوى استخراج خام الحديد من منطقة جنوب شرق أسوان بطريقة اقتصادية ولمدة تزيد على 20 سنة. وفى نفس السياق، تساءل الدكتور غريب طه أستاذ الكيمياء بكلية العلوم بأسوان عن التذبذب الحكومى فى استغلال خامة الحديد التى أثبتت تحاليل الركام الطبيعى وجود الحديد بنسبة 44% بجانب احتوائه على سيلكا 16% والفوسفور 5،3% ، موضحًا أن صناعة الحديد والصلب تحتاج كميات ضخمة ومتنوعة من المواد الخام. وأضاف طه، أن الاحتياطى لخام الحديد فى أسوان يقدر بحوالى 420 مليون طن فى 12 موقعًا متقاربًا منها 5.121 مليون طن فى مناجم شرق أسوان والتى بدأ استغلالها منذ عام 58 لإمداد مصانع حديد حلوان بخامات الحديد والتى وصلت إلى 108 آلاف طن سنوياً، وبدأ تخفيض الإنتاج من هذه المناجم بداية السبعينات إلى إيقاف العمل بها تمامًا عام 76 لعدم قدرة الأفران العالية فى مصانع حلوان ذات التكنولوجيا المتواضعة فى السيطرة على الزهر المنتج، الذى يعتمد على كفاءة عمل الأفران. وأكد طه أن النسب الحالية كافية لضمان نجاح مشروع لإنشاء مصنع لتركيز الحديد بأسوان، مما يكون له مردود اقتصادى كبير.