تشتهر جبال محافظة أسوان بوجود خام الحديد بوفرة فهذه الجبال كانت تصدر خام الحديد في فترة الستينيات إلي مصانع الحديد والصلب بحلوان لما يتميز به الخام من مزايا غير موجودة في مناطق أخري. وكالعادة توقف المشروع وأغلقت المناجم والكسارة أبوابها وتم تسريح العمالة حتي جاء عام1998 الذي أعلنت فيه هيئة المساحة الجيولوجية عن اكتشاف كميات ضخمة من الخام جنوب شرق أسوان ومابين1998 الي2004 انقلبت الأمور رأسا علي عقب بعد تولي الدكتور عاطف عبيد رئاسة الحكومة وتوقف المشروع تماما وبدأ نجم عز يظهر في عالم الحديد. وخلال الأيام الماضية داعب الأمل مسئولي الشركة التي بدأت أعمال التنفيذ من قبل لامكانية العودة لاستئناف ماقامت به من قبل وسط تأييد من الخبراء المصريين علي تنفيذ المشروع والذين وجهوا الدعوة للدكتور عصام شرف لاعادة النظر فيه ويتمسكون بالأمل في أن تتحقق رغبتهم التي ستوفر نحو3 آلاف فرصة عمل. اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان طالب بإعادة طرح المشروع مرة أخري أمام الاستثمار المحلي والأجنبي بما يتناسب مع العائد الاقتصادي المقدر له وقال ان سياسة الاحتكار التي مارستها الحكومات السابقة أجهضت المشروع الذي كان سيوفر3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خاصة وأن موقعه يتواصل مع شبكات الطرق المتطورة ومنها طريقا أسوان برنيس ووادي حلفا بالاضافة للقاهرة أسوان والعلاقي.. وأضاف أن السوق المحلية في حاجة ملحة لمشروع قومي يوفر خام الحديد بالسعر المناسب لأعمال التنمية. ويوضح الخبير الجيولوجي عبدالمنعم مكي مدير عام التخطيط الاقليمي للمحافظة سابقا أن البحوث والاختبارات الفنية والمعملية داخل وخارج مصر قد أكدت جدوي استخراج الخام اقتصاديا وبنسبة كبيرة باحتياطي يقدر بنحو420 مليون طن ولمدة20 عاما. ويتساءل عن الأسباب التي أدت إلي عدم استغلال هذه الثروة القومية حتي الآن. وأضاف أن ماحدث في هذا المشروع يثير الشك ويدلل علي تخريب الاقتصاد القومي مؤكدا أنه وعلي حد الدراسات التي كان مشروع التخطيط يقوم بها بمساعدة الخبراء المتخصصين فإن احتياطي خام حديد أسوان يوجد في12 موقعا متقاربا منها5 ملايين و121 طنا في مناجم شرق أسوان التي كانت تستغل منذ عام1958 لامداد مصانع حديد حلوان وتوقف العمل بها عام1976 لأسباب فنية. وأشار الدكتور غريب طه أستاذ الكيمياء بكلية العلوم بأسوان الي ان تحاليل الركام الطبيعي أثبتت وجود الحديد بنسبة44% والسليكا بنسبة16% والفسفور بنسبة3.5% موضحا أن صناعة الحديد والصلب تحتاج الي كميات ضخمة من الخام وأكد أن هذه النسب كافية لضمان نجاح مشروع مصنع تركيز الحديد بنسبة كبيرة. من جانبه أكد عبدالرازق عبدالعال مدير الشئون الادارية بالمشروع المتوقف ان تعمد اجهاضه يحل لغز الارتفاع الجنوني لأسعار الحديد في ظل النظام السابق ويطالب الحكومة بإعادة النظر في المشروع المتوقف لتحقيق التوازن في السوق المحلية كما طالب بمحاسبة جميع المسئولين الذين بددوا أحلام3 آلاف شاب كانوا يأملون في العمل لافتا إلي أن الاقتصاد المصري في أشد الحاجة لمثل هذه المشروعات العملاقة التي تسهم في إنعاشه وتوفير العملة الصعبة.