تكتب : "وطنى" والأفاعى ! بمجداف واحد يا وطنى تصارع الأمواج المتلاطمة.. وفوق شريحة خشبية مهترئة يطفو جسدك النازف عبر مياه محيطية كافرة البرودة.. حيث يرتع الفُحش الوظيفى بين أركانك الباكية ولا حُرمة للدموع الطاهرة.. يسكن الفساد دهاليز مؤسساتك دون أن يهتز لأصحاب المصالح البدينة جَفن.. وها هو ذا يستمر العرض المسرحى الهابط بين جنباتك المتأوهة دون أن يُسدَل الستار، فالمأسآة تهوى دائماً النهايات المفتوحة ! هكذا تتعثر خطى الوطنيين الذين هم فى انتظار إشارة كى يبذلون أرواحهم وليس جهدهم فحسب من أجل أن يَهِم الوطن وينهض من كبواته .. كلٌ يُجاهِد من موقعه كى يؤدى واجبه وما عليه تجاه الوطن، ولكن تظل القيادات المتسلقة لا تتزحزح عن كراسيها الصمغية وتستمرىء مُتعة مريضة أثناء ممارسة (ساديتها) الوظيفية على مرؤسيها. صارت ساحات العمل محض أهواء وحسابات شخصية فحسب.. محض مداهنات رخيصة ومهادنات خبيثة.. بل ومحض مواصفات لا تمت للمهنية بصلة بقدر ما تُحددها فى المقام الأول قواعد اللعبة الدنيئة وإكمال (بازل) المصالح المتعملقة ورعاية نرجسية هؤلاء من مصابى الهواجس القهرية.. أصحاب (فرِق تسُد) وخريجى مدارس (نظرية المؤامرة)، فإذا ما كان الظلم هو السائد .. تُرى، ما الذى يمكن أن ينتظره الظالم طيلة الوقت سوى طوفان الانتقام الذى حتماً سيكتسح (وكره السلطوى) الدنس ؟؟ إنها حالة مقززة تفرز من سمومها الكثير على سطح العمل بما يُعكِر جودته ومستوى حرفيته، بل ويسقط على أثرها (الحماس) صريعاً فى خنادق الوشاية التى تمتلىء بالبصاصين والمتنصتين.. وهنا تحتضر المثابرة ولن نعود نكترث سوى بأن تصل الأصوات المُكمَمَة فحسب! إذ لا يسعى هؤلاء (الأفاعى) سوى إلى تلميع ذواتهم الصدأة وتسمين أطماعهم الشرهة وحقن نواقصهم الشاذة دون أدنى اهتمام بصالح العمل وصالح البلاد، وليعلموا أنه لن يرافقهم فى نهاية ركضهم سوى دعاء محترق اِنصهر بين أنفاس كابدت ظلم ضمائرهم الضريرة. فلا يَهُم كم كانت درجات هذا السلم البشرى الذى تسلقوه وصولاً لهاوية نرجسيتهم الخبيثة، ولا يَهُم ذلك الوطن المحتضر الذى يذرف أخر ما لديه ليمضِ دون أن ينحنى ويخضع، بل كل ما يَهُم (هؤلاء) هو البقاء على سفح الأطماع، ولكن .. هيهات أن يصلوا !! الكثير من الشرفاء بانتظار سماع أصواتهم المدفونة تحت الأرض.. الكثير من المخلصين بانتظار الشروع فى قبول مظالمهم ضد المتسلقين والراقصين على جروح الوطن والمواطنين .. الكثير من الأعفاء - الذين يرفضون الخضوع لقوانين اللعبة التى ترسخ لمصلحة الفرد لا الجماعة - يَحلمون بنهاية هذا العهد الأشعث تحت وطأة من يعانون طفرة قيادية وأمراضا مهنية جعلت من بيئة العمل حلبة للتناحر النفسى والصراع غير المتكافىء ما بين الشرفاء والسفهاء بدلاً من أن تكون نواة وبوتقة لصهر كافة الطاقات لإخراج الوطن من ضائقته.. وعلينا أن نعلم جيداً أن الرُبان لن يمكنه إنقاذ السفينة دون طاقم يريد لها النجاة، ولتصل الرسالة يوماً ما لمن يهمه الأمر ... وأخيراً لن أقول (لا عزاء لمن يرفضون الخضوع) بل أقول ( لا يأس من الخلاص وتغيير الدماء المُسَرطَنة) !! المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية