العبوس يحتل وجوه المصريين والتذمر تمكن من قلوبهم والانشقاق يقف بالمرصاد للتوافق الوطني. ومنظومة العمل تمشي علي سطر وتقفز من فوق مليون سطر!، لأن المشهد السياسي الذي كان يعدنا بالغد المشرق مازال يتلكأ مرتكزا علي نقط صغيرة، لا تساعد علي وضوح الرؤية. والنجاح والانطلاق يبحث عن منظومة العمل الوطني الخالي من الأغراض والأماني المستحيلة!. وهناك أياد تدفع دفعا بالشر إلي ميدان النهضة الواعدة تحاول إظلامه بمشكلات مستجدة لا يعرفها الوطن ولا يريدها أن تحل وتستقر علي أرضها أبدا وربنا يحمي أرض الكنانة. مثال. هذا التشتت الذي أهدر قدراتنا الذاتية في شلالات فتاوي والخناق السخيف المصطنع باسم الدين والنتيجة أن ظهر تيار جديد يحبو بارتباك علي أرض سوية مسالمة مسامحة محبة. أطلق علي نفسه مضطرا "الإخوان المسيحيون". "لماذا هذا الابتكار غير المبدع"؟ علم مصر المرفرف علي أرضنا نسيجه من خيوط المسلمين والمسيحيين. والتمييز ليس مكانه أرض النيل. وإذا كان عمر أكبر فاتح في صدر الإسلام. كان عنوان دولته الإيمان ولم يؤسسها علي الصولجان. واحتراما عقيدة كل إنسان علي وجه الأرض خصوصا النصاري الذين أوصانا بهم الرسول صلي عليه الصلاة والسلام. يقول الأستاد مدحت بشاي في مقالة "رحاب الوطن" إن هناك أشرارا فور إسقاط مبارك، وحزبه اللعين لعبوا "مسلم ومسيحي" وهي لعبة رذيلة أسهمت في شق الصف الوطني. ورأي بعض الأقباط أن إخوانا بإخوان. فلنعمل إحنا كمان إخوان. نسميها "جماعة الإخوان المسيحيين". ولكن عقلاء الأمة لم ينزلقوا إلي هذا الخندق الخانق للمحبة المصرية، إنه تمييز قبيح وعقيم للغاية. لا فرق بين مسلم ومسيحي. وليبرالي واشتراكي. إلا بالقتوي. وكل إنسان وعمله وأخلاقه!! وقد أنهي بشاي مقاله بلسان الحقيقة "مابالكم والعودة إلي رحاب الوطن". إن الوطن لا يعطي ظهره إلا لأي متطرف ومصر يا أستاذنا لا يقيم علي أرضها إلا الإخوة المصريون والحمد لله. - "الصمت النبيل" نحن في تلك الفترة العصيبة محاصرون بضوضاء ومهاترات الأطماع الشخصية والحزبية. ولا نقول تجادلوا بهدوء وتصارعوا برحمة ولكن ندعو إلي ممارسة الصمت ولو لفترة وجيزة حتي نعيد حساباتنا ويصلح كل إنسان وطني من ذاته حتي ينصلح حال البلد. إنها دعوة لرياضة الصمت قرأتها في جريدة الوطن . لأن الصمت يعتبر دنيا العقل لأصحاب الفكر ولديه قدرة علي التأمل والاكتشاف هو حالة من الاجتماع علي موقف. وأحيانا نصمت لأن كلماتنا لا يمكن أن تعبر عن هول مشهد ما أوروعته. يجب وضروري ان نصمت لنعيد ترتيب أوراقنا ولنعالج امراضنا المزمنة المشهورة بالأنانية والنرجسية. وكثير من المعاناة من مرض عنوانه "غياب الضمير الوطني"؟ - الأنياب والأظافر تنهش الأفكار وتجرح الصدور الراغبة في الالتئام الروحي لحب الوطن الجريح اصلا. من هول حب الذات!! في تلك الفترة الضبابية الأغراض. فترة لا نصبر علي بعضنا البعض. لعل وعسي أن نصل إلي نقطة النجاة من أنفسنا ومن الآخرين. - نحن في أمس الحاجة إلي الصمت النبيل الذي يكشف بالعقل الواعي غير المشوش عن أسباب تدهور أمة تملك كل مقومات النهضة ولم تنهض؟ نحن في حاجة إلي كثير من الهمة والعزم وقليل من اختلاف الرؤي. حتي نستدرج الصحوة الوطنية إلي ميدان التشييد والبناء. رغم أنف عملاء الشيطان؟! - مازالت سحابة الخلافات تمطر منازعات ومشاكل تعوق مسيرة تقدم بلادي. هناك أفاع تزحف بدهاء مفضوح لتلدغ الوطن بسمومها القاتلة. لترهق عزيمته، ليسهل الاستيلاء ولو علي قطعة أرض من أراضيه النفيسة يامصريون. ولا أنتم هنا للأسف؟! - فلنصمت ونتذكر حضارتنا المصرية التي كانت ومازالت حتي الآن تعلن عن نفسها ليس بمجرد آثارها وعلمها القديم بل عن طريق 800 ألف عالم مصري ينور بعلمه عقول الآخرين في العالم كله. لا يمكن استمراء مصاحبة الفوضي وهذا التراجع الفكري والحضاري لأم الدنيا. ويقول الباحث علاء حسب الله: إن ارتفاع الأسعار ستظهر بوادره قريبا عالميا ومحليا خاصة في الزيوت الغذائية التي تستورد مصر 90% من احتياجاتها في الخارج. مع ان التربة المصرية قادرة علي استيعاب زراعة الزيوت خاصة في الجنوب والوادي الجديد والزيوت النباتية لا تقل أهمية عن رغيف العيش في غذاء المصريين. - ومن ناحية أخري صرح د. نادر نورالدين خبير الغذاء العالمي بأن سيناء سلة الغذاء لمصر وأن هناك حلولا تضمن نهضة مصر. منها التكامل الاقتصادي مع دول حوض النيل ومنها استصلاح 620 ألف فدان في سيناء تحتاج إلي أقل من مليار جنيه فقط. وليس 12 مليارا، كما ابتلعه مشروع توشكي؟! اضافة إلي ملاءمة مناخ سيناء البارد والممطر الذي لا يستهلك مياها كثيرة، والسؤال لماذا لا نحرك جمودنا الفكري ونعالج أعوجاجة بجدية وطنية تمحو عار تأخرنا ونحن أساسا ملوك العالم في العلم والفن والطب والابداع؟! لماذا لا نستخدم ثروتنا البشرية المتميزة في غزو لا مبالاة أنفسنا؟! سيناء يمكنها تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر كلها في الفول والعدس. بل يمكن توطين ثلاثة ملايين فلاح مصري مما سيؤدي إلي ذوبان بدو سيناء في المجتمع الزراعي الجديد. إنه خير ممكن لو خفضنا صوت المنازعات وأعلينا صوت الماكينات! - إن أصحاب العقول الضيقة يجعلون بلادنا العزيزة رهينة لتحقيق احلامهم الشخصية. إنهم يتقاتلون في الصغائر والشعب يدفع ثمنا فادخا لقتالهم الذي يضر بالوطن ويبطئ من نقل الوطن إلي منصة التميز الممكن، لو تمكن العقل من ابناء الأمة؟!.