وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التهنئة لرئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، بعد قرار الأخير بتنحيه عن رئاسة الحزب الحاكم. وقال أردوغان، وفق ما نقلت صحيفة "حرييت" التركية اليوم: "تهانينا، إنه قرار رئيس الوزراء الخاص". كان أوغلو قد أعلن منذ قليل أنه لن يترشح لمنصب رئيس الحزب مرة أخرى، بعد الدعوة إلى مؤتمر استثنائي لانتخاب رئيس جدبد يعقد في 22 مايو الجاري، وسط أنباء عن توتر العلاقات بين الرئيس ورئيس الوزراء. وكان «مجهول» نشر على الإنترنت ما سمّاها «نقاط خيانة الأمانة» التي سجّلها أردوغان على داود أوغلو، خلال ترؤسه الحكومة، في تقرير شبه استخباراتي أحصى على داود أوغلو أنفاسه وتحرّكاته وعلاقاته وتصريحاته، ولم يعلّق عليه قصر الرئاسة، كما لم ينفِ معلومات أفادت بأن مستشاراً للرئيس التركي كتبه. وأشار التقرير إلى أن «داود أوغلو لم يلتزم شرطين وضعهما أردوغان لتسليمه زعامة حزب العدالة والتنمية، وهما إقرار نظام حكم رئاسي والامتناع عن التعاون مع الغرب الذي يريد إطاحة أردوغان، مستغلاً الملفين السوري والفلسطيني». وحمّل رئيس الحكومة مسؤولية تدهور الملف السوري، متهماً إياه بالتفريط في الملف الكردي، وبالتواطؤ أحياناً مع «مؤامرات جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، في محاولات إلصاق تهم فساد بأردوغان وعائلته». وتساءل عن سبب طلب داود أوغلو لقاءً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن، بعد شهر على لقاء الأخير أردوغان، معتبراً أن «ما يحدث بين داود أوغلو وأردوغان ليس تنافساً سياسياً، بل حرب معلوم من سيخسرها». واتهم رئيس الوزراء ب «التآمر مع الغرب من أجل إطاحة أردوغان من الرئاسة، والانقلاب عليه». ويرى مقرّبون من حزب «العدالة والتنمية» أن ردم هوّة الخلاف بين أردوغان وداود أوغلو بات صعباً، إلا إذا تدخّل وسطاء لإصلاح ذات البين، وهذا ما يبدو صعباً، مع انقسام الحزب بين ثلاثة تيارات، الأول يتبع أردوغان والثاني الرئيس السابق عبد الله غل، والثالث داود أوغلو، وهو التيار الأضعف.