نددت دول وشخصيات وهيئات عربية ودولية بالهجمات التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل، وطالت المطار ومحطة قطارات المترو، وراح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح. فقد أدانت وزارة الخارجية المصرية "بأشد العبارات الهجمات الإرهابية" التي ضربت بروكسل. وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد أبو زيد في بيان إن "الإرهاب الغاشم لا يفرق بين دين أو عرق، ولا يعرف حدودا". واستنكر الأزهر في مصر بشدة الهجمات، ووصفها بأنها "جرائم نكراء تخالف تعاليم الإسلام السمحة"، مشددا على أنه ما "لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء اللعين، فلن يكف المفسدون عن جرائمهم البشعة بحق الأبرياء الآمنين". كما أدان الرئيس الأميركي باراك أوباما هجمات بروكسل، معتبراً أنها تذكير للجميع بأهمية الوحدة ضد الارهاب. وأكد أوباما أن الولاياتالمتحدة ستفعل كل ما هو ضروري لتقديم كل من يقف وراء هجمات بلجيكا إلى العدالة، معتبراً أنه من الضروري أن نتوحد بغض النظر عن القومية أو العرق أو العقيدة لمحاربة آفة الإرهاب. بدوره، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان هذه الاعتداءات "تظهر مرة جديدة ان الارهاب لا يعرف حدودا ويهدد شعوب العالم بأسره" مضيفا ان "الحرب على هذا الشر تتطلب التعاون الدولي الفعال". من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن "أوروبا كلها مستهدفة من خلال اعتداءات بروكسل"، مطالبًا دول الاتحاد الأوروبي ب"اتخاذ كل الإجراءات الضرورية إزاء خطورة التهديد". وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، إثر اجتماع طارئ دعا إليه هولاند بمشاركة الوزراء المكلفين شؤون الأمن، أن على أوروبا "تعزيز عمليات التنسيق ومكافحة الإرهاب". وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس:"نحن في حرب، وفي مواجهة هذه الحرب يجب تعبئة كل الهيئات". في حين أعلن وزير خارجية فرنسا جان مارك آيرولت أنه شدد في اتصال هاتفي مع نظيره البلجيكي ديدييه ريندرز على "أهمية تنسيق أكبر لعملنا في مجال مكافحة الإرهاب". وفي ألمانيا، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره في مؤتمر صحفي في برلين، إن الهجمات التي وقعت في بروكسل موجهة على ما يبدو ليس لبلجيكا وحسب، وإنما للاتحاد الأوروبي وحرياته بالكامل. الرئيس الإيطالي سرجيو ماتيريلا اعتبر ان الاعتداءات "تؤكد بطريقة مأسوية ان هدف الارهاب الاساسي هو ثقافة الحرية والديموقراطية. (...)"، مشيرا الى ان "الرد على التهديد الارهابي يكون بوحدة صلبة لدول الاتحاد الاوروبي. (...) الحرية ومستقبل العيش معًا مهددان". وأعرب رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون عن "صدمته وقلقه" ودعا الى عقد اجتماع طارىء. وقال:"سنقوم بكل ما بوسعنا لتقديم المساعدة". واضاف "لن نسمح ابدًا لهؤلاء الارهابيين بالانتصار". وقال رئيس الحكومة الاسبانية المنتهية ولايته ماريانو راخوي في تغريدة: "الارهاب لن يهزمنا. وحدة الديموقراطيين في اوروبا سوف تنتصر دائما على الوحشية والجنون". بدوره، قال رئيس الحكومة السويدي ستيفان لوفين:"انه هجوم على اوروبا الديموقراطية. لن نقبل ابدا بان يعتدي ارهابيون على مجتمعاتنا المنفتحة". من جهته، اعتبر رئيس الحكومة الهولندية مارك روتي ان "اوروبا قد اصيبت في الصميم" ولكن "سنبقى على ما نحن عليه وما نحن: مجتمع منفتح وديموقراطي لا تؤثر عليه اعتداءات". وأعرب رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن في تغريدة على "تويتر" عن "حزنه وغضبه" بعد هذه الهجمات "الدنيئة". وقال "سوف نطاردهم (الارهابيون) وسنبقى موحدين في كفاحنا من اجل القيم الاوروبية". وكتب وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوترياس في تغريدة "عاصمة اتحادنا (الاوروبي) تعرضت للهجوم. نبكي الموتى ونلتزم بدحر الارهاب بواسطة الديموقراطية" مضيفا "كلنا بروكسليون". وأكد وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورز ان "اعمال الارهاب الجبانة هذه لا يمكن ان تزعزع اوروبا. سوف ندافع عن انفسنا بحزم ضد هذه الوحشية". ورأى رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوكيك ان هذه الاعتداءات "تهدد قيم التحضر التي ندافع عنها بضراوة". وندد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ندد بهذه "الاعتداءات الارهابية" وقال إن "هذه الاعتداءات تشكل مستوى جديدا من الدناءة من قبل الارهابيين الذين يتحركون بدافع الكراهية والعنف". وانهمرت دموع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الثلاثاء قبل اختصار مؤتمر صحافي في الاردن عقب تعليقها على تفجيرات بروكسل التي وصفتها بأنها "يوم حزين جدا لاوروبا". أما رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو، فقد دان أمام نواب حزبه المحافظ الهجمات، قائلاً انها "أظهرت مرة جديدة الطابع العالمي للارهاب". من جانبها، دانت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان "سلسلة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مطار بروكسل ومحطة مترو في العاصمة البلجيكية صباح اليوم". وأضافت أن "الإرهابيين المجرمين عادوا ليروعوا أمن المدنيين وأمانهم، هذه المرة من خلال استهداف محطات النقل الجوية والبرية التي تعج بالمواطنين الأبرياء، فيما يبدو عملا انتقاميا جبانا، بعد يومين على الإنجاز النوعي للسلطات البلجيكية، المتمثل في إلقاء القبض على المشتبه بكونه العقل المدبر لاعتداءات باريس المدانة". وختمت: "يخطىء التكفيريون، الذين تبدو بصماتهم واضحة على هذه الجريمة النكراء، إذا ظنوا أنهم بمهاجمة وسائل المواصلات سيتمكنون من تقطيع أوصال العالم المتحضر. إنهم يزيدون عزيمتنا على مواجهة الإرهاب، ويؤكدون صوابية استراتيجيتنا المشتركة بأولوية مكافحة الإرهاب، والتي كانت آخر تجلياتها إطلاق الحوار اللبناني - الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب منذ أسابيع قليلة". وأبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري الى كل من: رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولز، ورئيس مجلس النواب البلجيكي سيغفريد بريك، ورئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي كرستين ديفرن، مستنكراً الهجمات والتفجيرات الارهابية التي استهدفت بروكسل ومعزياً بالضحايا، ومتمنياً الشفاء للجرحى. كما أدان حزب الله في بيان تفجيرات بروكسل الإرهابية التي زرعت الموت والدمار والخوف بين المدنيين الآمنين، وأدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، معرباً عن تضامنه الكامل مع الأبرياء عامةً، ومع بلجيكا وشعبها في هذه المحنة القاسية. ورأى حزب الله في هذه التفجيرات استفحالاً لخطر المجموعات الإرهابية التكفيرية التي لا يسلم مكان في العالم من شرّها وإجرامها، منطلقة من حقدها الأسود على البشرية وعلى أفكارها الدموية التي لا تقيم وزناً لحياة أو لكرامة.