تحية لك أيها البطل الذي يطل علينا من كوة التاريخ*. لا تبتئس إن صارحتك بأني اخشي عليك،* وآمل أن يعينك الله علي تجربة الخروج من سجنك*. أتصور أنك ستحس احساسا شبيها باحساس فتية الكهف*.. فكل شيء تغير*.. الناس لم يعودوا نفس الناس والأوطان أيضا* تغيرت،* جغرافيتها،* تاريخها،* طموحاتها وأحلامها*. لا تحزن إن اخبرتك أن زنزانتك الصغيرة التي ربما تحلم بمغادرتها أصبحت أكثر رحابة من وطننا العربي بسماواته وصحاريه وسهوله وجباله تحية لك أيها البطل الذي يطل علينا من كوة التاريخ*. لا تبتئس إن صارحتك بأني اخشي عليك،* وآمل أن يعينك الله علي تجربة الخروج من سجنك*. أتصور أنك ستحس احساسا شبيها باحساس فتية الكهف*.. فكل شيء تغير*.. الناس لم يعودوا نفس الناس والأوطان أيضا* تغيرت،* جغرافيتها،* تاريخها،* طموحاتها وأحلامها*. لا تحزن إن اخبرتك أن زنزانتك الصغيرة التي ربما تحلم بمغادرتها أصبحت أكثر رحابة من وطننا العربي بسماواته وصحاريه وسهوله وجباله*. حين قمت بعمليتك الفدائية الباسلة عام* 1979* انت ورفاقك عبد المجيد اصلان ومهنا المؤيد وأحمد الأبرص كان يعيش علي امتداد الوطن رجال عماليق ليس كالرجال في أيامنا،* رجال كانوا علي استعداد لصنع التاريخ،* أما نحن فلا استعداد لدينا إلا الانصياع كي يصنع التاريخ بنا ما يشاء*. لا أدري أين ذهب مخرجو السينما العرب اللاهثون وراء ما يأتي من هوليوود،* حيث البطولات الزائفة المبنية علي خيال مريض؟ أما بطولتكم الحقيقية فلم تلفت انتباه أي منهم،* عذرهم أن ما فعلتم لا يصدقه خيال هذا الجيل الذي نكس راية رفعتموها،* وأجهض أحلاما زرعتموها في أرحام الأمة*. هل يصدق أي منهم انكم بزورق مطاطي صغير استطعتم اختراق حواجز الأسطول السادس الأمريكي،* وافلتم من رادارات جيش الاحتلال وحراس شواطئه ونزلتم إلي شواطيء نهاريا وأسرتم أحد علماء الذرة الإسرائيليين ثم اقتدتموه إلي الشاطيء وأنك واجهت وزملاؤك وحدات كبيرة من جيش الاحتلال بمدفعيته وسلاحه الجوي،* وبعد أن استشهد وجرح زملاؤك واجهت أنت بسلاحك قائد قطاع الساحل والجبهة الداخلية الشمالية وكدت أن تقتله*.. لقد شهد ذلك القائد يوسف تساحور ببطولتك،* وقال بعد عشر سنوات إنه لم ينس وجهك طيلة حياته*. ---------------- المقال منشور في يوليو 2008 المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية