لم أندهش عندما علمت بترشح أعضاء الحزب الوطني ،و توفيق عكاشة وخالد يوسف وفاطمة ناعوت ،وسما المصري ،وغيرهم من هؤلاء الذين يتصدرون المشهد الإعلامي ليلا ونهارا يصدعوننا بما يفهموه هم وبما لا نفهمه نحن ،فالحقيقة كلها لديهم لكن دهشتي المشوبة بالحزن والقلق بل الإحباط عندما علمت بنجاح معظم هؤلاء !!!!!! لم تعد علامات التعجب لها صدى فقد فقدت صلاحيتها في التعبير عن دهشتك ،ما عليك سوى أن تصدق أن هؤلاء تحدوا الشعب بالشعب !نعم تحدوا بكل قوة ونجحت قوتهم بالقانون نعم كله بالقانون ! لا تضرب أخماسا في أسداس وأنت تسأل كيف ينجح أعضاء الحزب الوطني الفاسد الذين أفسدوا هذا البلد وجرفوا ارضه من كل خير. لا تندهش عندما تعرف أن الشعب نفسه الذي قام بثورة يناير وثار على الفساد وصرخ وضحى بأبنائه، هو نفسه الشعب الذي انتخب هؤلاء !اي تناقض هذا ،أنك أمام لوحة مضطربة مشوهة الملامح يشيع منها العفن والمطلوب منك أن تتقبلها بل تتأملها وتعايشها وربما تمتدحها! عزيزي إن هذا البرلمان (برلمان كيداهم ) حيث التحدى من موطن قوتك لا من موطن ضعفك وكأن هؤلاء يقولون لك :افعل كيفما تشاء فسوف ننجح وبقوة . عندما كنت أشاهد أحد رموز الحزب الوطني السابقين و في عينيه نظرة ثقة بالفوز ،كنت أقول ابتسم وسوق يسقطك هذا الشعب العبقري ،لكن الشعب العبقري خذلني كما خذلك أحبطني كما أحبطك ،يا عزيزي كلنا مشاركون في الفساد لأن يناير ثورة جسد لا ثورة روح ،ثورة الروح هي التي تلزمك بإتقان عملك ليس لأن مديرك يفرض عليك هذا ،بل لأنك تحب بلدك وتعرف أن الانتماء ليس مجرد أغان تردد ليلا ونهارا، بل عمل وفعل وسلوك ،ثورة الروح ستتحقق عندما تحترم المرور والشارع والقانون ،تحترم بلدك ووطنك فلا تمنح صوتك لهؤلاء الذين تعاملوا مع الوطن على أنه عزبة الباشا ،لا تعط صوتك لمن دمروا أخلاق أسر مصرية ،بل جيل كامل! كم حزنت عندما عرفت بفوز خالد يوسف مخرج أفلام العري بحجة أنه يجسد الواقع في عشوائيات مصر ،وكأن عشوائيات مصر لم تنجحب مدرس أو طبيب أو مهندس أو أسرة عادية مثلل ملايين الأسر ،وكأن العشوائيات( بؤرة عفن )وليس فيها سوى السقوط والسواد والاغتصاب والانحطاط ،أي فن هذا سيادة النائب القادم !أي ظلام هذا الذي تقدمه ؟ ما الفرق بينك وبين أعضاء الوطني الذين أفسدوا الوطن ،في النهاية لكل وجهة ولكل طريق يسير فيه والخاسرالأكبر هو الوطن ،الخاسر هو الشعب الطيب الذي أنهكه المرض والجهل والفقر هذا الشعب الذي ما زال يبحث عن حلول لرغيف العيش وأنبوبة الغاز بينما العالم حولنا يبحث في حلول الرفاهية للشعوب التي يحترم فيها كيان الإنسان ،تحترم كرامته ،تحترم حقوقه يعرف واجباته ويعرف كيف يحيا . تحدى هؤلاء ونجحوا رغم أنف الجميع ورغم أنف الوطن الذي ضاق بهم ،فاز هؤلاء بلعبة المال والمصالح والمظاهر . انتصر هؤلاء على الشعب الطيب المكافح الغلبان الذي أثقلته الهموم والأوجاع عبر أنظمة متعاقبة وما زال لديه بصيص من ( حلم ) وضوء خافت يسير على هديه تراه سيحيا يوما ؟ المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية