أبانا الذى فى أى حتة يجلس ويدير الأمور ويحرك خيوط الماريونيت ويضع السيناريوهات والخطط وهو يجلس خلف مكتبه فى غرفة مكيفة واضعاً أمامه عدة شاشات ومحتضناً (الريموتات). إزيك الأول.. عامل إيه؟؟.. أنا أعرف أنك تفتقدنا، لكننا لم نفتقدك أبداً، وروحك (تهفهف) على الوطن، ونشم نحن -للأسف-رائحتها. ولأننا عِشرة، فلك لدينا النصيحة. أما آن الأوان يا عزيزى أن تعتزل، أو على الأقل تغير من طقم (القلل) الذى يعمل لصالحك. أما آن الأوان لتغير الخطط الغبية التى تكررها وكأنك تنقلها من كتاب واحد.. غيًّر الكتاب أرجوك. المقادير القديمة للدولة المنحطة لا تجدى الآن، بل ستضرك. انت نجحت خلاص فى أن تضم لك فصيلاً ثورياً يعطيك مصداقية ما كنت تحتاج إليها. لكنك فى نفس الوقت بدلاً من أن تتمتع لفترة بهذه المصداقية راح صبيانك الذين يتم تسريحهم برخصة منتهية الصلاحية وتفوح منهم رائحة العفن والقذارة، يتحدثون باسمك، ويواصلون محاولات تأليهك، وتصفية خصومك، الذين لو فكرت قليلاً ستعرف أن خسارتهم ستدخلك فى وجع دماغ أنت لا تحتاج إليه الآن، فكفاك ما عندك. نفس الخلطة المنحطة والمقادير القذرة لم تعد تجدى يا عزيزى، ولو أنك تتعامل مع فئران سيتعلمون مع الوقت ألا يدخلوا فى نفس المصيدة، لكنك تصر على اصطيادهم بنفس الطريقة التى حفظوها. إعلامى إمعة يليق بأدوار المنولوجست تسرب له المعلومات للنيل من خصومك وتشويههم عند البسطاء، على شتام محترف يأكل على كل الموائد، على صحفى يعيش دور النضال فتهمس له بالأسرار التى تفيدك، ويخرج علينا لينقل كواليس لا يصلح أن يأتى بها إلا لو كان عميلاً للمخابرات، أو عروسة جوانتى ف إيد سعادتك، على كام شيخ من بتوع «انت انت ولا انتش دارى»، على مواطنين شرفاء لا تستبعد أن يكون منهم صاحب كشك سجاير لكنه يقدم بلاغاً يتهم ناشطاً أو ناشطة بالتخابر، فيجد بلاغه، سبحان الله، طريقاً إلى نيابة أمن الدولة العليا. لجان إلكترونية تعود من جديد، على كام متطوع باسم خدمة الوطن ضد ولاد الكلب الذين يريدون أن يخربوه، على كتيبة منظمة للنيل من ثورة 25 يناير وتسفيهها، وتصويرها على أنها لا شىء، وأن كل وجوهها عملاء وخونة وقبضوا الثمن وآن الأوان لفضحهم ومحاكمتهم ودهسهم بالجزمة القديمة، ووجوه قامت ثورة ضدها لكنك ألحقتهم بالثورة التى تليها وكأن الثورة تَجُبُّ ما قبلها، ليصير البطل نذلاً والنذل بطلاً وأنت مستمتع بما يجرى. يا عزيزى.. غيّر الصنف.. غيّر الأسلوب.. ابحث عن أسلوب جديد أرجوك فيه من الإبداع ما يجعلنا فاغرى أفواهنا من الدهشة. غيّر صبيانك أرجوك لأنهم سيأتون لك بالكافيَة بعد قليل، ولو صممت فستخسر كثيراً خلال شهرين على الأكثر لنجد أنفسنا فى مشاهد إعادة لنفس الفشل، ونفس المصائب، لا سيما وأنت تستخدم نفس الأساليب. أنا أعرف أن هناك مشكلة شديدة لديك فى عدم وجود (لَعِّيب) حريف يساعدك، وعندك نقص كوادر رهيب، لكن لماذا لا (تماين) الأمور فترة، وتفكر فى بناء الثقة بدلاً من أن تبنى كرهاً سيتراكم ضدك، لتجد نفس النتائج، طالما أنك تقدم نفس المعطيات. ارحمنا الآن واجعلنا نركز حول خطر واحد يجعلنا نتحد ضده دون الدخول فى حسابات، ودون رغبة فى الحصول على الغنائم، لأنك لو ظننتها بدراً ستصحو من النوم على حقيقة أنها (أُحُد). هذه رسالتى الأولى إليك، لكنها -على ما يبدو- لن تكون الأخيرة، ويسعدنى أن أنهيها بقولى: «اختشى»، وفى أقوال أخرى: «اخشع»، قبل أن تلبسنا وتلبس نفسك فى حيطة. تصبح على خير.