تم الإفراج عنا في صفقة لإطلاق معتقلين سودانيين بسياسة "سيب وأنا سيب" السلطات المصرية تتحفظ على 5 صيادين لتنفيذ أحكام و21 يعودون على متن المراكب المحتجزة بعد غياب دام 4 أشهر عاد الصيادون المحتجزون لدى السلطات السودانية يوم الخميس الماضى، تزامنا مع افتتاح قناة السويس الجديدة، بعد قرار الرئيس السودانى عمر البشير بالإفراج عن 101 صياد محتجز فى صفقة تبادلية أبرمتها الحكومة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الحكومة السودانية، تقضي أيضا بالإفراج عن 42 سودانيا محتجزا لدى السلطات المصرية. انتظر الأهالى ذويهم فى مطار القاهرة الدولى، وأبدوا استياءهم من طول انتظار أبنائهم العائدين من السودان مايقرب من 6 ساعات متتالية لجمع تحريات عنهم، وذلك لعودتهم إلى مصر بدون أى أوراق أو أى هوية تثبت شخصيتهم. وعلمت "المشهد" ، أنه ثبت بعد إجراء التحريات أن 5 صيادين ممن أفرجت عنهم السلطات السودانية عليهم أحكام لدى السلطات المصرية، وبناءً عليه قامت السلطات المصرية بالتحفظ عليهم لتنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم، وباقى الصيادين ممن لم يثبت عليهم أية أحكام عادوا إلى منازلهم فى حالة من الفرح مع ذويهم، الذين تقدموا بالشكر إلى كل من سعى فى الإفراج عن أبنائهم وخاصة الرئيس السيسى. ورصدت "المشهد" خروج الصيادين المحتجزين من صالة 2 فى حالة من الذهول وتبادل الأحضان فرحا بعودتهم إلى أرض الوطن بعد أن فقدوا الأمل فى العودة، حسب ما صرحوا به ل"المشهد". من جانبه، قال حسنى حسنى عرفة أحد المفرج عنهم من السلطات السودانية أثناء ذهابنا إلى إريتريا ب"تصريح صيد"، وعلى بعد 35 ميلا من المياه السودانية، إنقض علينا عدد من أفراد البحرية السودانية، وأطلقوا علينا النيران من كل جانب ولم نعلم ما الخطأ الذى ارتكبناه ليفعلوا ذلك، فتوقفنا وقاموا بالقبض علينا، وقبل أن يعتقلونا التقطنا بعض الصور فى المنطقة التى تم القبض علينا فيها ظنأ منا أنه سيكون إثبات براءتنا، ولكنه أصبح دليلا لإدانتنا، حيث تم اتهامنا بتصوير منشآت بحرية وحربية أيضا وتم الحكم علينا مبدئيا بشهر حبس، وأصبح بعد ذلك 6 أشهر، و5 آلاف جنيه غرامة. وتابع حسنى،أثناء استجوابنا فى السجن قاموا بتعذيبنا جسديا عن طريق العصا وغيرها من الأدوات التى تساعدهم فى إتمام مهمتهم، وأثناء ترحيلنا ونقلنا إلى السجن وقف أهالى دولة السودان للتشهير بنا وكانت من بين الكلمات التى قالت لنا "اقتلوهم لاتدعوهم أنهم جواسيس، قوموا بذبحهم"، وليس فى السودان بأكملها من رأف بنا ووقف بجانبنا إلا مدير السجون ببور سودان ويدعى صالح حسين، ولكن تم الإفراج عنا بعد عناء دام 4 أشهر عندما اجتمع بنا وزير العدل السودانى، بعد اجتماعه بوزيرى الزراعة والرى المصريين للتفاوض لحل قضيتنا، حيث وجه لنا الكلمات المعبرة عن الاعتذار لما قامت بة السلطات السودانية معنا من تعنت وإهانة لنا ولبلدنا، وبعد إنهاء اجتماعنا مباشرة بوزير العدل السودانى جاءت لنا معلومات أن الرئيس السيسى سيرسل لنا طائرة خاصة لإعادتنا مرة أخرى إلى مصر ونزل هذا الخبر كالصاعقة على المواطنين السودانيين، وأيضا السلطات الذين كانوا يعتقدون أن المسئولين لن يتدخلوا لإنقاذنا وأننا لانساوى شيئا عند حكومتنا. على صعيد متصل، قال محمد السويركى ، صياد آخر ، إن الفضل يرجع فى الإفراج علينا وعودتنا بعد الله هو الرئيس عبد الفتاح السيسى، مضيفا أنه كان يفتقد الأمل فى العودة إلى مصر، وأن السودانيين – حسب وصفه - عندهم من الحقد والغل لمصر ما لم أرى مثيلا له بالرغم من أننا أخوة منذ قديم الأزل، وعلمنا بعد ذلك من أهلنا عن طريق التليفون المحمول أن كل ماحدث لنا كان نتيجة للأحداث السياسية بين البلدين وأن الإفراج عنا كان عبارة عن "سيب وأنا أسيب" بمعنى أن يتم الإفراج عنا مقابل إفراج السلطات المصرية عن المحتجزين السودانين فى مصر، وأشار صياد آخر رفض ذكر اسمه أن فترة احتجازنا طالت لمدة كبيرة وأن الحكومة لم تهتم بنا إلا عند افتتاح القناة وذلك بأمر من البشير بعد اتصال الرئيس السيسى به. وذكر سامى غبنا، المحامى والمستشار القانونى لنقابة الصيادين المستقلة "بالمطرية دقهلية وصول 80 صيادا وأن ال21 الأخرين سوف يصلون على متن ال3 مراكب التي احتجزتها السلطات السودانية بعد 5 أيام، وأن الإفراج عن الصيادين جاء نتيجة الضغوط التى قام بها أهالى الصيادين بعد فترة ليست بالقليلة ومن أمثلة تلك الضغوط القيام بمظاهرة كبيرة بمحافظة الدقهلية ثم وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحفيين تنديدا بموقف الحكومة المصرية إزاء الصيادين المحتجزين، وأن مؤسسات الدولة بأكملها لم تحرك ساكنا إلا بعد 3 أشهر من احتجازهم في السجون السودانية.