في القاهرة، اليوم الأربعاء، تبدأ اللجنة الوطنية الثلاثية لسد النهضة الإثيوبي، جولتها السادسة من المفاوضات؛ لمناقشة العرض الفني للمكتبين الاستشاريين الدوليين، الخاص بتنفيذ الدراسات الموصي بها في التقرير النهائي للجنة الدولية للخبراء، فيما يتعلق بتأثيرات سد النهضة على كل من مصر والسودان. ويفتتح الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، اجتماعات الجولة السادسة بكلمة افتتاحية، قبل أن ينتقل جدول الأعمال إلى الجلسات المغلقة. دعوة رسمية تنفيذًا لخارطة الطريق، التي اتفق عليها وزراء المياه فى الدول الثلاث، خلال اجتماعاتهم بالخرطوم أغسطس الماضي، وتقضى برئاسة الاجتماعات بالتناوب بين الدول الثلاث، وجهت مصر دعوة رسمية إلى السودان وإثيوبيا؛ لعقد جولة جديدة من المفاوضات بالقاهرة، تمهيدًا للتوقيع على العقد مع المكتبين الاستشاريين الدوليين، الفرنسي، والهولندي، خلال 10 أيام من هذه الجولة، والتي تبدأ اليوم وتستمر لمدة 3 أيام. وكان المكتبان، الفرنسي والهولندي، قد انتهيا من إعداد "العرض الفني المعدل" باسمهما معًا؛ لإجراء الدراسات المطلوبة، وتسلمته الدول الثلاث في 22 يونيو الماضي، على أن تقوم تلك الدول بدراسته لمدة أسبوع، قبل انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات، والذي يعد خطوة هامة نحو إتمام التعاقد، ومن ثم البدء في تنفيذ الدراسات. المشاركون تجتمع اللجنة الثلاثية، المؤلفة من 12 خبيرًا، 4 خبراء من كل دولة، إضافة إلى 5 أعضاء معاونين، مع مندوبي المكتبان الاستشاريان، أحدهم فرنسي يسمى "بى آر إل" والآخر هولندي يسمى "دلتارس"؛ لاستعراض ومناقشة التقرير الفني المعدل المقدم، لتنفيذ لدراسات الهيدروليكية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية الخاصة بسد النهضة الإثيوبى. كما يشارك بالاجتماع، المكتب القانوني "كوربت الانجليزي"؛ وذلك لفحص وتقييم العروض الفنية والمالية المقدمة من المكتبين الاستشاريين لمراجعتها والتوافق على كافة الإجراءات والبنود بها. غياب وزراء المياه يعقد الاجتماع، في ظل غياب وزراء المياه من السودان وإثيوبيا، وهو ما أرجعه "مغازي"، إلى عقد اجتماع آخر لاحق، في ال11 من يوليو الجاري، للتعاقد مع الشركة المنفذة، في احتفالية كبرى سيتم عقدها في القاهرة أو العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)، بعد اتفاق خبراء اللجنة الوطنية على خطة عمل المكتبين. "الجميع سيربح" "خبراء الدول الثلاث على تواصل مستمر للخروج بنتائج ترضي شعوب الدول ذاتها".. وفق ما قاله مغازي، مؤكدًا على مبدأ الجميع سيربح ولن يخسر أحد. أجندة الاجتماع سيتم خلال الاجتماعات الاستماع إلى المكتبين الاستشاريين اللذين سيعرضان التفاصيل الفنية والإجرائية والخطة التنفيذية للدراسات الفنية المطلوبة، كما سيقومان بالإجابة على أي استفسارات أو ملاحظات من جانب خبراء الدول الثلاثة الأعضاء باللجنة الوطنية الفنية، قبل أن يتم، بالتنسيق مع المكتب القانوني الدولي، إعداد وتجهيز مسودة العقد لعرضها على الدول الثلاث تمهيدا للتوقيع عليها خلال احتفالية 11 يوليو، بحسب ما قاله مغازي. ومن المقرر أن يجري المكتبان، الدراسات المتعلقة بهيدروليكا النيل الأزرق خلف سد النهضة، والتي تحدد قواعد التشغيل الأول للخزان؛ تمهيدًا للملء الأول لخزان سد النهضة، بالإضافة إلى الدراسات الاقتصادية والاجتماعية للمشروع. بعد قبول العرض الفني من المكتبين سيتم فتح العرض المالي المقدم منهما خلال الاجتماعات، وبعد ذلك تبدأ مرحلة صياغة العقود الفنية والمالية ومراجعتها مع المكتب القانوني الدولي الإنجليزى "كوربت"، بما يتضمن ضرورة الالتزام بالجدول الزمني المقرر والمتفق عليه، لإنهاء الدراسات الخاصة بتأثيرات السد، والتي تم ذكرها في وثيقة المبادئ، ب11 شهرًا من تاريخ التعاقد مع المكتب المنفذ، بحسب وزير الري. مسودة العقد النهائي في تصريحات خاصة ل"المشهد"، كشف الدكتور حسام مغازي، وزير الري، أنه خلال 3 أيام من المقرر توصل الدول الثلاث للاتفاق النهائي حول العرض، حيث يقوم الخبراء بإبداء أية ملاحظات حول العرض، ومناقشتها مع المكتبان، تابع: وفي الوقت ذاته، يقوم المكتب القانوني بتجهيز المسودة القانونية للعقد بين الدول الثلاث والمكتب الاستشاري، بحيث نقوم بمراجعة مسودة العقد على هامش الاجتماعات، تمهيدًا لبدء إجراءات التعاقد مع المكتب الفني، على أن يتم الانتهاء من إعداد مسودة العقد النهائية في الثالث من يوليو. أضاف: أن وزراء الري بالدول الثلاثة سيعقدون اجتماعًا يوم 11 يوليو المقبل، وذلك للتوقيع على العرض النهائي الذي سيتم الاتفاق عليه. وأوضح وزير الري انه سيتم خلال الاجتماعات المقبلة الاستماع إلى المكتبين الاستشاريين اللذين سيقومان بعرض التفاصيل الفنية والاجرائية والخطة التنفيذية للدراسات الفنية المطلوبة، كما سيقوم المكتبان بالإجابة على أي استفسارات أو ملاحظات من جانب خبراء الدول الثلاث الأعضاء باللجنة الوطنية الفنية، قبل أن يتم - بالتنسيق مع المكتب القانوني الدولي - إعداد و تجهيز مسودة العقد لعرضها على الدول الثلاث تمهيدا للتوقيع عليها خلال احتفالية 11 يوليو. سر تأجيل الجولة كان من المقرر عقد الجولة السادسة لمفاوضات سد النهضة الأثيوبي بالقاهرة في مايو الماضي، لكنها تأخرت بناء على طلب المكتبين الاستشاريين الدوليين، من أجل التوافق بينهما على بعض التفاصيل الفنية قبل تسليمهما العرض الفني المعدل. وأرجع مغازي تأخير استلام العرض الفني المعدل من المكتبين الاستشاريين الفرنسي والهولندي إلى حرص الدول الثلاث على استيفاء جميع التفاصيل الفنية الدقيقة التي تضمن إنجاح جولة مفاوضات القاهرة والتوصل إلى نتائج مرضية للشعوب وتستجيب لطموحات وجهود القيادة السياسية بالدول الثلاثة، مشيرا إلى أن التواصل بين خبراء الدول الثلاث المعنيين بملف سد النهضة لم ينقطع ومستمر من أجل تحقيق أكبر درجة من النجاح لخارطة الطريق. تأجيل المؤتمر الصحفي قررت وزارة الري، تأجيل المؤتمر الصحفي الذي كان مقررًا عقده، اليوم، بخصوص اجتماعات سد النهضة الإثيوبي، إلى نهاية اجتماعات لجنة الخبراء الوطنية في اليوم الثالث لها، وهو ما عزاه الدكتور خالد وصيف، المتحدث الرسمي للوزارة، إلى ظروف التوقيت المحدود في نهار رمضان والمخصص للاجتماعات الفنية، قائلاً: إن أعضاء الوفود من الدول الثلاث، اتفقوا على تأجيل المؤتمر الصحفي. رئاسة الاجتماعات سوف تظل رئاسة الاجتماعات بمصر حتى تنتقل اجتماعات الجولة القادمة إلى دولة أخرى، في الوقت الذى يحدده وزراء المياه في الدول الثلاث في ختام أعمال الجولة. وزراء المياه والري بالدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، كانوا قد اعتمدوا أوائل أبريل الماضي، مكتبين استشاريين لشركة فرنسية وأخرى هولندية، لإجراء دراستين حول سد النهضة، من بين 9 مكاتب جرى ترشيحها فى وقت سابق من قبل الدول الثلاثة، استجابة للمقترح الذى تقدم به وزير الرى السودانى معتز موسى، لحل خلاف قام فى وقت سابق بين مصر وإثيوبيا بشأن اختيار مكتب واحد لإجراء الدراستين أو مكتبين، والمدة المحددة لإجراء هاتين الدراستين. وثيقة المبادئ في مارس الماضي، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، قمة ثلاثية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلا ميريام، لتوقيع وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان.