حرب ضروس دارت معاركها علي الفيس بوك قبل الهنا بسنة كما يقولون، مجموعات هنا وهناك أعلنت الحرب النفسية الضخمة بين مشجعي الفريقين مصر والجزائر والتي وصلت إلي تبادل الشتائم والاتهامات وكأن مشجعي كل فريق يعتقدون أن فريقهم سوف يواجه منتخب إسرائيل وليس منتخب بلد عربي آخر!. فبمجرد أن تكتب كلمة الجزائر في محرك بحث الفيس بوك لن يمكنك أن تحصر عدد المجموعات وصفحات المعجبين والأحداث، التي تمتلئ بالهجوم بين مشجعي الفريقين، علي شاكلة "يوم القبض علي الجزائر في استاد جهنم" و"الجحيم في انتظار الجزائر في القاهرة" و"موقعة مصر والجزائر في ستاد الجحيم" و"هنقطع الجزائر" و"ضد الجزائر" و"كارهو منتخب الجزائر" والتي تمتلئ عن آخرها بالدعوة إلي إرهاب المنتخب والجمهور الجزائري نفسيا إلي جانب نشر صور مستفزة تتعرض للمنتخب والشعب الجزائري. فعلي سبيل المثال كتب مؤسسو مجموعة "يوم القبض علي الجزائر في استاد جهنم" في وصف الجروب أنه "مطلوب من الجمهور قبل المباراة أن نتجمع ونروح الفندق اللي فيه لعيبة الجزائر ونخليهم يفقدون تركيزهم قبل يوم المباراة.. لازم نعمل جو للناس من الرعب قبل المباراة عن طريق الإعلام المصري أو عن طريق الإنترنت حتي يوصل للعيبة الجزائر أنهم جايين جهنم مش جايين مصر.. استاد القاهرة هيتحول لاستاد رعب بمعني أصح عايزين سفاحين ومجرمين تشجيع". أما مجموعة "الجحيم في انتظار الجزائر في القاهرة" فقد كتب مؤسسوها أن "الجروب ده يا جماعة أقل حاجة نقدر نعملها كمواطنين مصريين علشان نرد علي أي حاجة تقولها الصحف أو اللعيبة الجزائريون اللي نسوا نفسهم وعاوزين يعملوا لنفسهم اسم وسمعة علي حساب فراعنة القارة الأفريقية.. ولا عشان كسبونا مرة في يوم ما كناش في مستوانا افتكروا نفسهم البرازيل دول حتي مش عارفين يوصلوا كاس الأمم.. وإن شاء الله المنتخب المصري في جنوب أفريقيا 2010.. وأهلا بيكي يا جزائر في جحيم الفراعنة.. وإن شاء الله الخماسية بتاعة 2001 هتتكرر بس المرة دي هتبقي خمسة صفر". أما صفحات تلك المجموعات فقد امتلأت بصور ورسومات مستفزة للمنتخب والشعب الجزائري، فعلي سبيل المثال تم تصميم صور وضعت فيه صورة راقصة ترتدي بدلة رقص خضراء (اللون المميز للمنتخب الجزائري) ومكتوب تحتها "ارقصي يا خضرة.. لأ مش قادرة.. Algeria welcome to hell". وبنفس المنطق تم تصميم صورة أخري لنفس الراقصة مكتوب عليها "الاتحاد المصري لكرة القدم.. جهاز الإنتاج السينمائي يقدم.. الفيلم الخادش للحياء "ارقصي يا خضرة" بطولة محمد أبو تريكة وأحمد حسن ومحمد بركات وعمرو زكي وإخراج حسن شحاتة، وصورة أخري تشابه تلك التي توضع إلي جانب عبارة "حافظوا علي نظافة مدينتكم" تمثل شخصا يرمي ب"تي شيرت" المنتخب الجزائري في صندوق قمامة. إلي جانب بعض الصور الأخري التي تم تصميمها لإخافة المشجعين الجزائريين مثل تلك التي تصور شيطانا مصريا يواجه طفلا جزائريا ويقول له "أهلا بيك في بلدك الثاني.. جهنم"، وأخري مكتوب عليها "السفاحون بيشجعوا منتخب مصر واحنا معاهم"، وثالثة مكتوب عليها "فيلم الموسم: دماء في الملعب". ورابعة كتب عليها "اللي خايف يروح". وعلي الرغم من كل هذا الجنون إلا أن الأمر لم يخل من العقل تماما حيث قام بعض الشباب بإنشاء مجموعات أخري تدعو إلي تهدئة الوضع ووضع الأمور في مكانها الطبيعي، فظهرت مجموعات مثل "الجزائر ومصر أخوة" و"أنت منافسي ولست عدوي.. مباراة مصر والجزائر ليست مباراة كراهية"، كما صمموا بعض الصور التي تحاول التقريب بين الفريقين والجمهورين. ففي وصف مجموعة "أنت منافسي ولست عدوي" كتب مؤسسها: "في يوم الرابع عشر من نوفمبر المقبل تتجه أنظار المصريين والجزائريين وقلوبهم إلي استاد القاهرة لمتابعة المباراة المصيرية بين المنتخبين لتحديد سعيد الحظ الذي سيحمل بطاقة التأهل لمونديال كأس العالم الذي سيقام في جنوب أفريقيا 2010". مضيفا: "ولأني مصري قلباً وقالباً وأعشق هذا البلد وأهله فإني أطالب أهلي المصريين وأهلي الجزائريين عدم التعصب للجنسية، فكل مصري يتمني صعود المنتخب المصري بلا شك، وكل جزائري يتمني صعود المنتخب الجزائري بالتأكيد، مع أننا في الحالتين رابحون لأن من سيمثل القارة من هذه المجموعة فريق عربي قوي".