صدر مؤخراً كتاب بعنوان "أبرز المعالم الأثرية والسياحية الإسلامية والمسيحية في مصر والعالم" للباحث الشاب د.محمد أحمد عبد اللطيف مدرس الآثار بسياحة المنصورة.. وهو عمل موسوعي بكل المقاييس يصعب علي كثير من الباحثين أن يتصدوا له بهذه الدقة وتلك البساطة التي تقرب مادته العلمية لكل مهتم بآثار مصر الإسلامية والقبطية.. يقول د. عبد الحليم نور الدين عالم الآثار الشهير: " إدراكاً من د. محمد عبد اللطيف لمسئوليته نحو تسهيل الأمر لدارسي الآثار عامة والآثار الإسلامية خاصة الثرية والمتنوعة والمنتشرة في كل مكان جاء هذا العمل الذي يعرض فيه لأهم الآثار الإسلامية وأشهر المزارات السياحية فيها حيث يأخذ القارئ في جولة سريعة بالكلمة والصورة بين أرجاء هذا التراث الإسلامي العظيم من مساجد وأسبلة وخانات ووكالات ومنازل وغيرها مبرزاً أهم سمات كل أثر وأبعاده الجمالية" . قسم المؤلف هذا الكتاب إلي مقدمة ثم تمهيد موجز عن تاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي عام641م حتي قيام ثورة يوليوعام 1952م، ثم بعد ذلك ثمانية فصول تحتوي علي مائة وخمسة وثمانين موضوعاً تم تدعيمها بصور توضيحية بلغ عددها مائتان وست عشرة صورة، والفصل الأول في هذا الكتاب بعنوان قصة مكان وهو يتحدث عن أهم الأماكن الأثرية والسياحية الإسلامية بمصر. أما الفصل الثاني فهو بعنوان قصة مدينة وهو يتحدث بشكل مختصر بعض الشيء عن مجموعة من أهم المدن والقري المصرية ونشأتها وتطورها وأهم سماتها ووضعها الحالي، أما الفصل الثالث فهو بعنوان أشهر المزارات السياحية الإسلامية في مصر وهو يتناول بشكل تفصيلي أكثر لمجموعة من الآثار الإسلامية التي تعد علامات رئيسية لكل حقبة من حقب العصر الإسلامي في مصر وعلي سبيل المثال جامع عمروبن العاص الذي يمثل بموقعه فترة الفتح الإسلامي رغم أن بناءه الحالي يعود فقط إلي عام 1797م، وجامع أحمد بن طولون الذي يمثل فترة حكم الطولونيين لمصر، والجامع الأزهر الذي يمثل العصر الفاطمي، وقلعة صلاح الدين بالقاهرة وهي التي تذكرنا بشموخها وعظمتها بسنوات الكفاح والجهاد ضد الغزو الصليبي، وذلك الكفاح كان تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي وكل خلفائه من بني أيوب، ثم رائعة العمارة الإسلامية أوما يعرف بهرم مصر الرابع ألا وهي مدرسة ومسجد السلطان حسن التي تعبر عن مدي التقدم الهائل الذي وصل إليه فن الهندسة المعمارية والبناء في العصر المملوكي ، ثم درة مباني قلعة القاهرة وهو مسجد محمد علي الذي يمثل فترة حكم أسرة محمد علي، أما الفصل الرابع فهو بعنوان جبال وأماكن لها تاريخ وهو يتناول قصة مجموعة من الجبال والأماكن التي ارتبطت بأحداث وشخصيات مهمة في التاريخ والحضارة الإسلامية بصفة عامة وفي مصر بصفة خاصة. أما الفصل الخامس فهو بعنوان مساجد مصرية من العصر العثماني وهو يلقي الضوء علي مجموعة من أروع ماخلفه العصر العثماني في مصر من آثار إسلامية، ثم قُمت بتخصيص فصلين عن الآثارالإسلامية خارج مصر وأولهما وهو الفصل السادس بعنوان منارات إسلامية في البلاد العربية وهو يتناول أهم الآثار الإسلامية في العالم العربي، أما الفصل السابع فهو بعنوان بيوت الإسلام في آسيا وأوروبا وأمريكا وهو يتحدث عن أهم الأماكن الإسلامية في مختلف أنحاء العالم ثم خصصت الفصل الثامن والأخير لأشهر المزارات السياحية المسيحية في مصر إيماناً بأن تراثنا الوطني المصري حلقاته مكملة لبعضها البعض وأن الآثار المسيحية في مصر هي لبنة رئيسية من لبنات بناء التراث المصري الذي بدأ منذ ما قبل التاريخ وحتي الآن، ثم ألحقت بالكتاب قائمة بأهم المصادر والمراجع العربية والأجنبية التي تم الاعتماد عليها في إعداد المادة العلمية. إن هذا العمل يمثل دليلاً متميزاً للدارسين وعشاق الآثار الإسلامية والمسيحية لما فيه من معلومات مباشرة ودقيقة تم عرضها بأسلوب رشيق بسيط ودقيق في آن معاً.