رئيس «الشيوخ»: المجلس قدم 17 دراسة أثر تشريعي ساهمت في كشف أوجه القصور بالتشريعات    4 توصيات للجنة العامة ب"النواب" حول اعتراض الرئيس على قانون الإجراءات الجنائية    «الشيوخ» يوافق على استقالة 14 عضوا لرغبتهم الترشح في انتخابات مجلس النواب    رئيس مجلس النواب: ذكرى أكتوبر ملحمة خالدة وروحها تتجدد في معركة البناء والتنمية    المستشار ناصر رضا عبدالقادر أمينًا عامًا جديدًا لمجلس الدولة    سباق مبكر على مقاعد النواب فى الأقصر .. السوشيال ميديا تشعل المنافسة    اليورو يواصل التراجع بمنتصف التعاملات اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 أمام الجنيه    استقرار أسعار الحديد والأسمنت في الإسكندرية اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025    السفير التشيكي يزور دير المحرق بالقوصية ضمن جولته بمحافظة أسيوط    الحكومة تُحذر المتعدين على أراضى طرح النهر من غمرها بالمياه    الرقابة المالية: 773 مليار جنيه قيمة التمويل الممنوح من الجهات الخاضعة لها بنهاية يوليو 2025    قناة السويس 2025.. عبور 661 سفينة إضافية وتقدم 3 مراكز عالميًا وزيادة الطاقة الاستيعابية ب8 سفن    الجيش الإسرائيلى ينفى دخول سفن "أسطول الصمود" للمياه الإقليمية قبالة غزة    الصحة بغزة: الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي أصبح خطيرا جدًا    4 إصابات جراء هجوم بسكين خارج كنيس يهودى شمال مانشستر    زيلينسكي يحذر أوروبا: روسيا قادرة على انتهاك المجال الجوي «في أي مكان»    فى ذروة موسم الحصاد.. الإغلاق الحكومى يعمق أزمات المزارعين الأمريكيين    من هم شباب حركة جيل زد 212 المغربية.. وما الذي يميزهم؟    الأهلي يطمئن على جاهزية الشحات للمشاركة أمام كهرباء الإسماعيلية    أحمد حمدى يقترب من المشاركة مع الزمالك فى غياب السعيد    ياسين منصور وعبدالحفيظ ونجل العامري وجوه جديدة.. الخطيب يكشف عن قائمته في انتخابات الأهلي    شوبير يكشف تطورات مفاوضات الأهلى مع المدرب الأجنبى    حمادة عبد البارى يعود لمنصب رئاسة الجهاز الإدارى لفريق يد الزمالك    الداخلية تطيح بعصابة مخدرات ظهرت فى مقطع على مواقع التواصل الاجتماعى    "سحر باللبن".. مشادة سيدة و"سلفتها" تنتهى بضبطهما بعد تهديدات بأعمال الدجل    " تعليم الإسكندرية" تحقق فى مشاجرة بين أولياء أمور بمدرسة شوكت للغات    كشف غموض العثور على جثة رضيع داخل كيس قمامة بأحد شوارع شبرا الخيمة    الثقافة والإسكان تتعاون فى إضاءة البرج الأيقوني..وفرحت مصر – 6 أكتوبر    القومي للسينما يعلن عن مسابقة سيناريو ضمن مشروع "جيل واعي – وطن أقوى"    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    بعد انفصال 4 سنوات.. ليلى عبداللطيف تتوقع عودة ياسمين صبري ل أحمد أبوهشيمة    "نرعاك فى مصر" تفوز بالجائزة البلاتينية للرعاية المتمركزة حول المريض    الاستجابة ل3307 استغاثات خلال 3 أشهر.. مدبولي يتابع جهود اللجنة الطبية العليا    حقيقة انتشار فيروس HFMD في المدراس.. وزارة الصحة تكشف التفاصيل    إنقاذ حياة طفلين رضيعين ابتلعا لب وسودانى بمستشفى الأطفال التخصصى ببنها    أسماء الأدوية المسحوبة من السوق.. أبرزها مستحضرات تجميل وخافض حرارة    الكشف والعلاج مجانًا.. جامعة بنها تواصل فعاليات مبادرة «لمسة وفاء» لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    رئيس الوزراء: الصحة والتعليم و"حياة كريمة" فى صدارة أولويات عمل الحكومة    مبابي يقود قائمة يويفا.. وصراع شرس مع هالاند وهويلوند على لاعب الأسبوع    مبابي ينصف جبهة حكيمي بعد تألقه اللافت أمام برشلونة    في أول عرضه.. ماجد الكدواني يتصدر إيرادات السينما بفيلم فيها إيه يعني    احتفالات قصور الثقافة بنصر أكتوبر.. 500 فعالية بالمحافظات تعكس دور الثقافة في ترسيخ الهوية المصرية    الرقابة المالية تصدر ضوابط إنشاء المنصات الرقمية لوثائق صناديق الملكية الخاصة    مفهوم "الانتماء والأمن القومي" في مناقشات ملتقى شباب المحافظات الحدودية بالفيوم    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    حقيقة فتح مفيض توشكى والواحات لتصريف مياه سد النهضة.. توضيح من خبير جيولوجي    أرتيتا: جيوكيريس يتحسن باستمرار حتى وإن لم يسجل    الداخلية تكتب فصلًا جديدًا فى معركة حماية الوطن سقوط إمبراطوريات السموم بالقاهرة والجيزة والبحيرة والإسكندرية    الداخلية تضبط 100 حالة تعاطٍ للمخدرات وقرابة 100 ألف مخالفة مرورية في 24 ساعة    هل الممارسة الممنوعة شرعا مع الزوجة تبطل عقد الزواج.. دار الإفتاء تجيب    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 فى المنيا    مصرع وإصابة 11 شخصا إثر حريق هائل يلتهم عقارًا في فيصل    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    بقرار جمهوري، مجلس الشيوخ يفتتح اليوم دور الانعقاد الأخير من الفصل التشريعي    ترامب يقرر اعتبار أي هجوم على قطر هجومًا على أمريكا    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة الكرسي المرقسي من الإسكندرية إلي العباسية
نشر في القاهرة يوم 10 - 11 - 2009

تعتبر الكنيسة القبطية الآرثوذكسية من أقدم الكنائس الرسولية في العالم إن لم تكن أقدمها علي الإطلاق، ومن هنا أصبح الاهتمام بتاريخها وتطوراتها جزءا أصيلا من الاهتمام بتاريخ مصر وتراثها الحضاري. وبمناسبة احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية هذه الأيام بذكري جلوس البابا شنودة الثالث البطرك ال 117 علي الكرسي الرسولي المرقسي فسوف نتتبع رحلة انتقال هذا الكرسي المرقسي من بداية الكرازة في الإسكندرية حتي عصرنا الحالي عبر العديد من المحطات..
المحطة الأولي: الإسكندرية (61 -1047 م تقريبا )
جاء القديس مارمرقس الرسول إلي مدينة الإسكندرية حوالي عام 61م فكانت الشرارة الأولي لبدء الكرازة كما يروي لنا تاريخ الكنيسة.. فبينما كان يمشي ذات يوم علي البحر مفكرا ومتأملا من أين يبدأ الكرازة في هذه المدينة العظمي صاحبة الأكاديمية العلمية الشهيرة والمكتبة الكبري، تهرأ حذاؤه من كثرة المشي فذهب إلي إسكافي يدعي "أنيانوس" لكي يقوم بإصلاحه. وفجأة دخل المخراز في يده فصرخ الاسكافي بطريقة لا شعورية من شدة الألم "يا الإله الواحد" فانتهز القديس مرقس الرسول الفرصة وسأله هل تريد أن تعرف الإله الواحد، فلما أجاب بالإيجاب بدأ يشرح له قواعد الإيمان المسيحي حتي آمن هو وأهله أجمعين، واتخذ من منزله مركزا للتبشير بالديانة المسيحية.
ولما ازداد عدد المؤمنين قام القديس مرقس الرسول برسامة "انيانوس" كأول أسقف لمدينة الإسكندرية، وبعد استشهاد القديس مرقس الرسول حوالي عام 68 م، دفن جسده الطاهر بكنيسة تدعي "بوكاليا" ومقرها الحالي هو الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل، وأصبحت هي المقر الرسمي للآباء البطاركة.
أما عن الإسكندرية نفسها فيذكر عنها علي باشا مبارك في خططه "الجزء السابع" أنها كانت قرية صغيرة للصيادين تدعي "راقودة" ولما جاء الاسكندر الأكبر إلي مصر حوالي عام 332 ق .م قام بتأسيس مدينة الإسكندرية وسماها باسمه، وجعلها مركزا للتجارة بدلا من مدينة صور، وتحت كلمة ("إسكندرية Alexandrie " ) يقول عنها "أميلينو" في كتاب "جغرافية مصر في العصر القبطي" إن الأقباط تمسكوا باسمها القديم (راكوتيRakoti ) كما تحدث "سترابون" عن رخائها وتجارتها، وانها كانت مدخلا لمصر وتجارتها . والاسم (راكوتي) مشتق من عبارات هيروغليفية معناها "التي بناها الإله رع" كما تحدثت كثير من الوثائق القبطية القديمة عنها وعن أحيائها ". وجاء عنها في كتاب يوحنا النقيوسي "تاريخ العالم القديم" وفي الفصل التاسع والخمسين "(عندما اعتلي الاسكندر بن فيليب المقدوني، أنشأ مدينة الاسكندرية الكبري في مصر وسماها باسمه والتي كانت تسمي قبلا راكوتي في لغة المصريين) . وخلال الاضطهاد الذي وقع علي الكنيسة القبطية عقب مجمع خلقدونية عام 451 م اضطر البابوات الثلاثة بطرس الرابع 34 (567 - 569م) ودميانوس 35 (569- 605 م)و أنسطاسيوس 36 (605- 616 م) إلي الإقامة مؤقتا في دير الزجاج غرب الإسكندرية حتي الفتح العربي لمصر عام 641 م، واستمر الآباء البطاركة يقيمون بمدينة الإسكندرية حتي عهد البابا شنودة الثاني البطريرك 65، ثم بدأت بعدها المحطة الثانية من رحلة الكرسي المرقسي.
المحطة الثانية: كنيسة السيدة العذراء (المعلقة) (1047 - 1320)
ومع بداية الحكم الفاطمي علي مصر تم تأسيس مدينة القاهرة عام 969م وتم نقل النشاط التجاري الي العاصمة الجديدة مما حدا بالبابا خريستوذولوس البطريرك 66 (1046- 1077) بنقل الكرسي البابوي الي كنيسة السيدة العذراء الشهيرة بالمعلقة بمصر القديمة، ولقد كتب المؤرخ الانجليزي الشهير الفريد بتلر (1850- 1936) عن كنيسة المعلقة فقال عنها: "انها من أقدم الكنائس الباقية في مصر، حيث تنتمي الكنيسة الصغري الي القرن الثالث او الرابع الميلادي، بينما ترجع الكنيسة الكبري الي القرن السادس الميلادي، ولعل سبب تسميتها بالمعلقة يرجع الي كونها مبنية علي أنقاض اثنين من البروزات في الحصن الروماني؛ وهي مبنية علي الطراز البازيليكي الذي يتميز بوجود ثلاث مذابح، " وقال عنها المقريزي في خططه تحت اسم كنيسة المعلقة " بمدينة مصر، في خط قصر الشمع علي اسم "السيدة " وهي جليلة القدر عندهم، ولقد استمرت الكنيسة المعلقة هي المقر الرسمي للكرسي البابوي حتي عهد البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300- 1320) باستثناء فترات قصيرة كان بعض البابوات يلجئون إلي كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة ويتخذونها كاستراحة بديلة، أما البابوات الذين سكنوا بكنيسة المعلقة فهم :-
1- البابا خريستوذولوس البطريرك 66 (1046- 1077)
2- البابا كيرلس الثاني البطريرك 67 (1079 - 1092)
3- البابا ميخائيل الأول البطريرك 68 (1093- 1102)
4- البابا مكاريوس الثاني البطريرك 69 (1103- 1129)
5- البابا غبريال بن تريك البطريرك 70 (1131- 1145)
6- البابا ميخائيل الثاني البطريرك 71 (1145- 1146 تقريبا)
7- البابا يؤانس الخامس البطريرك 72 (1147- 1166)
8- البابا مرقس الثالث البطريرك 73 (1166- 1189)
9- البابا يؤانس السادس البطريرك 74 (1189- 1216)
10- البابا كيرلس الثالث "بن لقلق" البطريرك 75 (1235- 1243)
11- البابا اثناسيوس الثالث بن كليل البطريرك 76 (1243- 1254)
12- البابا غبريال الثالث البطريرك 77 (1269 - 1271)
13- البابا يؤانس السابع البطريرك 78 (1271- 1293)
14- البابا تاودسيوس الثاني البطريرك 79 (1293- 1300م)
المحطة الثالثة: كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة (1320- 1660 م)
وفي عصر البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300- 1320 م) تم نقل الكرسي البابوي من كنيسة السيدة العذراء المعلقة إلي كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة التي تأسست عام 350م، وعنها قال العلامة المقريزي (كنيسة عظيمة عند النصاري اليعاقبة، وهي علي اسم "السيدة"). كما قال عنها علي باشا مبارك في خططه نقلا عن «أبو المكارم» انه كان بحارة زويلة كنيسة عظمي جدا بها من الأبنية المشيدة والأحجبة المطعمة بالعاج والأبنوس والتصاوير والنقوش المذهبة من عمل الصناع والمصورين المصريين الأقباط .... وكان في هذه الحارة كنيسة أخري غاية في اللطف وكان من عادة قساوسة الكنيسة الكبري ان يحتفلوا رسميا ثلاث مرات في كل سنة:
الأولي: يوم أحد الشعانين وهو الأحد الذي يسبق عيد الفصح
والثانية: ثالث يوم من عيد الفصح
والثالثة: يوم عيد الصليب وهو اليوم السابع عشر من شهر توت
وذلك انهم كانوا بعد إقامة الصلاة الاحتفالية يخرجون من الكنيسة بالملابس الرسمية حاملين صحف الانجيل وتتقدمهم المباخر والصلبان وأغصان الزيتون والشموع الموقدة إلي خارج الدرب، ويقرءون الإنجيل ويرتلون ويهللون ويدعون للخليفة ووزيره، ثم يعودون اليها فيكملون نهارهم وينصرفون " أما المؤرخ الإنجليزي بتلر فقال عنها (هي بلا شك أقدم كنيسة في مدينة القاهرة، وهي تقع علي مسافة 14 قدما تحت مستوي المباني المجاورة حاليا - وهذا يبرهن ما فيه الكفاية علي أنها أثرية ، أما طولها فيبلغ حوالي 60 قدما، ولقد أشار بتلر في كتابه إلي "الأيقونة العجائبية " وهي تمثل السيدة العذراء حاملة السيد للسيد المسيح في منظر نصفي بين فروع شجرة وحولها الأنبياء داخل دوائر، أما أسماء البابوات الذين جلسوا علي الكرسي البابوي واتخذوا من كنيسة حارة زويلة مقرا لهم فهم :-
1- البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1301- 1320 م)
2- البابا يؤانس التاسع البطريرك 81 (1320- 1327 م)
3- البابا بنيامين الثاني البطريرك 82 (1327- 1339 م)
4- البابا بطرس الخامس البطريرك 83 (1340- 1348 م)
5- البابا مرقس الرابع البطريرك 84 (1349- 1363 م)
6- البابا يؤانس العاشر البطريرك 85 (1363- 1369 م)
7- البابا غبريال الرابع البطريرك 86 (1370 - 1378 م)
8- البابا متاؤس الأول البطريرك 87 (1378- 1409 م)
9- البابا غبريال الخامس البطريرك 88 (1409 - 1427 م)
10- البابا يؤانس الحادي عشر البطريرك 89 (1427- 1452 م)
11- البابا متاؤس الثاني البطريرك 90 (1453- 1466 م)
12- البابا غبريال السادس البطريرك 91(1466- 1475 م)
13- البابا ميخائيل الثالث البطريرك 92 (1476- 1477 م)
14- البابا يؤانس الثاني عشر البطريرك 93 (1479- 1483 م)
15- البابا يؤانس الثالث عشر البطريرك 94 (1483- 1524 م)
16- البابا غبريال السابع البطريرك 95 (1525- 1570 م)
17- البابا يؤانس الرابع عشر البطريرك 96 (1571- 1585 م)
18- البابا غبريال الثامن البطريرك 97 (1585- 1603 م)
19- البابا مرقس الخامس البطريرك 98 (1603- 1619 م)
20- البابا يؤانس الخامس عشر البطريرك 99 (1621 - 1631 م)
21- البابا متاؤس الثالث البطريرك 100 (1631 - 1646 م)
22- البابا مرقس السادس البطريرك 101 (1646- 1656 م)
المحطة الرابعة: كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم (1660- 1799)
وفي عصر البابا متاؤس الرابع البطريرك 102 (1660- 1675 م) تم نقل الكرسي البابوي إلي كنيسة السيدة العذراء حارة الروم، وهي كنيسة أثرية تقع في منطقة الغورية بالدرب الأحمر، وعنها قال العلامة المقريزي في خططه "هي كنيسة تعرف بالمغيثة بحارة الروم القاهرة علي اسم ""السيدة مريم""، ولقد لقبت (بالمغيثة Relife) تبركا بالسيدة العذراء التي تنجي وتغيث كل من كان في شدة ويلجأ إليها طالبا صلواتها وشفاعتها، أما البطاركة الذين جلسوا علي الكرسي البابوي في كنيسة حارة الروم فهم :-
1- البابا متاؤس الرابع البطريرك 102 (1661- 1675 م)
2- البابا يؤانس السادس عشر البطريرك 103 (1676- 1718 م)
3-البابا بطرس السادس البطريرك 104(1718- 1726 م)
4- البابا يؤانس السابع عشر البطريرك 105 (1727- 1745 م)
5- البابا مرقس السابع البطريرك 106 (1745- 1769 م)
6- البابا يؤانس الثامن عشر البطريرك 107 (1769- 1796 م)
7- البابا مرقس الثامن البطريرك 108 (1796- 1809 م)
المحطة الخامسة: الكنيسة المرقسية الكبري بالأزبكية (1799 -1971)
ثم قام البابا مرقس الثامن بنقل الكرسي البابوي من حارة الروم إلي الكنيسة المرقسية الكبري بالدرب الواسع، ولبناء هذه الكنيسة قصة طريفة يرويها لنا علي باشا مبارك في خططه، وذلك في الجزء السادس من خططه ص 211 فيقول (وسبب إنشاء هذه الكنيسة أن الأمير الشهير المعلم إبراهيم الجوهري - رئيس كتبة القطر المصري - اتفق له أن إحدي الستات المحترمات السلطانية ولعلها أخت السلطان كانت قدمت من القسطنطينية إلي مصر قاصدة الحج، ولكونه متقدما في الدولة تقدما مشهورا باشر بنفسه أداء الخدمات الواجبة لمثلها في الذهاب والعودة وقدم لها الهدايا اللائقة لرفيع مقامها فأرادت مكافأته علي خدمته التي أبداها معها؛ فسألت عن مرغوباته فالتمس منها المساعدة في إصدار فرمان سلطاني بالرخصة في إنشاء كنيسة بالأزبكية حيث مستقر سكنه والتمس منها أشياء أخري كرفع الجزية عن الرهبان إلي غير ذلك فقوبل رجاؤه بالإجابة، ولكنه توفي في 25 بشنس 1511 الموافق ختام سنة 1209 هلالية قبل الشروع في البناء، فلما تولي أخوه جرجس أفندي منصبه اتحد مع البطريرك وباقي أكابر الأمة وشرعوا في بنائها بجانب القلاية وانتهت عمارته سنة 1516 للشهداء كما ذكرنا، ويقال إن أصل الموقع الذي بنيت فيه الكنيسة كان ملكا للأمير يعقوب والمعلم ملطي الذين كانوا موظفين في وظائف شهيرة مدة حكم الفرنسيس وتنازلا عنه للكنيسة ولاتخاذ البطريرك القلاية سكنه بجانبها صارت هذه الكنيسة الأولي من الكنائس المصرية).
وبالفعل تم تكريس الكنيسة للصلاة في 14 سبتمبر 1800 علي يد البابا مرقس الثامن .
ولعل في رأي العلامة الإنجليزي الفريد بتلر عن هذه الكنيسة ما يجعلنا نشعر بشيء من الصدمة نذكره من باب الأمانة العلمية حيث يقول (ان الكاتدرائية القبطية التي بنيت خلال هذا القرن بشعة المنظر، ولا تلفت الانتباه لدرجة أنها لا تستحق الزيارة الا بالنسبة لهؤلاء المهتمين بمعرفة كيف أن أقباط اليوم يتباعدون عن تقاليدهم ويطبقون الأشكال والممارسات الخاصة بالكنيسة اليونانية) " الكنائس القبطية القديمة في مصر- الجزء الأول- ترجمة إبراهيم سلامة إبراهيم، مراجعة وتقديم :نيافة الانبا غريغوريوس، الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة الألف كتاب الثاني رقم 131، ص 239 " أما عن البابوات الذين جلسوا علي الكرسي البابوي في الكنيسة المرقسية فهم :-
1- البابا مرقس الثامن البطريرك 108 (1796- 1809 م)
2- البابا بطرس السابع الشهير ببطرس الجاولي البطريرك 109 (1809- 1852 م)
3- البابا كيرلس الرابع "أبو الإصلاح " البطريرك 110 (1853- 1861م)
4- البابا ديمتريوس الثاني البطريرك 111 (1862- 1870م)
5- البابا كيرلس الخامس البطريرك 112 (1874- 1927 م)
6- البابا يؤانس التاسع عشر البطريرك 113 (1927- 1942 م)
7- البابا مكاريوس الثالث البطريرك 114 (1944- 1945 م)
8- البابا يوساب الثاني البطريرك 115 (1946- 1956 م)
9- البابا كيرلس السادس البطريرك 116 (1959 -1971 م)
المحطة السادسة والأخيرة: الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (1968 حتي اليوم)
في عصر البابا كيرلس السادس وبالتحديد في 24 يوليو 1965 تم وضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة بأرض الانبا رويس بالعباسية في حضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم افتتاحها رسميا للصلاة في 25 يونية 1968 في حفل مهيب حضره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور أثيوبيا الراحل، وفي هذه الكاتدرائية أيضا تمت صلاة التجنيز علي روح قداسة البابا كيرلس السادس في 10 مارس 1971، كما تم تجليس البابا شنودة الثالث البطريرك الحالي عليها" 117 " - أطال الله حياته ومتعه بالصحة والعافية - في 14 نوفمبر 1971، ولقد عرفت هذه الأرض في كتب التاريخ ب"دير الخندق " وعنه قال العلامة المقريزي في خططه وتحت كلمة "دير الخندق" (ظاهر القاهرة. من بحريها .عمره القائد جوهر عوضا عن دير هدمه كان بالقرب من الجامع الأقمر، حيث البئر التي تعرف الآن ب" بئر العظمة" وكانت إذ ذاك تعرف ب"بئر العظام " من أجل أنه نقل عظاما كانت بالدير وجعلها ب "دير الخندق" ثم هدم دير الخندق في رابع عشر شوال سنة ثمان وسبعين وستمائة في أيام المنصور قلاوون، ثم جدد هذا الدير الذي هناك بعد ذلك، وعمل كنيستين يأتي ذكرهما في الكنائس) وفي باب الكنائس وتحت كلمة "كنيستا الخندق" كتب يقول (ظاهر القاهرة. إحداهما علي اسم "غبريال الملاك" والأخري علي اسم "مرقوريوس" وعرفت برويس، وكان راهبا مشهورا بعد سنة ثمانمائة، وعند هاتين الكنيستين يقبر النصاري موتاهم، وتعرف بمقبرة الخندق )".
وجاء عنها في الخطط التوفيقية لعلي باشا مبارك في الجزء السادس ص 230 (هي بدير الانبا القديس فريج المعروف الآن بدير الانبا رويس، وهو دير الخندق الذي ذكره المقريزي، وكان ابو رويس هذا عابدا زاهدا معتبرا لدي قومه، توفي سنة 1121 الموافق 1405 مسيحية ودفن بالدير المذكور).
وبعد فلقد كانت هذه جولة سريعة لرحلة الكرسي البابوي من مدينة الإسكندرية عام 61م تقريبا إلي المقر البابوي الحالي بأرض الانبا رويس بالعباسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.