سبة سمعناها كثيرا ولكن هل سأل أحدنا ما معناها أو ما أصلها... ببساطة هذه السبه تعد جزءا من التراث الشعبي المصري والتي كانت ردة فعل للحكم الفاطمي لمصر وتحديدا لمحاولات نشرالمذهب الشيعي في مصر . فكلمة "الرافضي" هي الكلمة التي اشتهر بها أتباع المذهب الشيعي الذين عرفوا في كثير من الأحيان بالرافضة... فلماذا استخدمت هذه الصفة في مصر كسبة ... ترجع الحكاية الي العام 358ه وهو العام الذي دخل الفاطميون فيه مصر، وأسسوا دولة لها مذهب مغاير لمذهب كل المصريين ، فمنذ أن قامت الدولة الفاطمية في المغرب عام 297ه والولع الفاطمي بمصر يشكل حلما أساسيا في أدبيات الشيعة الفاطميين وفي سبيل ذلك حاولوا بكل قوة تحقيق ذلك الحلم ... الي أن جاءت اللحظة التي استطاع المشروع الفاطمي أن يحقق حلمه القديم .. مستغلا حالة الضعف السياسي والاقتصادي المسيطر علي الدولة العباسية... وبالتالي علي مصر .. ودخل الفاطميون مصر .. وخرج وينطق التراث الشعبي المصري بالمثل الأشهر " سيف المعز وذهبه " نعم حفظ التراث الشعبي لنا أن الذهب لمن يوالي الفاطميين ... والسيف لغيرهم .. وحكم الفاطميون مصر.. وسخرت كل امكانيات الدولة لنشر المذهب الشيعي .. ولكن الشخصية المصرية تبرز بشدة ... فهم الذين عشقوا آل البيت ولكن دونما تشيع ، كانوا بعيدين تماما عن تلك الأجندات السياسية المعقدة... انه حب فطري ... حب بعيد عن شئون التشيع وشجونه ... وحاولت الآلة الإعلامية الفاطمية بكل قوتها ... ولم تفلح . فلم يتشيع آنذاك من المصريين الا قدر بسيط لم يعرف أبجديات الفكر الشيعي ، بل تشيعوا تشيع المصلحة لأجل عين المناصب والوظائف العليا ... لذا تغيرت الاستراتيجية الفاطمية فحاولوا نشر نوع أخر من التشيع ، نوع فريد وطريف وهو تشيع البطون ... فامتدت الأسمطة ليل نهار طعاما وشرابا بالمجان ... وأكل المصريون كل ما قدمته المائدة الفاطمية لهم .. الا التشيع ... فلم يستطيعوا بلعه ابدا ، كان دائما ما يسبب لهم عسر هضم .. لذا لفظوه .. فطور الفاطميين استراتيجيتهم مرة أخري حيث أدخلوا الاحتفالات والأفراح والأعياد حتي يرتبط التشيع في الذهنية المصرية بالأفراح والأعياد والطعام ... وبالفعل... احتفل المصريون وفرحوا وضحكوا وأخذوا كل مظاهر الاحتفالات .. لكنهم لم يحفلوا بالمذهب الشيعي ... الطريف ان كل المناسبات الفاطمية كانت سعيدة الا يوم عاشوراء وهو يوم مقتل الحسين كان يوم الحزن .. لكن المصريين لم يعرفوا ذلك ، انهم اعتادوا الفرحة الفطرية البسيطة... لا الفرحة المذهبية .. فرحوا يوم عاشوراء ، وإلي اليوم مازال طبق عاشوراء والتهنئة السنوية بذلك الموسم يشكل معلما سنويا ... والحاكم بأمر الله ذلك الزعيم السابق لعصره، صاحب الطفرات الحضارية الكبري لم يتذكر عنه المصريون الا كونه ذلك المخبول صاحب القرار الأشهر بمنع الملوخية التي أحبها المصريون كثيرا ... ورغم أن الشيعة عموما والفاطميين خصوصا قد حرموا أكل الأرانب والقراميط إلا أن المصريين التهموها بشغف ولايزالون ، ولم يعطوا انتباها لأدبيات مذهبية صعبة ليست شهية كما طعامهم الذي أحبوه . ودارت عجلة الحكم الفاطمي .. بما فيها من سياسة وحضارة واقتصاد وأدب وفنون .. فلم يتذكر المصريون سوي الحلوي والفانوس والطعام والاحتفالات وسيف المعز وملوخية الحاكم .. وعندما سقطت الدولة التي " لم ينتطح فيها عنزان " علي حد قول ابن الأثير العدو الأكبر لصلاح الدين الأيوبي الذي أسقط الدولة !!! وودع المصريون الفاطميين الشيعة كما ودعوا غيرهم .. وبقيت الشخصية المصرية كالعادة فريدة ... وبقيت ابن الرفضي سبة